لا يختلف اثنان على أن ضبط المجتمع وتوفير الأمن ليس مهمة الأجهزة الأمنية وحدها، وإنما مهمة المجتمع ككل ممثلا في الأفراد والجماعات والهيئات والمنظمات والجمعيات المجتمعية، لدعم ومساندة الأجهزة الأمنية الرسمية والنظامية لتحقيق الأمن والأمان للجميع، وبجهود الجميع. والضبط المجتمعي يتم من خلال الوقاية من الجريمة بخلق مجتمع قوي ومتماسك، واتصال وتنسيق وتعاون وتكامل ومشاركة في تحمل تبعات الأمن المتمثلة في أعباء ومسؤوليات الوقاية والمكافحة للإجرام والانحراف. ومهمة الأمن هي مهمة كل إنسان والمسؤولية عنه مسؤولية جماعية فردا كان أم جماعة، هيئة أم سلطة، ويجب علينا أن نوحد الأمن والسلم في القلوب وفي الثقافات، فخلق ثقافة الأمن هو مهمة الجميع (الدولة، السلطة، الهيئات الاجتماعية، المعلم، المربي، الأجهزة الأمنية)، وبالطبع لا يمكن إنكار أهمية دور رجال السلطة، غير أن الفرص المتاحة للعمل الفردي والجماعي لصالح الأمن أكبر بالتأكيد مما قد يتبادر إلى الذهن، فالأمن سلوك وأخلاقيات وقيم وثقافة، وعلينا الحفاظ عنه في كل جوانب الحياة اليومية في المنزل والمدرسة والجامعة ومكان العمل وغيرها.