الزائر الأبيض في جبال اللوز وعلقان والظهر بتبوك، أغرى كثيرا من المتنزهين لإثراء مواهبهم الفنية، إذ حرص عدد منهم على تصميم مجسمات جمالية من الثلوج، فمنهم من صمم مجسمات على هيئة «جمل ثلجي»، وآخرون حرصوا على تصميم «الدب الثلجي» أو مجسمات على هيئة رجل وامرأة. الأطفال كانوا الأكثر سعادة بتساقط الثلوج، يقولون «الحاجة أم الاختراع»، فالكثيرون منهم استخدموا صواني الطعام بديلة لوسائل التزلج بعد ربطها بحبال وتبادل الأدوار فيما بينهم. ولم يترك أهالي المنطقة المجسمات الثلجية الفكاهية التي صنعوها في مواقعها بل اصطحبوها معهم إلى منازلهم، معبرين عن فرحتهم بالزائر الأبيض الذي ينتظرونه في كل عام. ويستقبل أهالي المنطقة في مثل هذه الأيام من كل عام في أجواء مملوءة بالشغف والفرح «الزائر الأبيض» الذي يحل ضيفا على المرتفعات الجبلية وبالتحديد جبال اللوز ومنطقتي علقان والظهر المحاذيتين للحدود السعودية الأردنية. ومنذ وصول نبأ تساقط الثلوج على تلك المناطق وتناقله بين العائلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عمت أجواء الفرح والترقب أهالي المنطقة والمناطق الأخرى، للاستمتاع برؤية الثلوج رغم انشغالهم باختبارات أبنائهم طلاب وطالبات التعليم العام والتعليم العالي. ولم يفترش الثلج الجبال فحسب بل اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، وعجت بصور التقطها متنزهون في الثلوج، الأمر الذي أغرى الكثيرين للحضور والاستمتاع بالأجواء الثلجية. ورصدت (عكاظ) الأجواء الثلجية التي عاشتها الأعداد الكبيرة للسائحين من أسر وعائلات ومجموعة من الشباب في جولاتهم السياحية في منطقة علقان والظهر وجبال اللوز، التي وصلت درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر. ورغم وعورة الطريق المؤدي لجبل اللوز ومنطقة الظهر وعلقان وخطورته، إذ يشهد حوادث مرورية بشكل مستمر، إلا أن الطريق المؤدي إلى تلك الأماكن اكتظ بالسيارات، ولم يمنع ذلك الأهالي من الذهاب والاستمتاع بتلك الأجواء الثلجية الخلابة، رغم برودة الطقس. وأكد كل من عايض السبيعي وأحمد الغامدي أنهما ينتظران تلك الفرصة بفارغ الصبر، لاصطحاب أبنائهما معهما للاستمتاع بتلك الأجواء. من جهته ثمن عبدالله البلوي، التواجد الأمني والطبي والتنظيم المروري في مناطق تساقط الثلوج، مطالبا الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة بالالتفات لتلك الأماكن والاهتمام بها وتنظيمها للزوار كونها تعد مصدرا للسياحة من داخل وخارج المنطقة. يذكر أن جبل اللوز يقع شمال غرب المملكة قرب الحدود الأردنية على بعد 150 كم شمال غرب مدينة تبوك، ارتفاعه 2580 مترا فوق سطح البحر، ويعتبر من أعلى السلاسل الجبلية الممتدة في منطقة حسمى، التي تعد جبالها امتدادا لجبال السروات من غرب تبوك حتى وادي رم بالأردن، ويسمى بجبل اللوز لوجود شجر اللوز به.