يعتمد أي نظام صحي فعال على ستة مكونات رئيسية: الإدارة الصحية والحوكمة، طريقة تقديم الخدمة الصحية، التكنولوجيا الصحية من أدوية وأجهزة ومعدات طبية، الموارد البشرية، التمويل الصحي، ونظم المعلومات الصحية. وَمِما لا شك فيه أن صحة وجودة المعلومات هي أحد أهم العوامل في اتخاذ القرار من قبل صناع القرار في الأنظمة الصحية. وهنالك أربعة أجزاء لنظم المعلومات الصحية: 1- مرحلة إنشاء المعلومات والبيانات: ومثال ذلك المعلومات التي يدوّنها الكادر الطبي من أطباء أو تمريض أو غيرهم في الملف الطبي بناء على تقييمهم للحالة المرضيّة مثلا سواء كان ذلك في العيادات الخارجية أو أقسام التنويم الداخلية. 2- جمع المعلومات الصحية في قاعدة بيانات. 3- دراسة وتحليل المعلومات الموجودة في قاعدة البيانات. 4- اتخاذ القرارات بناء على نتائج تحليل المعلومات في قاعدة البيانات. والمعلومات التي نتحدث عنها ممكن أن تكون ناتجة من المنشآت الصحية (مستشفيات، مراكز رعاية صحية أولية، مستوصفات) أو القطاعات المساندة للقطاع الصحي (مثل الكليات الصحية والتمريضية أو الهندسة الطبية.. إلخ). بالأمس القريب، وقع المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي) في جدة، مذكرة اتفاقية تفاهم وتعاون مع الجمعية الأمريكية لنظم المعلومات (AHIMA)، أحد أهم المنظمات في العالم في مجال إدارة نظم المعلومات الصحية. كما شهد التوقيع ولادة اللّبِنة الأولى للجمعية السعودية لنظم المعلومات الصحية (SHIMA) تحت مظلة سباهي، ممثلة في مجموعة العمل الأولى لأخصائيي إدارة نظم المعلومات الصحية السعودية. وحيث إن سباهي هو الجهة الرسمية المسؤولة عن تطوير وتحسين الجودة الصحية في المملكة، من خلال استراتيجيات مختلفة، يأتي على رأسها الاعتماد الصحي، فإن توقيع مذكرة التفاهم أعلاه مع أحد أهم المرجعيات العالمية في إدارة النظم الصحية، يُعتبر خطوة استراتيجية لإحداث نقلة نوعية وكمية في مجال إدارة النظم الصحية في المملكة، وسيساعد في وضع البنية التحتية لنظام صحي معلوماتي سعودي ذي جودة عالية. من يستشرف المشهد الصحي في المملكة، يدرك أن هنالك تحركات حثيثة في جزءين مهمين في القطاع الصحي: أحدهما هو التأمين الصحي والآخر هو تحسين النظام المعلوماتي الصحي لمواكبة تطبيق التأمين الصحي بجودة عالية. وَمِمَّا لا شك فيه أن دخول المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي) في مذكرة التفاهم مع الجمعية الأمريكية لنظم المعلومات، شيء يدعو إلى التفاؤل بأن إدارة نظم المعلومات الصحية في المملكة ومن أهمها تطبيق نظام تصنيف الأمراض العالمي - 10 (ICD-10) ستشهد دفعة ذات جودة نوعية، لما يتمتع به الأول (سباهي) من خبرة وتجربة طويلتين في الجودة الصحية كونه الهيئة الوطنية الأقدم في العالم العربي في مجال الاعتماد الصحي.