أعرب المنظر الهندي الداعية الدكتور ذاكر عبدالكريم نايك (رئيس قناة تلفزيون السلام ورئيس مؤسسة البحث الإسلامي لتدريب الدعاة) عن شكره وتقديره على منحه جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام، معتبرا أنها تقدير للدعوة إلى الله في العالم، موضحا أنه يهديها لكل المسلمين ولكل داعية إسلامي مخلص. وأكد ذاكر أن المملكة تتميز باهتمامها بالعمل الدعوي داخليا وخارجيا، وقد حققت البعثات والمكاتب الدعوية السعودية نجاحات كبرى في نشر الدعوة إلى الله تعالى، بما أسهم في اعتناق الكثير الدين الإسلامي، خصوصا كبار القوم في الغرب. واعتبر أن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية تقوم بدور كبير في نشر الإعجاز القرآني والنبوي بين علماء الغرب الذين لا يؤمنون إلا بالعقل، فقد أقنعت مؤتمرات الإعجاز العلمي الكثير من علماء الغرب بأن ما اكتشفوه جاء في القرآن والسنة قبل 1400 عام، فاعتنق الكثير منهم الدين الإسلامي. ويركز ذاكر في دعوته كما يوضح على الشباب المسلم المتعلم الواعي الذي بات يتخذ موقف الدفاع عن دينه، كما أنه يتوجه إلى الشباب والمحبط الذي يشعر أن دينه قديم لا يصلح للعصر، ليؤكد لهم بطريقه الإقناعية أنه دين يطرح رؤية مناسبة، وحلولا عملية لمشكلات العصر الأخلاقية التي تعاني منها المجتمعات المنفتحة. ويرى ذاكر أنه من واجب كل مسلم محاربة الأفكار الخاطئة عن الإسلام التي يعتبرها نتاجا للتحيز الإعلامي الغربي ضد الإسلام في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. والدكتور ذاكر هو خليفة الداعية والمنظر الراحل أحمد ديدات، وكان حضوره مصادفة لخطاب ألقاه الداعية الجنوب أفريقي أحمد ديدات في مومباي عام 1987م هو مصدر إلهامه، وسرعان ما شرع ذاكر في حفظ القرآن، ومثل ديدات، ولا تزال الصورة التي رسمها لنفسه منذ بداية عمله الدعوي حتى اليوم شبيهة بالنمط المميز لديدات، حيث يحرص على المشاركة في حوارات أتباع الأديان عبر وسائل الإعلام، والآن عبر شبكة الإنترنت، سعيا لنشر رسالته، وأغلب مناظراته مع العلماء الغرب حول موضوعات: الإسلام والعلم الحديث، الإسلام والنصرانية، الإسلام والعلمانية، الإسلام والهندوسية، الدعوة الإسلامية، والشبهات حول الإسلام. وناظر الكثير من رجال الدين المسيحيين واليهود والهندوس والبوذيين، ويحفظ كتبهم الدينية لمعرفته العميقة بعلم مقارنة الأديان، وألقى مئات المحاضرات والمناظرات في كثير من دول العالم، أبرزها: أمريكا وكندا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية والإمارات وماليزيا والفلبين وسنغافورة واستراليا، وأسلم على يده الكثير، سواء بشكل مباشر أو من خلال أشرطته المسموعة والمرئية، من أشهر مناظراته تلك التي عقدت في 1 أبريل 2000 ضد وليام كامبل في مدينة شيكاغو في الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت عنوان «القرآن والإنجيل في ضوء العلم». والدكتور ذاكر من مواليد مدينة بومباي عام 1965م، وبدأ حياته طبيبا جراحا كوالده الذي كان يعمل طبيبا أيضاً، لكنه ترك مهنة الطب عام 1993م إلى مجال الدعوة إلى سبيل الله. وأسس ذاكر مؤسس مؤسسة البحوث الإسلامية ورئيسها، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل من مومباي في الهند، تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتقديم الإسلام وفهمه بشكل أفضل انطلاقا من القرآن والحديث، واستنادا إلى المنطق وحقائق العلم الحديث، من خلال عدد من الأنشطة والبرامج؛ مثل: الندوات، ومجموعات النقاش، وورش العمل التدريبية وغيرها، وفرعا للأطفال يقدم برامج تعليم وألعابا، ويصدر أسطوانات وشرائط فيديو وكتبا مخصصة للأطفال، ويتمتع ذاكر بالقدرة على الاستشهاد بالقرآن والنصوص الهندية والإنجيل من دون صعوبة. جاءت رحلة ذاكر الإيمانية في مرحلة متأخرة نسبيا من حياته، حيث كان يعمل طبيبا عندما قرر التخلي عن هذه المهنة بعد استئذانه والده الذي كان يعمل طبيبا أيضا، ومهنته كطبيب هي السبب وراء تأكيده أن بإمكانه التدليل علميا على وجود الله.