تعد قيادة الأطفال للسيارات من الأسباب الرئيسية لانتشار الحوادث في المملكة وفقا للإحصائيات الرسمية وعلى الرغم من ذلك تلجأ بعض الأسر إلى الاستعانة بصغارها في قيادة المركبات لقضاء احتياجاتهم حتى لو لم يبلغوا السن القانونية. وبينما يطالب البعض بالسماح لمن هم أقل من 17 عاما بقيادة المركبات، حذر عدد من الاختصاصيين من قيادة الصغار للمركبات؛ لما فيها من مخاطر عليهم وعلى الآخرين. وذكر أبو خالد أنه رب أسرة كبيرة في عددها ويحتاج لمن يساعده في تأدية بعض مهامه بالسيارة، فاضطر إلى تعليم ابنه الذي لم يتجاوز ال14 من عمره قيادة السيارة، حتى يقضي احتياجات أسرته، ويذهب بأشقائه وشقيقاته إلى المدرسة، مشيرا إلى أنه يفضل الاعتماد على ابنه خالد على السائق غير المتمكن ولا يثق فيه. لكن أبو حامد عاش موقفا صعبا حين استعان بابنه حامد في إيصال والدته إلى السوق، وعند عودته وهو قريب من البيت دهس امرأة فوقعت على الأرض متأثرة بإصابتها، ولأن ولده صغير في السن لم يبلغ الخامسة عشرة اضطر إلى إنزاله من السيارة والجلوس في مقعد السائق حتى يتجنب مسؤولية كونه أذن لولده بالقيادة رغم أنه لم يبلغ السن القانونية. ويرى عبدالله صالح أن قيادة الطفل في سن الثانية عشرة هي من الرجولة، حيث ينشأ الطفل كما يقول على الاعتماد على النفس والاهتمام بوالدته وأخواته في حال انشغال والده أو تعرضه لظروف. وفي المقابل، رفض بعض الآباء هذا المقترح. فيقول صلاح الخزاعي: «أصبحت أخشى أن أخرج مسرعا من باب بيتي خوفا من مرور أحد الصبية الصغار يقود مركبة والده وبالكاد تراه من ضآلة جسمه»، مطالبا بتدارك الوضع ومعاقبة أي طفل لم يبلغ السن القانونية ويقود مركبة. وأوضح المتحدث الرسمي لإدارة المرور بمكةالمكرمة نقيب علي الزهراني أن نظام المرور لا يسمح بقيادة المركبة لمن هم دون السابعة عشرة ما لم يكن لديه تصريح من مدرسة تعلم القيادة لمدة عام وحين يصل لسن الثامنة عشرة عاما يسمح له بالقيادة، وأي مخالف للأنظمة والتعليمات تطبق عليه أنظمة المرور، مؤكدا أن إدارة مرور العاصمة المقدسة حريصة كل الحرص على الحفاظ على أرواح الأبرياء من مستخدمي الطريق، سواء أكان قائد المركبة أو مرافقه أو المشاة. وذكر الزهراني أن إدارة مرور العاصمة المقدسة تهيب بأولياء الأمور عدم السماح لأبنائهم صغار السن بقيادة السيارة ما لم يحصلوا على رخصة القيادة حفاظا على أرواحهم، حيث إن السلامة المرورية تبدأ برب الأسرة. وأكد الدكتور في كلية التربية بجامعة أم القرى عصام بازرعة أن قيادة الطفل للسيارة في سن مبكرة لا علاقة لها بالرجولة، ومن ينظر لهذا الأمر من هذه الناحية لديه مفاهيم خاطئة للرجولة، فكثير من الأطفال والمراهقين يقارنون أنفسهم بأصحابهم، فيقودون السيارات مبكرا، وأحيانا لحاجة، وأحيانا يضطر الآباء للاستعانة بهم حتى يخففوا عنهم أعباء المواصلات، وأحيانا يقودون لعدم وجود الرقابة السليمة من الأسرة والوالدين بالذات. ونصح بازرعة بالإنصات لصوت الأب الرشيد وأهل الاختصاص، والالتزام بالأنظمة في هذا الجانب بأن لا يقود الطفل المركبة حتى يكمل السن القانوني (18) عاما، وقيادته في أقل من هذا السن لا توافق النظام.