مؤسسات الطوافة من أكثر المنظومات التي يتعامل معها المسلمون من كافة دول العالم خلال زيارتهم للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، كما أنها الواجهة الرئيسية والهامة أمام حجاج الدول المختلفة والذين ينظرون لكل ما تقدمه هذه المؤسسات بعين الاعتبار، ويقيمون على أساس الخدمات التي تقدمها لهم حجم الجهود المبذولة في خدمتهم على جميع الأصعدة، ما يعني أن أي قصور في الخدمات لهذه الفئة من قبل بعض المؤسسات يؤثر بشكل سلبي على كل ما يقدم لضيوف الرحمن أيا كان موقعهم، فيما يرى عدد من الخبراء والمختصين ضرورة أن يهتم المسؤولون في تلك المؤسسات بوضع خطط مناسبة لمؤسساتهم والتأكد من مساهمتها بشكل إيجابي في تحقيق توجهات الدولة، التي تنفق المليارات كل عام لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المشاعر المقدسة ورعايتهم أمنيا وصحيا وخدميا وغذائيا. ويؤكد المختصون على ضرورة فرض متابعات لبعض المؤسسات لتعمل بشكل جيد لتقديم خدمات ذات مستويات عالية الجودة كغيرها من المؤسسات حتى لا تسيء بعضها للجهود الجبارة المبذولة من قبل مسؤولي الدولة، من خلال تدني مستوى الخدمات أو الأداء غير المرضي أو نقص الخدمات، أو إهمال ما يقدم للضيوف من حيث السكن والتنقل والعودة الى اوطانهم وتحركاتهم داخل المشاعر المقدسة، فيما يلاحظ أن بعض مؤسسات الطوافة تقصر في هذا الجانب، غير أن غالبية المؤسسات تستحق الشكر لما تقدمه من رعاية وخدمات ذات مستوى راق، إلا أن عددا من مسؤولي مؤسسات الطوافة في مكةالمكرمة يؤكدون على ضرورة تلبية مطالبهم بما يحقق التطلعات المثلى، ويأتي في مقدمة ذلك فتح الاستثمارات للمؤسسات في العديد من المجالات حتى تستطيع ان تقدم خدمات عالية الجودة تتناسب مع سمعتها ومكانتها بين المؤسسات، مؤكدين ان هذه المؤسسات تسعى لتقديم خدمات جيدة ما يتطلب توفر موارد اخرى خلاف ما يحصلون عليه من البعثات حتى يتمكنوا من تقديم الخدمات المطلوبة. يقول رئيس مجلس ادارة حجاج الدول العربية المهندس عباس عبدالغني قطان، ان المؤسسة استطاعت خلال السنوات الماضية من خلال التكاتف والتعاون والخطط المتداولة بدراسة وعناية ان تقدم خدمات كبيرة وعالية الجودة لضيوف الرحمن، وذلك من خلال توفير الموارد التي تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني قبل كل شيء، وكذلك المطوفين واعضاء المؤسسات والمساهمين وهذه تمت من خلال استثمارنا في عدد من الاراضي والابراج الفندقية في مواقع جيدة من مكةالمكرمة، ما ساهم في تطوير الموارد ما انعكس ايجابيا على المساهمين، وكذلك على طالبي الخدمات من الحجاج وهذا مطلب الكثير من مؤسسات الطوافة والتي تتمنى ان يكون لها استثمار مختلف. واشار قطان إلى أن جميع العاملين في هذا المجال لديهم تطلعات لتقديم خدمات كبيرة وعالية الجودة للحجاج وذلك من خلال تنظيم العمل داخل المؤسسة والاستثمار في مصلحة المطوف والحاج، حيث لدينا العديد من الخطط التطويرية للخدمات منها الاستقبال والتنقل في المشاعر المقدسة وكذلك ارشاد الحجاج ولدينا في القريب العاجل الاستثمار في تغذية البعثات في المشاعر المقدسة، والجميع يثني على اداء الوزارة والجهود التي يقوم بها الوزير ونائبه من خلال تقديم خدمات تتناسب مع مكانة المملكة كون المؤسسات هي الواجهة للمملكة امام حجاج دول العالم. ويؤكد نائب رئيس مجلس ادارة المؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج الدول العربية محمد حسن معاجيني، أن مؤسسات الطوافة هي الواجهة الحقيقية للوطن الغالي كونها تقدم خدمات لحجاج دول العالم وتقدم خدمات لهم تنعكس على اداء العاملين في هذه المؤسسات، لذلك يجب ان تكون النظرة من الجميع لهذه المؤسسات