«السبب الأول لقبول منصب مدير الشؤون الصحية، هو المجاملة والحياء». «بسبب مجاملة الوزير، عندما طلب مني ذلك». «حياء من الذي طلب مني ذلك، لم أقبله رغبة مني، بل إجبارا». «إلحاح معالي الوزير دفعني للموافقة». «معالي الوزير كلم الوالد مع أنه لا يعرفه وقال: نحن نريد ابنك، ولا نتوقع أنك تمانع أن يكون جنديا، من جنود الوطن». السطور السابقة، ناجمة عن دراسة أجراها الدكتور حمود بن فهد الشمري (أستاذ إدارة الخدمات الصحية في جامعة حائل)، كشفت عن أن طريقة تعيين مديري الشؤون الصحية في المناطق تعاني العشوائية في الاختيار، وهو ما يؤدي إلى تعيين من هم أقل كفاءة، في هذا المنصب الحساس، إذ تعتمد الوزارة غالبا على الاختيار بالتزكية، أي أن الشخص الذي تم اختياره للمنصب، يقبل به مجاملة، ودون رغبة حقيقية. الدراسة استطلعت آراء ثمانية من المديرين السابقين للشؤون الصحية، باستخدام المقابلات الشخصية المقننة، أثناء النصف الثاني من عام 2014م، وتوصلت بالإضافة إلى ما سبق إلى الآتي: لا توجد آلية واضحة، لاختيار وتعيين مديري الشؤون الصحية. الافتقار إلى الصلاحيات الكافية، سواء من الناحية المالية أو الإدارية، ومن المركزية في الوزارة. تمنى المشاركون في الدراسة، عدم تكرار تجربة تسلم منصب المدير العام للشؤون الصحية. ضرورة أن يتمتع الشخص الذي يتم تعيينه في هذا المنصب، بالمهارات القيادية، والسمات الشخصية المناسبة، لقيادة دفة القطاع الصحي في منطقته بجدارة. ومن النتائج إلى التوصيات، ومن أبرزها: تأليف (تشكيل) لجنة (فريق) في وزارة الصحة، يكون معنيا باختيار عدد من المختصين بشكل دوري من مختلف المناطق، ممن تنطبق عليهم المعايير العامة، والخبرة، والتخصص، ليتم التحاقهم بدورات مكثفة، لإعداد القيادات العليا، لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ومن ثم إجراء تقييم واختبارات شاملة للمتدربين، ويتم اختيار عدد معين بناء على النتائج المحققة. أضع نتائج الدراسة وتوصياتها أمام معالي وزير الصحة، وأترك له اختيار ما يراه من إجراءات وحلول، تتوافق مع الخطط العامة للوزارة، وأقترح تعيين مديري الشؤون الصحية على أساس: العلم، والخبرة، والأمانة. والكفاءة، وتجنب المجاملة في الاختيار.