المتتبع للسياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -يرحمه الله- حتى عهد «سلمان الخير» مرورا بإخوانه البررة يدرك تماما أن قادة هذه البلاد وبما حباهم الله تبارك وتعالى من الحنكة والحكمة والحكم الرشيد باستطاعتهم بتوفيق من الله تجنيب هذا الوطن الأخطار التي تحدق به ممن لا يضمرون لهذه البلاد وشعبها وقيادتها سوى الشر والحقد سواء كانوا شعوبا أو دولا، ليس هذا فحسب بل حمل قادتها هَمُ الأمتين العربية والإسلامية انطلاقا من عقيدتهم وانتمائهم العربي والمكانة التي شرفهم الله بها لخدمة ورعاية الحرمين الشريفين، فأحداث تحرير الشقيقة الكويت من الغزو العراقي والقرار الحكيم الذي اتخذه آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بتحمل المملكة مسؤوليتها تجاه أشقائها الكويتيين في تصدرها لدول العالم التي شاركت في عملية التحرير، وليست عنا ببعيدة الأحداث التي تعرضت لها الشقيقة البحرين من زمرة باعوا وطنهم ومواطنتهم للخارج فكان القرار الصائب من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لمساندة الأشقاء في البحرين بتوجيه درع الجزيرة لحفظ الأمن والاستقرار ومقدرات مملكة البحرين ومواطنيها، وكأن التاريخ يعيد نفسه فما تعرض ويتعرض له اليمن الشقيق اليوم من قيام مليشيات مذهبية رهنت نفسها لدولة خارجية لتنفيذ مصالحها ليس في اليمن فحسب بل أصبحت تشكل خطرا على جيران اليمن وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي مما حدا بتلك المليشيات ومن يدعمها بالانقلاب على شرعية الدولة والقيادة التي انتخبها الشعب اليمني الشقيق واستحلالها لمؤسسات ومقدرات الدولة اليمنية بقوة السلاح وقتلها للمواطنين المخالفين لهم رغم مشاركتها في الحوار الوطني الذي رعته المبادرة الخليجية، وعندما شعرت تلك الزمرة بفائض القوة نتيجة تلك التصرفات وعدم تحكيمها ومن يقف وراءها للعقل ووضع مصلحة اليمن فوق المصالح الشخصية والمذهبية الضيقة فراحت تحشد قواها وأسلحتها والقيام بإجراء المناورات العسكرية ودق طبول الحرب على الحدود الجنوبية للمملكة، واستجابة للدعوة التي وجهها الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لمساندة اليمن في الحفاظ على مقدراته ومؤسساته وأرواح شعبه وعودة الشرعية فيه إلى نصابها فكانت استجابته -وفقه الله- برؤية الحَاكِمُ والحَكِيمُ سريعة وحاسمة «فأمن اليمن والمملكة ودول الخليج كل لا يتجزأ» فأطلق -رعاه الله- «عاصفة الحزم» لحزم الأمور في الشقيقة اليمن وعودة الشرعية فيها إلى نصابها ولينعم أبناؤها بالأمن والاستقرار، وليضع بهذا القرار الحكيم حدا للتدخلات في الشأن العربي ووقف الاستفزازات التي تقتات عليها بعض الدول وإثارة القلاقل والفُرقَة بين أبناء الأمة العربية وداخل دولها، فجاء الرد من أبناء العروبة من المحيط إلى الخليج «شكراً سلمانُ الحُكم والحِكمَة».