توقف العديد من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب أمام لافتات حملها «سور الأزبكية» بالمعرض تنعى الملك عبدالله يرحمه الله. من جانب آخر، سجل جناح المملكة في المعرض أعلى نسبة إقبال، حيث يتوافد عليه يوميا ما يقارب 32 ألف زائر من مختلف الجنسيات، خصوصا الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم، وأعداد كبيرة من الأسر المصرية، كما سجلت نسبة مبيعات الكتب أرقاما كبيرة، خصوصا الكتب الدينية والثقافية والعلمية. إلى ذلك، أوضح الملحق الثقافي السعودي في القاهرة الدكتور خالد الوهيبي ل«عكاظ» أن المعرض يضم بين أروقته العديد من الكتب التي يحتاجها الجمهور، ما بين ثقافية ودينية وعلمية وسياسية واقتصادية، إضافة إلى مجموعة من الكتب الدينية التي ينفرد الجناح السعودي بتوفيرها بالمعرض كل عام، والكتب المترجمة لعدد من اللغات المختلفة، ما يؤكد على حضور الثقافة السعودية والكاتب السعودي بقوة في المحافل الثقافية العربية والدولية، بما يليق بمكانة المملكة، ويؤكد أن لها نصيبا كبيرا من الثقافة العربية والعالمية. من جانب آخر، اعتبرت ندوة «الاكتشافات الأثرية في المملكة»، البارحة الأولى، في جناح المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب أن الآثار التي تم اكتشافها في المملكة تدل على أن أرض المملكة كانت محورا في تغير العالم، وأن المواقع الأثرية في المملكة تروى أروع القصص عبر العصور التاريخية المختلفة. ورأى المشاركان في الندوة الدكتور أحمد الزيلعي (عضو مجلس الشورى)، والدكتور سليمان الدييب (أستاذ الآثار والمتاحف في جامعة الملك سعود)، أن المملكة تمتلك إرثا حضاريا عريقا موغلا في القدم، يمتد منذ العصور الحجرية القديمة، مرورا بالعصور التاريخية قبل الجاهلية والإسلامية، بالإضافة إلى التراث العريق للمناطق المزدهرة حضاريا وعمرانيا، المتمثلة في القصور والحصون والقلاع والمنشآت العسكرية والدينية القديمة والصناعات اليدوية والمقتنيات الأثرية. وأوضحت الندوة أن البعثات الأجنبية بدأت بالتوافد على المملكة منذ عام 1958م؛ ووصلت إلى أكثر من 50 بعثة استطاعت أن تكتشف آثار تعود إلى العصور الحجرية، والتي وصلت إلى 11 موقعا، كما تم اكتشاف أكثر من 600 بحيرة مندثرة تعود إلى العصر الحجري، وهو ما يؤكد أن المملكة تتمتع بآثار عريقة وكبيرة، وهذه الاكتشافات تدل على وجود حضارة وتاريخ وحالة اقتصادية متقدمة في البلاد قديما. وأوضحت الندوة أن الآثار في السعودية لم تكتشف إلا قريبا مقارنة بباقي الأقطار العربية، وهناك آثار تم اكتشافها في المملكة تعود إلى العصور الحجرية، وهناك آثار للعديد من الديانات الأخرى. شهد الجناح السعودي تواقيع كتب لمؤلفين سعوديين في مختلف العلوم؛ أدبية وفكرية وعلمية واجتماعية، حيث وقعت الدكتورة أروى داود خميس (أستاذة مساعدة لتاريخ تخصص الأزياء بجامعة الملك عبدالعزيز)، أمس، كتابها بعنوان (أنا رومي.. أحب أمي ولا أحب الفساتين الوردية)، وتقول عن كتابها إنه خاص بأدب الأطفال، ويناقش قضايا الطفل العربي ومشكلاته، ويعتمد على القصة البصرية أكثر من الأسلوب السردي، وكان الكتاب قد حصل على القائمة القصيرة في جائزة «اتصالات لكتاب الطفل» في الإمارات عام 2013م، عن فئة أحسن نص ورسم وكتاب وإخراج. من جانب آخر، رأى الروائي والكاتب يوسف القعيد أن اختيار المملكة كضيف شرف المعرض تتويج لما تقدمه خدمة للثقافة العربية والإسلامية، موضحا أن ما أعجبه في الجناح التنوع في الإصدارات. أما المستشارة السابقة للرئيس المصري الكاتبة سكينة فؤاد، فأوضحت أن ما شاهدته من كتب ثقافية بالجناح السعودي يعد مفخرة للثقافة العربية، مبينة «لمسنا التنوع والجودة في كل شيء، الأمر الذي يكشف عن حالة من الثراء المعرفي داخل المملكة».وكان الباحث الدكتور عثمان الصيني حاضر في الجناح السعودي بالمعرض عن تاريخ الإعلام السعودي وتطوره، أوضح فيها أن الصحافة السعودية تشهد حاليا طفرة غير مسبوقة، خصوصا الصحافة الإلكترونية التي بدأت في المملكة قبل خمسة أعوام، وأصبحت 1300 صحيفة إلكترونية، منها 700 مرخصة، أما الصحف الورقية فإنها 17 صحيفة باللغة العربية، واحدة منها رسمية «أم القرى»، وصحيفتان باللغة الإنجليزية، مبينا أن القنوات التلفزيونية أصحبت ثماني صحف رسمية، وستا رياضية، و60 خاصة يملكها سعوديون، مشيرا إلى أن الصحافة السعودية مرت بعدة مراحل، وكانت تتسم بالصبغة الأدبية، تطورت في مرحلة تالية يمكن تصنيفها ب«صحافة الرأي» متأثرة بالصحافة المصرية، مبينا أن الصحافة السعودية بدأت ب«صحافة الأفراد» ثم «صحافة المؤسسات».