لم تستسلم الشابة عالية الشامان للإعاقة، بل مارست حياتها بطريقة طبيعية، وأبدعت في الكتابة، خصوصا في مجال القصص القصيرة وقصص الأطفال والرسوم المتحركة، ونالت بذلك دعم وتشجيع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي طبع باكورة أعمالها على نفقته الخاصة إيمانا منه بموهبتها. وتطالب عالية الشامان، المولودة في ولاية تكساس بمدينة ديتون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتأسيس هيئة لرعاية المواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم كافة الدعم لهم، وخرجت للدنيا وهي تعاني من إعاقة جسدية بسبب نقص الأوكسجين، ما تسبب لها بشلل دماغي أفقدها التحكم بأطرافها ماعدا يدها اليسرى التي تستخدمها بشكل شبه طبيعي. وقالت عالية عن نفسها: «أستخدم أصبعا واحدة للكتابة والرسم على الكمبيوتر، أما اليد اليمنى فحركتها بطئية جدا، لا أستطيع المشي أو الوقوف وأستخدم كرسيا متحركا، تعلمت بدار الأطفال المعاقين بالرياض ودرست به حتى الصف السادس وهذا المتاح لفئتي، انتقلت للسكن في منطقة تبوك مع والدتي بعد أن بلغت 12من عمري»، مشيرة إلى أنها تعلمت من إعاقتها أن تكون مؤمنة وناجحة وطموحة، لا تستسلم للأحزان صبورة ومثابرة لتحقيق أحلامها. وتابعت: «تمنيت أن تكون لي مجموعة قصصية وتحقق لي ذلك، وأن أصل موهبتي في كتابة القصص والأفلام الكرتونية إلى العالمية وأكون أول سعودية تحقق هذا الإنجاز»، مبينة أنها اكتشفت موهبتها في كتابة والرسم في سن 18 عاما، حيث كان تعمل على جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وبدأت بكتابة أول مجموعة قصصية وبعثت بها إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي دعم فكرتها وشجع موهبتها وقام بطباعة وتسويق كتابها الأول على نفقته الخاصة. وعن الصعوبات التي تعانيها، قالت عالية: «أعاني من قلة الدعم لأعمالي وأنا أرغب في كتابة قصص لتكون أفلاما كارتونية وأجد صعوبة في إخراجها لعدم توفر الدعم المالي لإبراز موهبتي لكن لا فن بدون مال»، متأملة أن تحدد مخصصات مالية لدعم وتطوير مواهب ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المجالات أسوة بالمجال الرياضي، مطالبة بأن تقام جمعية أو هيئة لرعاية إبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة. وتطمح عالية لأن تكتب قصة كرتونية فريدة وأن تعمل مشروعا تجاريا من منزلها تشغل من خلاله وقت فراغها وتكسب رزقها من تعبها دون أن تعتمد على الآخرين. وعرضت عالية آخر أعمالها وهو فيلم كارتوني على قناتها على اليوتيوب بعنوان نظرة تفاؤول، يهدف إلى بث التفاؤل في قلوب الفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمطالبة بحقهن في الزواج كغيرهن من الفتيات الأصحاء؛ وعبرت عن ذلك من خلال الرسوم المتحركة واختارت الفضاء الإلكتروني؛ لتصل الرسالة لأكبر شريحة ممكنة من الناس.