عبدالله الداني (جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ حذر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من البحث عن عورات المسلمين والسعي للحصول عليها ونشرها، مبينا أن ذلك من المحرمات التي حذر الله تعالى منها ورسوله. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، إن نشر الأخطاء والعيوب بين الناس واستغلال وسائل التواصل في ذلك إعانة للشيطان على المسلم، مبينا أن الكشف عن عورات الناس وتتبع زلاتهم ونشرها والفرح بها في كل مكان من إشاعة الفاحشة. وأضاف: البعض من الناس اتخذ من وسائل الإعلام الجديد والقديم وسيلة لكتابة الأشياء السيئة والبحث عن عيوب الناس والتنقيب عنها، ويظنون أن فيها خيرا، بل هو شر وبلاء، فالإضرار بإخوتك المسلمين أمر عظيم، والنصيحة تكون بالتوجيه بدون ذكر العيوب. وحث سماحته على الصبر والحلم والرفق بالمسلمين حتى لا يسترسل المخطئ في أخطائه، محذرا من نشر الفضائح ومحاولة كتمان العيوب والأخطاء عن الآخرين، لعل المخطئ يتوب إلى الله تعالى. وبين أن من الأخطاء اتخاذ عيوب العلماء والأمراء مجالا للحديث في المجالس بغير حق؛ لأن الفساد بين الولاة والعامة، فهذا يفسد أمور دينهم ودنياهم، ويبقى الناس لا عالما استفتوا ولا أميرا أطاعوا، وهذا من البلاء، فإذا سمعنا عن أحد شيئا، فلنتصل به ولنبادر ونناصحه فيما بيننا وبينه، لافتا إلى أن تبرير القدح والأباطيل والأكاذيب بأنها نصيحة خطأ، فالنصيحة لها أبوابها، وكذلك في المقابل هناك طرق للفضيحة، والناصح ينصح والفاضح يفرح بالأخطاء. وبين المفتي أن من محاسن هذا الدين ما جاء به من ستر للمعاصي والذنوب وعدم تتبع عوراتهم وكشف أستارهم ونشرها، لأن الإسلام يحث على عدم كشف المساوئ وإخفاء العيوب وتمكين العصاة والمذنبين من التوبة إلى الله فيما بينهم وبين الله من غير أن يفضحهم أحد في ذلك. وأضاف: إن أخاك المؤمن هو أخ لك في الإسلام يقول الله جل وعلا (إنما المؤمنون إخوة)، كما قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)، فمن حبك لأخيك المسلم عدم كشف عورته والستر عليه ونصحه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله حليم حي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)، ويقول عليه الصلاة والسلام (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم)، أي استروهم ولا تفضحوهم ولا تعرضوهم فإن هذا ليس فيه مصلحة شرعية وقد جاء الترغيب في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. وأوضح أن الخلق الكريم والإيمان الصادق والمحبة الحقيقية أن تفرح لطاعة أخيك وأن تكره معصيته وإساءته وعدم نشر فضيحته وعيوبه بين الناس بل نصحه، مبينا أن نشر عيوب الناس من غير مصلحة شرعية إثم كبير، يقول الله جل وعلا في محكم التنزيل (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وقال إن من إشاعة الفاحشة الكشف عن عورات الناس وتتبع زلاتهم وعثراتهم لنشرها والاستئناس بها وكل هذا من خطوات الشيطان، يقول الله جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا).