السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    هل ينهض طائر الفينيق    التعاون يتغلّب على الخالدية البحريني بثنائية في دوري أبطال آسيا 2    «الكوري» ظلم الهلال    «فار مكسور»    أمير تبوك يستقبل رئيس واعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمانة القصيم تنجح في التعامل مع الحالة المطرية التي مرت المنطقة    شخصنة المواقف    النوم المبكر مواجهة للأمراض    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    الموارد البشرية توقّع مذكرة لتأهيل الكوادر الوطنية    الفيحاء يواجه العروبة.. والأخدود يستقبل الخلود.. والرياض يحل ضيفاً على الفتح    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    نيمار يقترب ومالكوم يعود    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    نور الرياض يضيء سماء العاصمة    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    «مساعد وزير الاستثمار» : إصلاحات غير مسبوقة لجذب الاستثمارات العالمية    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    60 صورة من 20 دولة للفوتوغرافي السعودي محتسب في دبي    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    إشادة أوروبية بالتطور الكبير للمملكة ورؤيتها 2030    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    مشروعات طبية وتعليمية في اليمن والصومال.. تقدير كبير لجهود مركز الملك سلمان وأهدافه النبيلة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هؤلاء هم المرجفون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة بحاجة إلى صندوق سيادي لا تقل عوائده عن 8 % وأرباح «سنابل» لا تسمن ولا تغني من جوع
نشر في عكاظ يوم 25 - 12 - 2014


حاوره: عبدالله عبيان
شارك من خلال
تويتر
فيسبوك
جوجل بلس
اكتب رأيك
حفظ
بدأ تجارته عند سن الخامسة والعشرين، ولم يكن طريقه مفروشا بالورود كما يعتقد البعض، فقد أعلن إفلاسه مرتين لكنه سرعان ما حول إخفاقاته إلى قصة نجاح جعلت منه أحد أشهر أيقونات النجاح في عالم المال والأعمال. اعتمد صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز على منهج «اقتناص الفرص» ليبني إمبراطوريته الاقتصادية والإعلامية خلال 34 عاما والتي تعدت مجموع أصولها 120 مليار ريال سعودي «32 مليار دولار أمريكي»، ورأى الملياردير السعودي بأن الجرأة والمغامرة المدروسة من أبرز أسباب النجاحات.اقتربنا منه في هذا الحوار، بعد غيابه عن اللقاءات في الصحف المحلية لأكثر من 8 أعوام، وواجهناه بالكثير من الآراء الجريئة في محاولة لاستنطاق الكامن في حياته وسبر أغوار شخصيته المثيرة في كافة الاتجاهات الاقتصادية والفكرية والسياسية والرياضية، فضلا عن مجال العمل الإنساني. الأمير الوليد أكد بأن خادم الحرمين الشريفين هو القدوة لأبناء الوطن.. وكان صريحا في إجاباته التي لا تخلو من لغة الأرقام.. واجه بعض المسؤولين ببعض الانتقادات والتساؤلات واقترح بعض الحلول التي يرى بأنها تخدم مصلحة الوطن. استوقفني في بداية اللقاء استخدامه للقلم الأخضر في توقيع المعاملات اليومية، وسألته عن السر وراء ذلك، فأجاب بأن عشقه للوطن والطبيعة هما السببان الحقيقيان، لم يكن قلمه من الأقلام الفاخرة بل كان قلما عاديا لا تتجاوز قيمته الخمسة ريالات، وهذا يشير إلى أن الأمير والملياردير السعودي لا يرتهن ل «الفشخرة» الزائفة بل ينحاز للعمل الجاد الذي يوظف الأشياء في مكانها المناسب، وبهذا التوازن والجدية كان لنا هذا الحوار الذي أكد من خلاله الأمير الوليد على أهمية إنشاء الدولة لصندوق سيادي لمواجهة اضطرابات سوق النفط، كما أن سموه كشف لنا الكثير من الأسرار والحقائق عن حياته التجارية والأسرية.. وإلى نص الحوار:
هل الأمير الوليد بن طلال، كما يتردد بين الناس، ينحاز للمرأة على حساب الرجل في التوظيف بمؤسساته الضخمة؟
- بكل صراحة أنا أنحاز للكفاءة بعيدا عن جنس الموظف، كما أنني أحاول إنصاف المرأة لأن حقوقها مازالت مهضومة في مجتمعنا، وقد تراجعت عما كانت عليه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، بل إنها تراجعت عما كانت عليه قبل 30 عاما، ورغم هذا التعاطف مع المرأة فإننا في المملكة القابضة لا يمكن أن نتنازل عن معيار الكفاءة العالية جدا، وأشير إلى أن الشركة عند بداية طرح أسهمها عام 2007م كان يعمل بها 22 موظفا وموظفة فقط، ونتيجة لتفاني العاملين وكفاءتهم تم خفض العدد بنسبة 10 % ليصل هذه الأيام إلى 20 موظفا وموظفة، منهم 50 % نساء و50 % رجال، كما أن نسبة السعودة بلغت 85 % مقابل 15 % فقط لغير السعوديين.
