رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان مساء أمس الأول، مهرجان جازان الشتوي وذلك بحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال وأعيان المنطقة. ورفع رياض سهيل في كلمة أهالي المنطقة أسمى آيات الشكر لولاة الأمر على الدعم الذي تحظى به المنطقة والذي شهدت من خلاله تطورا كبيرا، مبينا جهود أمير المنطقة في ذلك التطور، عقبها ألقى الشاعر عيسى جرابا قصيدة شعرية فصيحة، أعقبها قصيدة نبطية أخرى ألقاها الشاعر حامد جابر المالكي، ثم كرم أمير المنطقة الجهات الراعية والداعمة والمتعاونة في إنجاح الحدث. بعدها استمع الحضور لأوبريت نفذته جامعة جازان بعنوان (شجر الكلام) من كلمات الشاعرة شقراء المدخلي، وألحان الفنان صالح خيري وأداء كل من: محمد فقيهي، أحمد قصيري، علي مريع، عبدالله خرمي، موسى معيدي، وعبدالمجيد سعود من طلبة الجامعة، وإشراف فني من الشاعر أحمد السيد عطيف وإخراج سالم باحميش وإشراف عام الدكتور محمد حبيبي. وفي ختام الحفل تلون سماء الحفل بالألعاب النارية التي أضاءت المكان وأمتعت الحضور الكبير رجالا ونساء، الذين تفاعلوا مع الحدث. وأبدى الملحن صالح خيري سعادته بتكليفه بتلحين الأوبريت، وقال: «عكفت على العمل لمدة شهر قدمت خلاله 6 لوحات فنية، وسخرت الفن الشعبي في اللحن، وجعلت فيه لوحة من أداء مجموعة أطفال بأصواتهن، وهن يؤدين الرقص النسائي الجازاني في مناسبات الأفراح والزواج»، لافتا إلى أن العمل نفذ موسيقيا في القاهرة، وتم إدخال أصوات المؤدين في استديو الفنان محمد عبده بجدة، وقال خيري: «المنطقة زاخرة بالفلكلور الشعبي الجميل ما يساعد على الإبداع». من جهته، بين المشرف الفني على الأوبريت الشاعر أحمد عطيف، أن العمل يعد أفضل عمل قدمته جازان حتى الآن رغم ضيق الوقت، وقال عطيف «في الأوبريت مساحة واسعة من الزمن لتشمل الماضي والحاضر والحلم، وأيضا تحوي مساحة اجتماعية واسعة شملت المرأة والرجل والصغير والكبير، وكان الرقص التعبيري حاضرا بشكل جميل جدا، إلى جانب وجود الشاعرة نفسها ضمن السياق الدرامي ما رفع السقف أمام أي عمل قادم»، ويضيف: «من الجميل أن المؤدين من أبناء المنطقة، وبإمكان جازان أن تقدم مستقبلا أعمالا متميزة إذا توفر الوقت والدعم والرؤية». بدوره، قال الملحن سالم باحميش، إنه أخرج الأوبريت بشكل يتناسب مع الحدث وقيمته الفنية، حيث شارك في العمل 160 استعراضيا من خلال دراما غنائية تحاكي تراث المنطقة وهو عبارة عن الحصاد (الصريب) وهو موسم زراعي له علاقة وطيدة بحياة الجازاني من الجنسين. إلى ذلك، أوضح وكيل إمارة منطقة جازان ونائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الدكتور عبدالله السويد، أن تجربة جامعة جازان في الأوبريت تعد تجربة ناجحة واستطاعت أن تتفوق في تقديم ذلك العمل الفني الذي نال استحسان الحضور، وكان العمل محل إشادة من الجميع. وأضاف: «الأوبريت في قمة الجمال، وبما يؤكد قدرة الجامعة على المشاركة في أي عمل يوكل إليها، وهذا العمل الفني يعلن للجميع أن منطقة جازان غنية بالمواهب، وباستطاعة المنطقة المشاركة في تنفيذ مثل ذلك خارج المنطقة وفي مناسبات على مستوى المملكة». من جهة ثانية، شهدت الفنادق والشقق المفروشة في جازان مع بداية إجازة منتصف العام ارتفاعا ملحوظا في الأسعار نتيجة الطلب المتزايد من زوار وسياح المنطقة الذين توافدوا مع بداية الإجازة، وساهمت شعبية المهرجان الشتوي السنوي الذي تقيمه المنطقة في زيادة الزوار مما جعل البعض منهم يحجز له مسكنا قبل أشهر تحسبا لعدم توفر السكن. وقال كل من عبدالله القحطاني وسعد اليامي من عسير ونجران: «أتينا إلى جازان هربا من موجة البرد، وكذلك لحضور فعاليات المهرجان الشتوي»، وبينا أن أسعار الفنادق والشقق مرتفعة للغاية، حيث يصل سعر الغرفة الواحدة الى أكثر من 1200 ريال في الليلة الواحدة. من جهة أخرى، توقع وكيل إمارة جازان، أن يصل عدد الزوار والسياح هذا الموسم الى 4 ملايين زائر وسائح، وعزا ذلك الى موجة البرد التي تشهدها المناطق الأخرى وكون جازان من المناطق المعتدلة الجو في هذه الأيام. وأكد مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس رستم بن مقبول الكبيسي أن سياح المهرجان يمثلون أكثر من (52) وجهة من مختلف المناطق، مع أكثرية واضحة لمن قدموا من مدينة أبها بنسبة (20%)، ومدينة الرياض بنسبة (12%)، مؤكدا أنه من نتائج الدراسة أن (48%) من سياح المهرجان كان الغرض من حضورهم لجازان هو حضور المهرجان.