لازال طريق نجرانشرورة، والذي أطلق عليه العابرون مسمى «طريق الفاجعة»، يفتقر للإنارة رغم أهميتها، حيث يشعر سالكوه بالخوف من السير فيه ليلا، يضاف إلى ذلك انتشار الإبل السائبة بكثرة، ومنحنياته الخطيرة، والطعوس الترابية، وانعدام أو ندرة اللوحات الإرشادية على مفارق بعض الطرق، فضلا عن غياب المحطات أو الاستراحات على الطريق والتي لا تكاد تذكر في بعض المواقع،، والأدهى من كل ذلك ضعف وانقطاع شبكة الهاتف الجوال في أجزاء كبيرة منه. وفيما وقفت «عكاظ» من خلال جولة ميدانية على مدى خطورة الطريق، الذي يمتد طوله إلى 360 كم، أكد صالح الهمامي أنه بات من الضرورة وضع حد لنزيف الدماء المتكرر على هذا الطريق، وإحياء الحركة الاقتصادية من خلال وضع الاستراحات ومحطات الوقود، والإسراع في الإنارة، وتكملة مشروع الازدواج. وأوضح حسن الكميت أن الطريق يشكل هاجسا يؤرق الأهالي، وجميع الموظفين في نجرانوشرورة، وبات يحصد الأرواح البريئة، مشيرا إلى أنه وقف على كثير من الحوادث المؤلمة، مما جعله يفكر ألف مرة في الأخطار وهو يقطع هذا الطريق أسبوعيا، مشيرا إلى أن زحف الرمال كون تلالا رملية على الطبقة الاسفلتية بل وطمست معالمه في بعض الأجزاء، الأمر الذي يتطلب صيانة عاجلة ومتابعة مستمرة. وتذمر حسن الصيعري من كثرة الجمال السائبة على الطريق، وقال بأنها تشكل خطراً كبيراً على مرتادي الطريق، خاصة وأنها تسببت في كثير من الحوادث المرورية المميتة، مطالبا بوضع حد لهذه الظاهرة من خلال غرس سياج حديدي على طول الطريق أو على الأقل في الأماكن التي تتكاثر فيها الإبل ليلا، ومعالجة الحفر الوعائية في هذا الطريق الحيوي. من جهته طالب عبدالرحمن الصيعري بضرورة تكثيف وزيادة أبراج شبكة الهاتف الجوال، وقال بأنه ورغم ندرة المحطات وانعدام الاستراحات، إلا أن شبكة الجوال ضعيفة جدا، وتنقطع في بعض المواقع، ما يشكل خطرا في حالة الحوادث المرورية المتكررة، وعند الحاجة للاتصال في حالة الطوارئ أو الحالات الإسعافية، وطالب بضرورة تكثيف الجهود والاهتمام بهذا الطريق الحيوي والهام. من جانبه أوضح ل «عكاظ» مدير عام الطرق والنقل بمنطقة نجران المهندس ناصر بجاش، أن ازدواج طريق شرورةنجران تحت الإنشاء، مبينا أنه تم استلام جزء كبير من المشروع وجار تنفيذ بقية الأجزاء، مضيفا أن الطريق على مسارين وسوف يستكمل إلى نجران، ويرتبط مع الوديعة مرورا بشرورةفنجران، مشيرا إلى أن مسألة إنارة الطريق تعتمد على التمدد العمراني، وأضاف بأنه يصعب التنبؤ بذلك حاليا، خاصة وأن الطريق يقع خارج المدن. وأرجع المهندس بجاش كثرة الحوادث إلى سائقي السيارات فربما يعانون من حالات نعاس أو تتعرض إطارات مركباتهم للانفجار، لافتا إلى تنسيق بين إدارته والمرور والهلال الأحمر أفضى إلى أن أسباب الحوادث والوفيات بسبب السرعة وانفجار الإطارات أو انحراف السيارة عن المسار، مشيرا إلى أن الطريق لا يعاني من خلل وأنشئ حسب مواصفات عالمية. وقال إن الارتفاعات في موقعين بالطريق جاءت نتيجة لإصلاحات لمستوى جديد، مبينا أنه سوف يتم إعادة التأهيل للمسار السابق حسب ارتفاع المسار الحالي والمستوى الجديد، مضيفا أن كل جزء ينفذ في الطريق تصاحبه لوحات إرشادية، موضحا أن أبرز الصعوبات التي واجهتهم أثناء عمل الطريق تتمثل في الرمال الزاحفة والأبراج إلا أنه تم حلها، مشيراً إلى أن المعضلة الكبرى التي كانت تقف أمامهم أثناء العمل هي الصيانة لوقوع الخط وسط رمال الربع الخالي بكثبانه الرملية العالية الارتفاع خاصة أثناء هبوب الرياح، مبيناً أن هناك حلولا ومكافحة للرمال الزاحفة، من خلال عمل حواجز كيبلية أو حواجز خرسانية معدنية إذا دعت الحاجة لذلك.