د.ياسر المزروعي يعد تقرح القرنية من أخطر وأهم المشكلات الطبية المترتبة على استعمال العدسات اللاصقة، فالقرنية غشاء غير وعائي وهو لذلك يحصل على الأكسجين من الهواء الجوي مباشرة، وأي شيء يعوق حصول القرنية على الأكسجين كما هو الحال مع العدسات اللاصقة يؤدي إلى موت خلايا ذلك الغشاء ، فتقرح القرنية الناتج من استعمال العدسات اللاصقة عملية تدريجية، يمكن إيقاف تطورها إذا أمكن الانتباه إليها وعلاجها في وقت مبكر، ففي البدء يؤدي نقص الأكسجين إلى «ارتشاح السوائل» في طبقات غشاء القرنية، (تتكون القرنية على رقتها من خمس طبقات من الخلايا)، ويؤدى ارتشاح السوائل إلى «زغللة» الرؤية أو عدم وضوحها عند هذه المرحلة، يمكن نزع العدسة اللاصقة، وعدم استعمالها لساعات عدة حتى تعود الأمور إلى طبيعتها. وإذا استمر الشخص في استعمال العدسات اللاصقة بعد ارتشاح السوائل في غشاء القرنية فإن استمرار نقص غاز الأكسجين يؤدي إلى موت بعض خلايا القرنية الأكثر حرمانا من الأكسجين، وتسمى هذه الحال «خدش القرنية»، وتؤدي إلى شعور المريض بألم شديد في عينه، ويمكن العلاج بنزع العدسة اللاصقة وعدم استعمالها مدة ثلاثة أيام ، مع عدم إجهاد العين أو تعرضها لضوء قوي أو مواد ملوثة ، وغالبا ما يلتئم خدش القرنية بهذا العلاج البسيط، أما استمرار استعمال العدسات اللاصقة مع وجود الخدش فسوف يزيد الأمور سوءا، إذ سيموت عدد أكبر من خلايا القرنية مؤديا إلى نشوء «قرحة القرنية»، وهي حال خطيرة قد تذهب بالبصر إذا تعرضت العين لغزو الميكروبات عبر القرحة، وقد ينتج من ذلك ضعف بصري دائم عندما يتكون نسيج ليفي لسد «طمر القرحة»، ويجب في حال حدوث قرحة القرنية أن يخضع الإنسان لعلاج متخصص بمعرفة طبيب أمراض العيون على جناح السرعة. واخيرا .. خير نصيحة هي تطبيق ارشادات ونصائح استخدام العدسات بكل دقة منها غسلها بالمحلول المخصص ، عدم النوم بها ، نزعها في حالة الاحمرار ووجود حكة شديدة ، تجنب شراء وارتداء العدسات المقلدة.