لا يظهر أن الصور الجميلة التي ترسخت في أذهان الهلاليين عن نجم فريقهم الحالي جيورجيوس ساماراس، هي ذاتها الصورة التي يحملها الاسكتلنديون واليونانيون عنه، حتى بعد رحيله عنهم، فالنجومية التي حققها المهاجم «الثلاثيني» في ملاعب القارة الأوروبية مع سلتيك وسيتي ومنتخب اليونان جعلت من انتقاله إلى الشرق الأوسط حدثا هاما استرعى تعليق الفيفا ومواقع كرة القدم العالمية، لكنه في المقابل لازال نجم ساما البراق متواريا خلف غمام الغربة والأداء الفني المضطرب للنادي العاصمي، ولم ينجح حتى الآن في دغدغة مشاعر الهلاليين رغم شعورهم بإمكاناته الكبيرة ونجوميته العالية. وقصة الشاب اليوناني مع ناديه العربي ظلت خلال الأسابيع الماضية محل دهشة البعض ونقد البعض الآخر، فالفارق بين المستويات الفنية بين الرياضة الأوروبية والشرق أوسطية شاسعة إلى حد وصف هذه الخطوة بضرب من الجنون ويظهر جليا أن 4 أسباب حالت دون بريق نجومية ساماراس مع فريقه الحالي تتمثل فيما يلي: 1 الإصابات المتلاحقة: منذ قدومه إلى الهلال على عجل نهاية فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، ليسد ثغرة المهاجم الثاني في الهلال ياسر القحطاني والإصابات البسيطة تلاحقه بشكل مستمر، الأمر الذي ترك تأثيرا واضحا على مردوده الفنية رغم البداية الجيدة التي قدمها مع النادي العاصمي في مبارياته الأولى، وخلال الشهر والنصف التي لعب فيها للهلال والاستفادة منه محدودة، حيث تعرض للإصابة 3 مرات وغاب عن 3 مواجهات للفريق بهذا السبب، ومؤخرا تولى الجهاز الطبي اليوناني متابعة حالته الصحية بالتنسيق مع الإداراة الهلالية التي طلبت من الجهاز الطبي لمنتخب اليونان تقريرا عن تطورات علاج الإصابة التي يعاني منها وما وصل إليه برنامجه العلاجي، وتشير الأنباء إلى أنه سيعود أساسيا في لقاء التعاون ما لم ير دونيس منحه وقتا أكثر على الدكة لتجهيزه جيدا. 2 التأقلم والانسجام: يبدو هذان الأمران سببين مؤثرين على مستوى اللاعب اليوناني، رغم أن المتأمل في حياته الرياضية يدرك تماما أنه قابل للتعايش مع بيئات مختلفة في شتى دول أوروبا، إذ يعتبر من بين قلة من اللاعبين اليونانيين الذين بدأوا مسيرتهم الاحترافية من الخارج ولم يلعب إطلاقا حتى الآن في مسيرته الاحترافية مع أي ناد يوناني، تنقل بين هولندا مع فريقه الأول لهيرينفين عام 2003 بعدما أذهل الجميع بسرعته، واجتذب بعد ذلك اهتمام نادي مانشستر سيتي الذي لعب له في عام 2006 ليكتشف نفسه في اسكتلندا ثم جلاسكو في صيف عام 2008، وتبرهن هذه التجارب على أنه قابل للتأقلم لكن طبيعة البيئة الخليجية الجافة والاختلاف الجذري في التقاليد والأجواء ربما تجعل منه محتاجا بشكل أكبر إلى مزيد من الوقت لاستعادة ألقه وبريقه. 3 تغيير الخانة واختلاف المهام: أذهل ساماراس مدربي الفرق التي لعب لها بوجوده كمهاجم أيسر، مستفيدا من رشاقته وتحكمه الممتاز بالكرة مع إمكاناته التهديفية الممتازة وصناعة الفرص، لكن هذا الدور تلاشى في ظل الزج به خلف المهاجمين وإقحامه في مراكز مختلفة على الناحية اليمنى أحيانا وخلف المهاجمين بعض الأحيان، وربما ساهم وجود أكثر من لاعب يجيد اللعب بالقدم اليسار وعلى الجهة اليسرى في تضييق المساحات والفرص عليه بحسب آراء نقاد وفنيين.خلال مشاركاته مع المنتخب اليوناني أوعز له المدرب اليونان آنذاك «أوتو ريهاجل» مهاما كثيرة في الناحية اليسرى وبرع نجمه، وأصبح لاعبا أساسيا فيما بعد، وخلف ثنائي الهجوم ثيوفانيس جيكاس وأنجيلوس خاريستياس وأظهر براعته، وقد يسهم وجود دونيس العالم باللاعب وما قدمه لمنتخب بلاده في إعادته وراقة رابحة للزعيم في الناحية اليسرى. 4 الهبوط العام في مستوى الفريق: الإتيان ب سامراس في هذا التوقيت كان على اعتبار أنه سيكون المنقذ لأزمة الهجوم بعد إيقاف الشمراني وإصابة القحطاني، لكن الحالة العامة التي وجد اللاعب نفسه فيها بعد مباراته الأولى باستقالة الإدارة ورحيل المدرب الروماني وفقدان لقب مهم رغم تسجيله لهدف في اللقاء، كانت حتما ستنال من معنويات اللاعب مثل بقية أقرانه في الفريق، وأصابه الهبوط العام في المستوى والارتباك الحاصل على الناحية الإدارية والفنية، بحالة من التراجع أخفت أي تألق له على عدة مستويات، لكن إمكاناته كبيرة ومؤثرة ومن شأنها أن تجعل منه لاعبا مهما في خارطة الهلال في حال تخطى هذه الأزمة. يقول الناقد الفني خالد الشنيف قوة ساماراس في النواحي اليسرى في دقة التمرير وصناعة اللعب، يحتاج لمزيد من الوقت حتى يظهر وربما الظروف لم تساعده حتى الآن.