وللشعب السعودي نظرة حسنة وان لا تنعكس الى غيرها، متمنيا أن يكون هناك مجال لفتح باب الاستثمار لمؤسسات الطوافة وهذا مطلب كبير وملح لدى الكثير من ارباب الطوائف لهذه المهنة الذي يمثل ذلك دخلا معتبرا لهم، ويجب ان يكون هناك فتح للاستثمار ليس فقط في الابراج او السكن بل في كافة المجالات ويعود ريعها للمؤسسة لتقديم خدمات كبيرة كون هذه الاستثمارات توفر الموارد لهم وتضخ في الاقتصاد الوطني. وأبان معاجيني الى السلاسة في الانتخابات التي جرت خلال الايام الماضية والتي ستقدم المزيد من الخدمات، معتبرا ان التنظيم الدائم من وزارة الحج في السكن وخدمات الحجاج وجيل المسار الالكتروني سينهي الكثير من المخالفات التي كانت تحدث حتى نستطيع ان نقدم خدمات عالية الجودة من خلال السكن او التنقل وهذه نقدمها بشكل دائم وفي كل عام كذلك تنعكس هذه الاستثمارات على الاقتصاد في البلد وفتح باب الاستثمار سيؤدي الى زيادة الخدمة المقدمة للحجاج، وأكد معاجيني ان الوزارة ساهمت ولا زالت تساهم بشكل كبير في توفير الاجواء المناسبة للمؤسسات حتى تقوم باداء دورها على اكمل وجه وتشجيعها لتقديم الافضل، مشيرا إلى أن مؤسسة حجاج الدول العربية عملت في العام الماضي استفتاء لرضى العملاء والحجاج في المؤسسة من الدول العربية وكانت النتيجة ولله الحمد ممتازة، حيث كان الحجاج راضين تمام الرضى عن الخدمات المقدمة. مواقع السكن إلى ذلك استشهد معاجيني بحديث عدد من حجاج السنوات الماضية من دول مختلفة، لافتين إلى أن هناك بعض المشاكل التي تواجه الحجاج والمعتمرين، مطالبين بضرورة متابعة الجهات ذات الاختصاص لمؤسسات الطوافة بشكل عام، مستدركين أن هذه المخالفات لا تنطبق على جميع المؤسسات فهناك خدمات رفيعة المستوى تقدمها بعض المؤسسات، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لبعض المشكلات ويأتي في مقدمتها اختيار السكن المناسب، وهي مشكلة لا زالت قائمة حيث يكون موقع السكن بعيدا عن موقع الحملات، كما أنه بعيد عن وسائل النقل ما يشكل عقبة تعد أحد أبرز المشكلات وخاصة عند كبار السن والعجزة، الذين يجدون معاناة في الوصول الى مقر السكن او للمواقف الخاصة بالنقل، كما أن بعض المكاتب الخاصة بالمطوفين تكون بعيدة عن السكن او مقر الحملات، مناشدين مؤسسات الطوافة بأن يختاروا مواقع قريبة من موقع السكن وتعيين اشخاص على اطلاع مباشر بأماكن الحجاج في كافة الأوقات، يكونون معنيين بالدرجة الأولى بإنهاء المشاكل التي تواجههم في الحال، متمنيين أن يتحقق هذا المطلب في السنوات القليلة المقبلة. أما محمد حسين السيد من اليمن، فيشير إلى أنه قدم للحج في حملات مختلفة في السنوات الماضية وتظل المشكلة الأبرز هي مشكلة السكن تليها مباشرة مشكلة النقل، حيث تبعد بمسافة كبيرة عن المسجد الحرام ما يؤخر الحاج في الوصول للمسجد الحرام، كما أن العديد من المؤسسات تتنصل بطريقة أو بأخرى من حجاجها، وهذا يتسبب في حرمان الحجاج او المعتمرين من أداء الصلوات الخمس في الحرم المكي الشريف لبعد المساكن عن الحرم وكذلك نقص بعض الخدمات التي واجهناها في تلك الفترة مؤملا أن يتم تدارك ذلك في المرات المقبلة. يشاركه الرأي إبراهيم عماد من اليمن، لافتا إلى ان هناك صعوبة للوصول للمنطقة المركزية والتي تشهد ازدحاما واعدادا كبيرة من الحجاج لدرجة أن الشوارع تغلق أمام السيارات ووسائل النقل كافة، مؤملا أن يكون هناك حلول عاجلة من قبل مؤسسات الطوافة وبعثات الحج، حتى تضمن توفير بيئة مناسبة ليؤدي الحاج فريضته بكل يسر وسهولة، فيما يؤكد محسن عمار أن الاستقبال الكبير من قبل مؤسسات الطوافة يؤكد مدى حرص مواطني المملكة على تجنيد كافة الطاقات لخدمة الحجاج سواء من الدولة أو المؤسسات