استقبلت سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن أمس الأول وفدا أمنيا يضم أعضاء من هيئة التحقيق والادعاء العام ووزارة الداخلية لزيارة شرطة مدينة إيسيكس لمتابعة قضية مقتل المبتعثة السعودية ناهد المانع (رحمها الله)، والوقوف على آخر ما توصلت إليه الجهود والتحقيقات لمعرفة الجاني ومستجدات القضية. كما سيلتقي الوفد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وأعضاء سفارة المملكة المعنيين. وتعود أحداث مقتل ناهد المانع إلى الساعة 10:42 صباحا في 17 يونيو 2014م، حينما تلقت شرطة مدينة كوليشتسر بلاغا حول مقتل فتاة محجبة مطعونة في الرأس والصدر طعنات نافذة في أوائل الثلاثينيات على بعد 400 متر من جامعة ايسكس البريطانية. وأعلنت الشرطة في حينها أن القتل ربما يكون بسبب دوافع عنصرية دينية، وطوقت الحي وطالبت الأهالي بالتأكد من عدم وجود آلات أو ملابس عليها آثار دماء في بيوتهم أو حدائقهم، وبسرعة أعلنت عن اعتقال رجل في الثانية والخمسين من العمر مشتبه فيه ولكن سرعان ما تبددت هذه الأقاويل فهو ليس القاتل. فورا تحرك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا إلى مدينة كوليشستر البريطانية وزار شقيق الضحية والمرافق لها، ثم توجه لجامعة إيسكس واجتمع بالطلاب المبتعثين وأكد لهم أن السفارة تعمل على ملاحقة الجناة بالتعاون مع السلطات البريطانية، وأن السفارة تولي أمن السعوديين عناية فائقة. كما التقى الملحق الثقافي الدكتور فيصل أبا الخيل بالمبتعثين الذين كانوا تحت وقع الدهشة وتساءلوا عن تأخر الملحقية لساعات عقب مقتل المانع إلا أنه برر التأخير في إعلان مقتل ناهد بسبب أن السلطة المحلية أعلنت الخبر ليلا، ولن تستطيع الملحقية الإعلان والسلطات لم تعلن بعد. كشفت شرطة إيسكس البريطانية عن صورة متوقعة لقاتل ناهد المانع، الذي يرجح أن تكون له علاقة بالحادثة بعد تطابق روايات الشهود الذين كانوا حول مكان الحادثة، مفيدة أن القاتل المشتبه به كان يجري في مكان يدعى هويس وقادما من سلري بروك، حيث وقعت الجريمة. وقالت الشرطة في حينها إن المشتبه به أبيض وعمره بين الثامنة عشرة والخمسة والعشرين عاما، وهو متوسط البنية وشعره أسود ويلبس جاكيتا طويل الأكمام أحمر اللون وبنطالا غامق اللون. ودعت الشرطة المواطنين في كوليشستر إلى الإدلاء بمعلوماتهم حيال القاتل عبر عدد من وسائل الاتصال، كما أكدت أن إحدى الجمعيات المكافحة للجريمة رصدت مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني (نحو 62 ألف ريال سعودي) كجائزة لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على القاتل أو الأشخاص الذين كانوا يقفون خلف مقتل ناهد المانع. مشطت شرطة كوليشستر المنطقة التي وقعت فيها الجريمة، حيث قدرت مساحتها بنحو 450 متراً، وفتشت 48 حديقة خاصة وثلاث بحيرات لصيد السمك و468 قناة تصريف للوصول إلى أدوات قد تقود للقاتل، وقامت بتجميع 2100 قطعة تعود لأجزاء تتعلق بعملية البحث التي يجري فحصها من قبل فريق الطب الشرعي. ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد بل شارك في العمليات قرابة 300 محقق لم يستطيعوا أن يجدوا القاتل بعد وما زالوا يتعقبون الخيوط التي ستقودهم إلى القاتل الحقيقي، لتستعين الشرطة بالبي بي سي في إيسكس لدعوة الناس لمساعدتهم في الوصول إلى قاتل المبتعثة السعودية التي كانت تدرس اللغة في جامعة إيسكس البريطانية. وذكرت لاحقا قناة البي بي سي أنه تم التحفظ على شخص عمره 52 عاما على علاقة بالجريمة. ولاحقا أفرجت الشرطة البريطانية عن شريط فيديو وصور تكشف اللحظات الأخيرة في حياة المانع.