اطلعت على مقال الأستاذ محمد أحمد السديري في صحيفة «عكاظ» 5/2/1436ه حول هاشتاق «التعليم ليس مصدر رزق سهل» المأخوذ من كلمة سمو الأمير خالد الفيصل في افتتاح العام الدراسي الجديد، حيث استغرب الكاتب ظهوره اليوم بعد فترة طويلة من الكلمة والهدف من إبرازه اليوم، ثم استغرق في معالجة الموضوع، خلوصا إلى مقترح حصيف بألا يوظف في التعليم من الآن إلا من اختاره مساره الوظيفي يؤمن برسالته النبيلة ويكون مؤهلا تربويا، مع تأهيل من هم على رأس العمل الآن، وأن تكون للمعلم رخصة مهنية تجدد دوريا. وقد حفزني المقال للعودة إلى الكلمة التي اقتطع منها الهاشتاق، والتي اعتبرها المجتمع دستورا للوزارة يحدد المسؤوليات والحقوق والواجبات لكافة منسوبي الوزارة، وللطلاب والطالبات، ولأولياء الأمور، فوجدت سموه قد استهلها بقوله: «في هذا العام الدراسي الأول، الذي أشهد بدايته معكم، وتتعاضد أيادينا معا لإنجاز مهمتنا الجليلة، أشعر بسعادة تغمرني، وطمأنينة تسكن نفسي، لما أجد فيكم من صدق العزيمة، والتعاون الخلاق، والرغبة الصادقة في العطاء، والحماسة للسباق بالإنجاز، في ميادين التربية والعلم والمعرفة». ثم عرج على طموح المواطنين «في أن يجد أبناؤهم وبناتهم تعليما راقيا، يجعلهم ملتزمين بصحيح دينِهم، وقيم مجتمعهم، أوفياء لوطنهم، مسلحين بأسباب المعرفة، وبالمهارات والخبرات التي تؤهلهم للنجاح في كل مناشطِ الحياة» . وأوضح سموه أن «لهذه الوزارة وظيفتين: الأولى هي التربية بمفهومها الشامل، حيث تعنى بتهذيب السلوك، وغرس القيم الإيجابية وحراستها، وحماية العقل وتمكينه من الأداء الرشيد، أما وظيفتها الثانية، فهي عنايتها بالتحصيل العلمي وتطبيقاته، بالأساليب والآليات العصرية، ولذا فإن هذه المهمة المزدوجة جسيمة، والرسالة عظيمة، لا يقوم بها على النحو المنشود إلا الأمناء الأشداء، الذين يبذلون جهدهم ووقتهم في سبيلها، ابتغاء وجه الله أولا، وثانيا بدافع الروح الوطنية، التي تواكب سقف طموح القيادة، لرفعة الوطن والمواطن». وهنا ناشد سمو الأمير المجتمع المدرسي قائلا: «ويجب أن يتعاهد ويعاهد مدير المدرسة، وفريق إدارتها ومعلموها، على أنه لا مكان بعد اليوم في مجتمعنا التربوي، لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزقٍ سهل، لا يحول بينه وبين نيل راتبه منها، سوى بضع ساعات دوام يمضيها كيفما اتفق!!». وقد أفصح سموه عن ثقته المطلقة حين خاطبهم بقوله: «وإنكم بعون الله مناط الأمل، في تحقيق طموحات قيادتكم، ورفعة وطنكم، وتطلعات مواطنيكم، وما عدا ذلك من جهود وأموال ومنشآت وأنظمة وتنظيمات، ما هي إلا أدوات تساعدكم في أداء مهمتكم الجليلة على الوجه الأكمل». وترسيخا لسياسة الثواب والعقاب، أردف سموه: «تؤكد الوزارة على أن التقدير المادي والمعنوي حق لكل من يلتزم بالأداء الإيجابي، وفي المقابل لا بد من محاسبة المقصر والمفرط في أداء واجباته، حتى يفضي هذا الأسلوب إلى مدرسة تبلغ الأمل، وتحقق الهدف». وأخيرا، أكد سموه حرص الوزارة على أن «تتاح للمعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات الفرص التدريبية المتنوعة، التي تجعلهم أكثر قدرة على أداء وظيفتهم بأعلى المستويات، ويتم تأسيس بيئات مدرسية ذات معايير مميزة، تؤهل جميع من يعمل فيها لأداء مهامهم على النحو المأمول». وحين انثنيت أقلب بعض ما جاء في هذا الهاشتاق، وصلت إلى قناعة تربأ بأي من رجال التعليم أن يكون وراءه، وإنما هم من قصدهم الشاعر بقوله: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم إنه الحقد والحسد.. والكفر بالنعمة والجحود.. وقذف الحجارة على الشجر المثمر. ابتليت به شرذمة المضللين، الذين أرمدوا عيونهم عمدا وأسقموا أفواهم قصدا، كي لا يروا عسير في أبهى حللها بعد نحو عقود أربعة من الجد والإخلاص ارتقى بها أميرها خالد الفيصل شمسا في دنيا الوطن. وكي ينكروا تلك النهضة الباذخة في سبع سنين سمان، وقف فيها الأمير على قدم وساق يصنعها في مكة، تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعمه اللامحدود للنهوض بالمنطقة، في إطار رؤية شاملة ومشروع طموح يحقق النقلة النوعية التي يستهدفها لعموم الوطن. ثم كان اختيار هذا الأمير وزيرا للتربية والتعليم حكمة بالغة من الملك المفدى، ليصلح حال هذا المرفق الحيوي الهام بما له من تأثير بالغ في بناء الإنسان السعودي القادر على حمل مسؤولية هذه النقلة. وقد أراد الله أن يكشف سوء نوايا خفافيش الظلام الذين صنعوا هذه البلبلة بما زعموا، ولسوف تمضي قافلة الخير راشدة وفي سواد التاريخ يمضي هؤلاء المغرضون الحاقدون غير مأسوف عليهم.