وذلك من خلال توفير خدمات من شأنها خدمة ضيوف الرحمن بمختلف أشكالها من طاقات بشرية لخدمتهم في المخيمات والاعتناء بالنظافة والنقل بوسائل حديثة، مفترضا وجود تنافس بين مؤسسات الطوافة لما فيه صالح ضيوف الرحمن، إلا أن بعض العاملين في مؤسسات الطوافة لا يهتمون بمتابعة أوضاع الحجاج من كبار السن ويكتفون فقط بنقلهم من السكن إلى الحرم والمشاعر دون متابعة أوضاعهم في مقار إقامتهم أو تلمس احتياجاتهم، والبحث عن مواطن القصور أو الخلل ومعالجتها إن وجدت. تطوير الأداء من جهته أوضح ل «عكاظ» الدكتور حسين الشريف، أن هناك دعما لكافة مجالس الإدارات والوقوف بجانبها لتقديم أفضل خدمات لحجاج بيت الله الحرام وفق تطلعات وتوجيهات القيادة الرشيدة، أيدها الله، وتنفيذ تعليمات وزير الحج الذي يجدد تأكيداته في كل مناسبة على ضرورة الاهتمام بالحجاج ورعايتهم وازالة العقبات امامهم حتى يؤدوا حجهم في راحة واطمئنان دون عقبات ولتقديم الخدمات المثلى لهم ما ينعكس على جهود وتطلعات ولاة الأمر، يحفظهم الله، والذين يسعون جاهدين في كل عام لتجنيد كافة القطاعات والطاقات لإنجاح مواسم الحج وتقديم أفضل ما يمكن لضيوف الرحمن على كافة الأصعدة. وأبدى عدد من المطوفين والمطوفات في مؤسسات أرباب الطوائف في وقت سابق مخاوفهم من فوز رؤساء مجالس المؤسسات السابقين برئاسة المجلس في دورته الرابعة الجديدة لهذا العام، وتكمن مخاوف المطوفين من وجود تكتلات قد ترشح أحد الرؤساء السابقين أو أحد الأعضاء ممن أمضوا فترات طويلة في إدارة مجلس المؤسسة للفوز برئاسة المجلس وهو الشيء الذي قد لا يتيح الفرصة للمنتخبين الجدد ممن فازوا بالعضوية من خلال الانتخابات التي أجرتها وزارة الحج مؤخرا من خلال عملية الاقتراع عبر أصوات الناخبين، مشيرين إلى أن بعض الرؤساء في بعض المؤسسات قد أمضى أكثر من عشر سنوات. وطالب المطوفون الوزارة بقصر رئاسة المجلس على دورتين فقط، بحيث لا تزيد عن ثماني سنوات كحد أقصى، مشيرين إلى أن هذا القرار في حالة صدوره سوف يتيح الفرصة للدماء الشابة لتولي رئاسة المجلس وإبعاد المؤسسات عن التكتلات التي قد تضر بالعمل، على حد قولهم. شأن داخلي في المقابل أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي، أن لائحة الانتخابات التي اعتمدها وزير الحج تتيح للأعضاء في أول جلسة بعد صدور قرار التعيين أن يختاروا رئيسا من بينهم إذا اجمعوا عليه حتى ولو كان من الأعضاء السابقين، مشيرا إلى أن الوزارة لا تشترط أية شروط تتعلق باختيار الرئيس ما دام أن شروط الانتخابات قد انطبقت عليه عند ترشحه. وأضاف قائلا، إن الوزارة تفترض حسن الظن في كل من خاض الانتخابات، مشيرا إلى أن انتخاب الرئيس هو شأن داخلي في كل مؤسسة ولا يخضع لأية اشتراطات أو إملاءات من الوزارة. فيما يطالب المواطن مسفر الخيبري مؤسسات الطوافة بالتقيد وتطبيق التعليمات التي اصدرها في وقت سابق وزير الحج، من خلال تقليص الفترات الزمنية التي يقضيها الحجاج في المطارات والموانئ والمنافذ البرية التي تستمر لوقت طويل، وكذلك بقائهم في الحافلات الناقلة لهم من المنافذ الى الدور السكنية والابراج السكنية، واشار الخيبري إلى أن الوزير تحدث العام الماضي للمؤسسات بضرورة ضبط مواعيد القدوم والمغادرة إلى بلدانهم وعدم تاخيرهم او التعجل في مغادرتهم منعا للازدحام، والتأكيد عليهم قبل المغادرة بوقت كاف الالتزام بإنهاء كافة الإجراءات في وقت قصير، مشددا على بعثات الحج التابعة لها للتعامل مع مالكي الدور السكنية مباشرة أو من خلال وكلائهم الشرعيين، وذلك لقطع الطريق على السماسرة الذين يرفعون أسعار تلك الدور بهدف الحصول على عمولات كبيرة دون مراعاة لوضع المؤسسات التي تقوم بخدمة الحجاج.