كتبت في 27/6/1431 بهذه الصحيفة موضوعا تحت عنوان (ملك .. وطن .. مواطن) مما قلت فيه: تحل علينا ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بعد خمسة أعوام مضت. فيها تحقق الكثير من الإنجازات المتميزة في تشكيلة ملحمية لبناء وطن بمهارة الخبير وحنكة الحكيم، ومقدرة الفهيم.. ازداد معدل النمو الاقتصادي والمعرفي والعلمي والثقافي والتربوي والاجتماعي. وهنا أقول: يغادرنا ملك القلوب عبدالله بن عبدالعزيز قبل أقل من عشر سنوات بما يقرب من شهرين من حكمه إلى دار الحق المحطة الثانية من أعمارنا، وهي الحياة البرزخية له ولنا جميعا بإذن الله تعالى إلى أن نقف في محطة بين يدي الباري عز وجل.. وهذه سنة الحياة لكل إنسان. أقل من عقد من حكمة كانت وما زالت مليئة بكل ما يخدم المواطن في الداخل إلى أن وصل ببلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة، إذ أصبحت السعودية الدولة المحورية في الاقتصاد العالمي، بل في تقارب الشعوب بتلك المؤتمرات واللقاءات التي قادها على مستوى العالم لتقارب أتباع الأديان قبل تقارب الشعوب، حتى تحقق له ما لم يستطع أن يحققه أحد من قبله. بين يدي سفر كنت أنوي تقديمه له ونحن نحتفل معه بمرور عشر سنوات من حكمه، يضم بعض وليس كل ما قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله على المستوى الداخلي أو العربي والإسلامي، أو كان على مستوى العالم منذ أن بويع ملكا على المملكة العربية السعودية، تحت عنوان المقالة التي ذكرت آنفا، لكن هي مشيئة الباري على الناس جميعا أن لا أشرف بإصداره في حياته، وما نقول إلا رحمه الله وغفر له وأنزله منازل الصالحين في جنات النعيم. أقل من عشر سنوات كان الشعب السعودي في حب وولاء للملك عبدالله غفر الله له.. كلهم لم يختلفوا على حبه، بل أجمعوا على قربه من شغاف القلوب بتلك البساطة والشفافية في حديثه.. وفيما قدم لخدمة ورفاهية شعبه، إذ كان له دور كبير لا يمكن أن ينسى، وهو يغير في كثير من أنماط حياتنا.. رحمه الله. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووفق خلفه الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضديه مقرن ومحمد بن نايف، لقيادة بلادنا قبلة العالم الإسلامي وإكمال مسيرة بلادنا لمصاف الدول المتقدمة.