التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في طوكيو أمس، رؤساء المنظمات والجمعيات الإسلامية في اليابان، على هامش مؤتمر (البحث عن صيغة مشتركة للسلام)، الذي يقام غدا وبعد غد، بحضور مسؤولين من منظمات غير مسلمة في اليابان وخارجها. وبحث اللقاء باستضافة موضوعين؛ إنشاء اتحاد يجمع الجمعيات الإسلامية في اليابان، وحوارها مع أتباع الأديان الأخرى، للتعريف بالإسلام الحقيقي، الذي شوهته بعض الجماعات المتطرفة. (عكاظ) سألت الدكتور عبدالله التركي، عقب اللقاء، عن النتائج الإيجابية لإيجاد مثل هذه الاتحادات بين المنظمات الإسلامية في اليابان وغيرها من الدول التي يتواجد بها أقليات مسلمة، فقال: «المشكلات الأساسية في مجتمعات الأقليات المسلمة هو تعدد الجمعيات أو كثرتها، وكل جمعية إما أن تمثل بلدا أو منطقة معينة، أو تركز على موضوع معين، وليس بينهم تنسيق أو تعاون بشكل عام، وبالتالي تحصل هناك إشكالات، وقد يصل الأمر إلى التنافس غير المحمود في بعض القضايا، وهذا أمر يسر به من لا يريد للإسلام أن ينشر أو يقوى في بلدان الأقليات، لكن تجربة الرابطة تؤكد على أهمية أن يكون بين هذه الجمعيات والمراكز قاسم مشترك للتعاون والاتفاق، بإيجاد اتحاد أو مجلس أعلى تنسيقي، للإسهام في بعض حل مشكلات تلك المراكز أو الجمعيات الإسلامية، وهي قضية في غاية الأهمية، وهي تجربة حققت نتائج إيجابية في بعض دول أوروبا وأمريكا، وهذا الاتحاد يساهم في تطوير برامج الجمعيات، خصوصا الصغيرة منها، التي لديها ضعف في النواحي المالية والإدارية والقانونية، والكبيرة منها كثيرا ما تجد لديها علاقات قوية من المسؤولين في دولها». وأضاف: «إن إيجاد مجلس تنسيقي للجمعيات في كل بلد به أقلية مسلمة، لا يعني أنه سيؤثر على نشاط أي جمعية عضو في المجلس، ستبقى كل منها تعمل في مجالها، لكن القضايا المشتركة يكون فيها تكامل وتعاون». وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة «تسعى بكل ما تستطيع في التكامل بين الجمعيات الإسلامية في كل بلد توجد به أقلية، ونجحت في بعض الدول الأوروبية، ونحن نعين تلك المجالس أو الاتحادات على التواصل مع المسؤولين في الدول التي تقيم فيها تلك الأقلية، وننقل لهم تجارب المجالس في البلدان الأخرى، بحيث يكون تواصلنا مع ذلك المجلس أو الاتحاد». وحث أمين عام رابطة العالم الإسلامي، رؤساء الجمعيات الإسلامية بتوحيد الكلمة، وأن يكونوا على قلب رجل واحد، والابتعاد عن الإشكاليات التي تبعد التعاون فيما بينهم، وأن يكون لهم اتحاد يجمعهم ويمثلهم في الخارج، مبينا أن ذلك يعينهم على إيجاد حلول إيجابية لمشكلاتهم، مؤكدا حرص المملكة على التعاون معهم ومساعدتهم، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، إن وجد لديهم برنامج عمل ينطلقون منه، مؤكدا حرص المملكة والرابطة على دعم الأقليات المسلمة في العالم بالضوابط المحددة في كل بلد، كما هي عادتها مع الأقليات المسلمة في العالم. من جانب آخر، أوضح بعض رؤساء الجمعيات الإسلامية في اليابان ممن حضروا اللقاء أن مشكلتهم الحالية هي (التعليم)، بعد أن حلوا مشكلتهم السابقة وهي (المساجد)، التي بلغ عددها 100 مسجد في طوكيو، مبينين أنه مع الجهود الذاتية التي يبذلونها إلا أنهم بحاجة إلى الدعم والمساعدة من المنظمات الإسلامية، خصوصا رابطة العالم الإسلامي وهيئاتها المختلفة، وأشار أحدهم إلى وجود حلقات لتعليم كتاب الله، أنشأتها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة للرابطة. على صعيد متصل، زار الوفد مسجد طوكيو الكبير، الذي أنشئ عام 1938م، وأعيد تجديده عام 2000م، ويتسع ل 700 مصل، وتقام دروس ومحاضرات يركز أغلبها على تعليم المسلمين أحكام الدين الإسلامي، وتعريف غير المسلمين بالمفاهيم الحقيقية عن الإسلام. وكان وفد الرابطة الذي يرأسه الدكتور عبدالله التركي قد وصل طوكيو في ساعة متأخرة البارحة الأولى، وتعد اليابان المرحلة الثانية للوفد بعد كمبوديا، ويغادر الأحد المقبل إلى تايوان، وتهدف الجولة للالتقاء بالأقليات المسلمة في البلدان الثلاثة، وبرؤساء الجمعيات الإسلامية، وقادة الديانات الأخرى، فضلا عن حضور مؤتمرات وندوات تنظمها الرابطة في تلك البلدان.