يستقبل أهالي منطقة تبوك بفرحة عارمة هذه الأيام «الزائر الأبيض» الذي يحل ضيفا على المرتفعات الجبلية، وتحديدا على جبال اللوز ومنطقة علقان والظهر المحاذيتين للحدود مع الأردن، حيث تتناقل الأسر نبأ تساقط الثلوج عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل نشرات الأخبار أحيانا، لتعم أجواء الفرحة والترقب جميع محبي مناظر الثلوج الخلابة. ولم يفترش الثلج بلونه الأبيض قمم الجبال فحسب، بل اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، التي تناقلت عشرات الصور للثلوج التي التقطها متنزهون، الأمر الذي أغرى الكثيرين للخروج إلى أماكن تساقط الزائر الأبيض والاستمتاع بالأجواء الباردة المتميزة خاصة أنه تصادف مع عطلة نهاية الأسبوع، وفي شمال غرب المملكة في منطقة علقان والظهر (160كم شمال غرب تبوك) شد الأهالي الرحال منذ صباح الخميس الماضي بعد نزول كميات كبيرة من الثلوج وصلت في معظم تلك المناطق إلى عمق 50سم. سعادة كبيرة ورصدت «عكاظ الأسبوعية» الأجواء الثلجية التي عاشتها الأسر والمجموعات الشبابية في منطقة علقان والظهر وجبال اللوز، والتي وصلت درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر. ورغم وعورة الطريق وخطورته والذي يشهد حوادث مرورية بشكل مستمر، إلا أن الطريق المؤدي إلى تلك الأماكن اكتظ بعشرات المركبات، فيما بدا الأطفال أكثر سعادة بتساقط الثلوج الذين استخدموا «صحون» تقديم الطعام الكبيرة بديلا لوسائل التزلج بعد ربطها بحبال وتبادل الأدوار فيما بينهم، وبين محمد الدوسري أنه حضر برفقة أسرته من مدينة الرياض للاستمتاع بمناظر الثلوج، وقال: «انتظرنا هذه الفرصة كثيرا كونها لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل عام». وختم الدوسري بالقول «وصلت بالطائرة إلى تبوك واستأجرت مركبة للوصول إلى منطقة الظهر وأبنائي في غاية السعادة». ضخ الاستثمارات أما علي البلوي، من سكان محافظة العلا، فبين أنه حضر برفقة أصدقائه إلى هذه المنطقة للاستمتاع والتزلج بالجليد، مؤكدا جمال المنطقة وقال: «ينقصها ضخ الاستثمارات حتى تتحول إلى متنزه شتوي يجذب محبي الأجواء الباردة:، فيما عبر عمر العنزي (12 سنة)، محمد العنزي (13 سنة) عن سعادتهما بتواجدهما في تلك المنطقة، وقالا: «انتظرنا هذه الفرصة بفارغ الصبر، وشرعنا في بناء مجسم رجل الثلج واللهو بحرية في الأجواء الخلابة». وجهة سياحية وتوافد أعداد كبيرة من المواطنين إلى منطقة جبال اللوز التي شهدت تساقط كميات من الثلج ولكن بشكل أقل من منطقتي الظهر وعلقان، وأوضح مبارك العنزي، أن مناطق تساقط الثلوج تشهد ازدحاما كبيرا في مثل هذه الأوقات من كل عام، وطالب هيئة السياحة بتطوير هذه المواقع حتى تتحول إلى وجهة سياحية شتوية لكافة مواطني المملكة. يذكر هنا، أن جبل اللوز يقع شمال غرب المملكة وبالقرب من الحدود الأردنية، وعلى بعد 150 كلم شمال غرب مدينة تبوك، حيث يبلغ ارتفاعه 2580 مترا فوق سطح البحر، ويعد من أعلى السلاسل الجبلية الممتدة في منطقة «حسمى» التي تعد جبالها امتدادا لجبال السروات من غرب تبوك حتى وادي رم بالأردن، ويسمى بجبل اللوز لكثرة شجر اللوز به.