الكفاءة أولا
وهل يكفي هذا العدد القليل لتسيير العمل في شركة كبيرة بحجم المملكة القابضة؟
- كما أسلفت فإن جميع المنتسبين إلى الشركة يتميزون بكفاءة عالية جدا، ويتم اختيارهم بناء على معايير دقيقة وصارمة، كما أنني على الصعيد الإداري لا اعتبرهم مجرد موظفين بل أنظر لهم كأعضاء في هذه المنظومة وهذا ما أسهم في زيادة إنتاجيتهم رغم أن وقت الدوام رسميا لا يتجاوز 6 ساعات يوميا، وقد حصلنا على المركز الأول في الكفاءة على مستوى شركات الشرق الأوسط، وفق معايير دقيقة يتم فيها قياس الكفاءة بناء على المقارنة بين أرباح الشركات وعدد العاملين فيها.
رحلات مكوكية
تربط الأمير الوليد علاقات قوية مع الملوك والرؤساء والوزراء وكبار الشخصيات في العالم، فما مدى أهمية تلك العلاقات في المجالات الاستثمارية والخيرية والإنسانية والاجتماعية؟
- أنا زرت حوالي 150 دولة والتقيت العديد من الملوك والرؤساء والوزراء والشخصيات القيادية، وهذه الزيارات تفرضها علينا طبيعة العمل واستثماراتنا العالمية، فعلى سبيل المثال تجد أن «سيتي بنك» المعروفة حاليا بمجموعة سيتي تتواجد في أكثر من 140 دولة في خمس قارات، وكذلك مجموعة فنادق ومنتجعات الفورسيزنز تجد أنها منتشرة في 50 دولة، ونيوز كورب التي تمثل ذراعنا الإعلامي أيضا تتواجد في خمس قارات، وشركة تويتر التي أصبحنا من الملاك لها تنتشر في جميع أنحاء العالم، وهذا يتطلب منا القيام بالعديد من الرحلات المكوكية حول العالم، كما أنني بكل صراحة أعشق السياحة وأحرص على الرحلات الاستكشافية لجميع أنحاء العالم، ولدي رحلات مجدولة للخمس سنوات المقبلة لزيارة 40 دولة لم أزرها من قبل، ومن خلال تلك الرحلات سأكون بإذن الله تعالى قد زرت جميع أنحاء المعمورة.
هل تقوم بهذه الرحلات في وقت العمل أم في وقت الإجازات؟
- منها ما أقوم به وقت العمل ومنها ما أقوم به وقت إجازاتي السنوية، فأنا أعتبر نفسي موظفا ولدي إجازات مجدولة ومعروفة كإجازة رمضان وإجازة الحج وإجازة الصيف التي تعتبر إجازتي الرسمية وتمتد شهرا كاملا، فضلا عن أسبوع واحد فقط في فصل الشتاء أقضيه بصحبة عائلتي وهم ابني خالد وابنتي ريم وحفيداتي الخمس للتزلج على الجليد، كما أنني أقوم بالعديد من رحلات العمل ولدي في منتصف العام تقريبا جولة عالمية لمدة عشرة أيام أزور من خلالها العديد من دول العالم للالتقاء برؤساء الدول ورؤساء الشركات التي تربطنا معهم علاقات عملية، أضف إلى ذلك الرحلات السريعة والخاطفة للكثير من الدول والتي لا تزيد عن يوم واحد، بل إنني أحرص على العودة في نفس اليوم لذلك تجد أن طائرتي الخاصة مجهزة بطيار إضافي لأن أنظمة الطيران لا تسمح للطيار الواحد بقيادة الطائرة بشكل متواصل لمدة طويلة ولديهم أوقات محددة واشتراطات دقيقة.
هل تنام في الطائرة؟
- فقط إذا أتى وقت النوم وأنا على متن الطائرة أنام، أما باقي الوقت خلال سفري فأستغله في القراءة ولدي أوقات محددة للنوم، كما أنني أحرص على النوم خمس ساعات يوميا.
الصحراء موطن الصفاء
ماذا عن إجازة سموكم الأسبوعية، هل تعتبرها إجازة أم عملا ؟
- بل اعتبرها «إجازة عمل» بمعنى أنني خلال يومي الإجازة اختار ثلاثة أو أربعة موضوعات وأركز عليها بعمق، ولو أخذنا حواري معكم كأنموذج ستجد أنني أخذت جميع الأسئلة التي وردتني منكم إلى الصحراء وفكرت فيها بعمق قبل موعد الالتقاء بكم.
