وصف الأكاديمي والمتهم بشؤون المياه الدكتور محمود بن إبراهيم الدوعان خطط وزارة المياه والكهرباء في كل ما يتعلق بشؤون المياة ب«البطيئة» و«المتأخرة» في جميع مناطق المملكة، مشيرا إلى أن ذلك يعود لاعتمادها على دراسات لشركات أجنبية تجهل طبيعة المملكة سكانيا ومناخيا، إضافة إلى الاحتياجات الفعلية للمناطق من المياه. وأكد خبير المياه الدوعان لدى حديثه ل«عكاظ» أن الوزارة أهدرت مليارات الريالات على دراسات وصفها بالعشوائية، لم تستفد منها مناطق المملكة كما ينبغى، لافتا إلى أن هناك كوادر سعودية مميزة في مختلف جامعات المملكة يمكن أن تقوم بهذه المهمة بكل جدارة، موضحا أن الدولة تسعى جاهدة لتوفير المياه مهما بلغت تكلفتها لراحة المواطنين والمقيمين حتى تسير أمور الحياة دون منغصات. وعن الوضع المائي في منطقة الباحة أشار الدوعان إلى أن المشاريع الرائدة التي أنجزتها الدولة وكلفت مليارات الريالات تمثلت في إنشاء سدود، بالإضافة إلى أن فكرة الخزانات الاستراتيجية للمياه فكرة رائدة خاصة في النطاق الجاف قليل الامطار، كما أن أصحاب المزارع في الباحة أنشأوا خزانات للاحتفاظ بالمياه والاستفادة منها وقت الجفاف، بالإضافة إلى وجود خزانات خرسانية للخزن الاستراتيجي للسكان لمواجهة شح المياه لحين توفير شبكة مياه تحلية تغطي المنطقة، ما يعني أن الأمن المائي في الباحة بحالة جيدة جدا خاصة إذا أحسن استخدام المياه في المنطقة كما أن كمية المياه الساقطة على المنطقة تسد حاجتها في ظل وجود السدود العديدة التي تخزن كمية كبيرة تفي باحتياجات الاهالي والزراعة. أما عن المخاوف من الجفاف والعطش في المستقبل في حالة انعدام خطط الأمن المائي من الآن إضافة إلى سوء استعداد المياه، أكد الدوعان أن هذا الأمر غير وارد خاصة إذا وصلت مياه التحلية بكميات كافية لتغطية العجز في منطقة الباحة والوفاء باحتياجات السكان، مؤكدا أن الوضع المائي حاليا لا يعد خطيرا في ظل امكانية الاستفادة من مياه السدود إضافة إلى وصول كمية مياه التحلية التي تصل يوميا إلى الباحة بكمية 110 آلاف متر مكعب عن طريق الشعيبة. واستدرك الدوعان قائلا: جفاف مياه الآبار ليست مشكلة خاصة أنها من الآبار الضحلة التي تستجيب لتغذية مياه الأمطار ويمكن إعادتها الى حالتها الطبيعية اذا تم ترشيد السحب الجائر الواقع عليها، مبينا أن الأمن المائي متوفر في الباحة في ظل وجود 28 سدا من أهمها سد العقيق وثراد لا سيما أن منطقة الباحة تقع ضمن نطاق (الجاف، وشبه الجاف) حيث يصل متوسط تساقط الأمطار السنوي عليها ما بين (250-300 ملم) ويعتبر هذا جيدا وهي كميات كافية لتغذية السدود حسب طاقتها الاستيعابية. وانتقد الدوعان نقص الثقافة الاستهلاكية للمياه لدى البعض معتبرا غياب الوعى المائي يتمثل في كيفية الحفاظ على هذه السلعة الغالية وكذلك الترشيد في استخدامها قدر الإمكان، ملمحا إلى أن هناك هدرا مائيا كبيرا واستنزافا للموارد المائية بشكل لافت وغير مقنن، مشددا على دور وزارة المياه والكهرباء ووزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة في السعي بجدية لتوعية المواطنين خاصة المزارعين والصناعيين من خلال نشرات التوعية الإعلانية والإعلامية المكثفة لترشيد استخدام المياه وحث أئمة المساجد في خطب الجمعة على توجيه الناس بأهمية الحفاظ على المياه.