يبدو لي أن بعض التعاطي الإعلامي مع عمليات عاصفة الحزم بحاجة لبعض الحزم، فتسريب تفاصيل عمليات عسكرية منسوبة لضباط أو أفراد من القوات المسلحة لا يتسم بالحكمة! كما أن التغطية الإعلامية يجب أن تكون جزءا من المعركة، فالحرب خدعة وإبقاء سرية تفاصيل العمليات العسكرية مثل عملية إجلاء الدبلوماسيين من عدن والعمليات القتالية الخاصة يجب أن تبقى من أسرار المعركة حتى تضع الحرب أوزارها ويدون التاريخ تفاصيلها ويقيم الخبراء أحداثها ! الإعلام يتحمل مسؤولية قيادة الحرب المعنوية، وصد عدوان العدو بالشائعات والأخبار الملفقة، وقد رأينا في مواقع التواصل الاجتماعي سيلا من الأخبار والقصص التي تتطلب وعيا كافيا لتمييز الخبيث من الطيب منها، وخاصة تلك التي تسعى لتهييج الرأي العام ضد أبناء الشعب اليمني، والتعامل معهم كمكون واحد دون تمييز بين النشطاء الحوثيين وغيرهم من أبناء الشعب اليمني الشرفاء الذين يتقدمون صفوف المعركة ضد الحوثي فكرا ومنهجا ومسلكا ! المجتمع بالطرح الإعلامي الواقعي والمتزن يجب أن يدرك أن المعركة طويلة وتتطلب جهدا وصبرا، فالقصف الجوي يغير معادلات الحروب لكنه لا يحسمها وحده، فالحسم هناك على أرض اليمن بيد اليمنيين الذين يتحملون اليوم مسؤولية الاستفادة من العاصفة الجوية لشن عاصفة على الأرض تقتلع الحوثيين من جذورهم !