جاء تعثر الهلال السعودي أمام مضيفه القطري في الدوحة متوقعا وغير مفاجئ للكثير من النقاد والمتابعين، عطفا على ظروف الإصابات والتغييرات الفنية للفريق الأزرق في هذا الوقت الحساس من الموسم، وعلى أن إجمالي الآراء اتفقت على أنه لم يكن سيئا في اللقاء، إلا أنها أجمعت على أنه افتقد للاعب القادر على هز شباك المنافس في ظل غياب ناصر الشمراني للإيقاف وياسر القحطاني للإصابة وقلة خبرة خالد الكعبي وتواضع قدرات يوسف السالم الهجومية. نجح السد في استغلال فرصة من الفرص التي سنحت له وسجل منها هدف الفوز، فيما فرط الأزرق كثيرا في اللقاء وعاد بخفي حنين بفعل عدة عوامل تقاطعت حولها الآراء من قبل جميع المحللين والنقاد الرياضيين. 1 تواضع الظهيرين شكل الظهيران في الفريق الأزرق عامل ضعف كبير تسبب في إضعاف إمكانات الهجوم، إذ يثير تراجع مستوى اللاعب ياسر الشهراني الكثير من المخاوف خاصة في ظل هبوط مستوى عبدالله الزوري في العامين الأخيرين بشكل كبير، وخلال لقاء السد فشل هذا الثنائي في لعب العرضيات المطلوبة في مثل هذه الظروف وكانت جميع الكرات تنتهي خارج الميدان أو بين أقدام مدافعي السد. ويرى الناقد الرياضي نجيب الإمام أن على الهلاليين مراجعة هذا الأمر مع لاعبيهم سيما في ظل هبوط مستوى ياسر الشهراني، الذي وكما يقول ليس ب ياسر الذي شاهدناه قبل موسمين مرجعا ذلك لعدم التدريب الكافي على هذه العرضيات وهو الأمر ذاته ل عبدالله الزوري الذي مازال بعيدا عن مستواه، وأثنى الإمام على قدرات فيصل درويش الذي طالب بمنحه فرصة أكبر في الفترة القليلة المقبلة. وتعددت المطالب بإعادة اللاعب ياسر الشهراني إلى خانة الظهير الأيسر كونه يملك من الإمكانات الكبيرة لخدمة هذا المركز، سيما أن عرضيات اللاعب بالقدم اليسرى مجدية ورائعة أكثر مما هي عليه بالقدم اليمنى، وهو ما كان قد أشار إليه المدرب الوطني نايف العنزي الذي قال إن الهلاليين لم يستشعروا حتى الآن إمكانات الشهراني في مركز الظهير الأيسر وإن جربوه لن يندموا. 2 تراجع لياقي ظهر العامل اللياقي والإرهاق مؤثرا على بعض العناصر في الفريق، كما أن عدم انسجام ساماراس مع المجموعة وعودته من الإصابة كانت علامة استفهام في الفريق الأزرق، الذي يعيش حالة إحلال تدريجية. وفيما يسجل على انخفاض الأداء اللياقي على لاعبي الأزرق إلا أن ساماراس حتى الآن مازال غير مستفاد منه بتواجده خارج الصندوق. واختير اللاعب اليوناني كالرجل المخيب عبر موقع جول، إذ فشل المهاجم في تقديم الإضافة الهجومية المرجوة عندما أشركه المدرب دونيس بديلا عن يوسف السالم، وافتقد الهلال للمهاجم الهداف في منطقة الجزاء القادر على ترجمة السيطرة والفرص إلى أهداف، خاصة أن السالم لم يكن أساسا مؤهلا لخلافة ناصر الشمراني وياسر القحطاني. يقول طارق التايب كان للعامل اللياقي دور كبير في تراجع مستوى اللاعبين بالإضافة إلى غياب الروح القتالية في الشوط الثاني، الهلال قدم شوطا أول جيدا لكن كثرة الأخطاء لدى الهلال جعلته لا يسجل سيما في الأطراف، كما أن دخول ساماراس لم يعط الفريق أي إضافة تذكر، فالفريق لعب الشوط الثاني منقوصا بسبب هذا اللاعب، أكبر مشاكل الهلال هذا الموسم أنه يعيش عقما هجوميا يجب على مدرب الفريق معالجته خلال الأيام المقبلة، فالزعيم لم يستطع تنفيذ أي هجمة مرتدة بشكل إيجابي بسبب البطء في نقل الكرة. 3 خبرة المدرب خرج الهلاليون من قمة السد بثقة على أن بالإمكان التعويض سيما بعد تعثر المنافسين بالتعادل في مبارياتهما المباشرة، لكن ذلك مرهون بالعودة على الأقل وفي أسوأ الأحوال بنقطة من الأراضي الإيرانية أمام فولاذ الذي سيكون ندا عنيدا للهلال نتيجة حاجته للفوز للبقاء ضمن دائرة المنافسة، وتستوعب الجماهير الهلالية أن دفع اللاعبين للتألق سيكون مستمرا مهما حدث خاصة أن الزعيم مر بظروف أقسى من الحالية الموسم الماضي، وخرج بنقطة واحدة من الدور الأول لكنه عاد وتصدر المجموعة. وهو الأمر ذاته الذي راهن عليه دونيس الذي قال «الخسارة ليست نهاية العالم، كنا نتطلع لتحقيق نتيجة جيدة، ولكن التفاصيل الصغيرة حسمت المباراة لصالح السد، نحن قدمنا مستوى جيدا في الشوط الأول وصنعنا عدة فرص للتسجيل، ولكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة». «كنا بحاجة لبعض التركيز لأن لاعبينا فقدوا الكرة في عدة مناسبات واستغل السد هذا الأمر ليصنع الفرص ويسجل هدف الفوز.. ما زال أمامنا فرصة وأنا واثق أننا سنكون قادرين على تحقيق عودة جيدة». 4 غيابات مؤثرة يعود الأزرق بشكل مختلف الجولة المقبلة، إذ من المؤكد أنه سوف يستعيد خدمات أهم صناع اللعب في الفريق والذين عانوا الإرهاق والإصابات في الفترة الماضية في مقدمتهم سالم الدوسري ونواف العابد ومحمد الشلهوب وهو الثلاثي الذي سيكون رئة الأزرق أمام فولاذ سيما في ظل مكاسب الأزرق على المستوى العناصري للدكة بتألق عبدالله عطيف وخالد الكعبي وعبدالله الشامخ، فضلا عن تعمق المدرب اليوناني في التشكيلة بشكل أكبر مما قد يغير مجرى المباريات المقبلة لصالح النادي العاصمي. يخوض الهلال في الفترة المقبلة 4 مواجهات صعبة خلال 15 يوما تقريبا حيث يلاقي الخليج في الدمام يوم السابع مارس ثم الفتح في 13 من الشهر نفسه في الدمام، قبل أن يغادر إلى إيران ليلاقي فولاذ في 17 مارس ثم يعود إلى الرياض ليواجه الشباب دوريا، وهي مواجهات ثقيلة تتطلب من المدرب اليوناني الكثير من العمل لتعزيز الروح المعنوية واللياقة البدنية وتفادي الانتكاسات التي ستكون مؤثرة جدا على مستوى السباق الآسيوي. وكان الهلال قد دفع ثمن مجموعة من الظروف التي أصابته في مقتل تقدمها تصرف ناصر الشمراني في نهائي دوري أبطال آسيا، الذي كلفه ثمنا باهظا بغيابه عن مباريات دوري المجموعات وربع نهائي المسابقة هذا العام، فضلا عن إصابة القحطاني بقطع في الرباط الصليبي وضعف البدلاء..