لماذا الصحراء؟ هل تقضون إجازاتكم الأسبوعية هناك؟
- الصحراء بالنسبة لي تعني الانتماء والصفاء واعتبرها جزءا من تكويني بل أنني تعودت أن أقضي جميع إجازاتي الأسبوعية في الصحراء منذ 34 عاما وهذا دليل على أن الطبع يغلب التطبع وأن الإنسان يرجع لجذوره مهما كانت الظروف المحيطة به.
من يرافق سموكم إلى المخيم الخاص بكم في الصحراء ؟ وهل تفرض على الموظفين الحضور في أوقات إجازاتهم؟
- يرافقني بعض المقربين مني، أما المنتسبون لشركاتي ومؤسساتي فإن الموضوع اختياري لمن يريد الحضور، إلا في حال استدعى العمل حضور بعضهم بشكل استثنائي للمشاركة في إجتماعات عمل في البر، فمثلا آخر مقابلاتي التلفزيونية تمت في مخيمي في البر.
تخفيض ساعات العمل
هل يتقاضى الموظف بدلا للعمل خارج ساعات الدوام الرسمي ؟
- أنا أرفض فكرة ال «أوفر تايم» لأنه يوحي لي بأن الشخص الذي يتقاضاه هو من أصحاب العقليات المرتزقة، خصوصا أنني -كما أسلفت- اعتبر كل شخص في المملكة القابضة عضوا في هذه المنظومة ولا أنظر له كموظف، لذلك تجد أنهم يتمتعون بمميزات ممتازة، كما أنهم يعملون رسميا 30 ساعة فقط في الأسبوع، أي بمعدل 6 ساعات يوميا.
الصندوق السيادي
شاركتم مؤخرا في اجتماع الرئيس الفرنسي بالصناديق السيادية العالمية، كيف جاءت تلك الدعوة ؟ ولماذا تم اختياركم تحديدا ؟
- تم توجيه الدعوة لشركة المملكة القابضة لعدم وجود صندوق سيادي سعودي فعال، وكنت أتمنى أن تكون السعودية ممثلة في هذا الاجتماع وقد طالبت بهذا الصندوق في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المضطربة، ونظرا لعدم وجود ذلك الصندوق تم دعوة شركة المملكة القابضة لأنها شركة قوية محليا وإقليميا وعالميا وشاركنا مع أكثر من عشرة صناديق سيادية تزيد قيمة موجوداتها عن ثلاثة تريليونات دولار، ونحن نسجل اعتزازنا وفخرنا بهذه المشاركة.
ولكن بعض الخبراء الاقتصاديين يرون أن المملكة ليست بحاجة إلى صندوق سيادي في ظل حجم الاقتصاد السعودي وتنوع الفرص الاستثمارية، كما أن البعض يرى بأن لدينا صندوقا سياديا يتمثل في مؤسسة النقد.. كيف تنظرون إلى ذلك؟
- هذا الكلام غير مدروس، وقد طالبت مرارا بهذا الصندوق وأرى أن المملكة الآن في أمس الحاجة له أكثر من أي وقت مضى في ظل تراجع أسعار النفط، نحن نعلم بأن المملكة لديها الآن احتياطيات تتعدى 2.6 تريليون ريال سعودي ويدخل ضمن هذا المبلغ بعض المبالغ التابعة لصناديق خاصة بالدولة، كما أن رأس مال شركة «سنابل» الاستثمارية التي تم إنشاؤها يبلغ 20 مليار ريال ومهما زادت عوائد تلك الشركة فإنها لن تسمن ولن تغني من جوع، كما أن حجم العوائد للأموال التي تستثمرها الدولة لا يتعدى 1 % وهذا ما تم إعلانه من خلال جلسات مجلس الشورى عند مناقشة المسؤولين في الوزارات المعنية، لذا لا بد من تفعيل تلك الأموال بطريقة تعود على الدولة بربحية أعلى، وذلك لن يتم دون إنشاء صندوق سيادي يعود بعوائد تتراوح بين 8 إلى 10 في المائة سنويا مثلما يتم في مملكة النرويج والصين وإمارة أبو ظبي والكويت وسنغافورة وغيرها من الدول.
سمو الأمير، هناك أيضا من يقول إن الوليد بن طلال يلح على إنشاء الصندوق السيادي طمعا في تولي إدارته .. ما تعليقكم؟
- إدارة صندوق ميزانيته تقترب من 3 تريليونات ليست بالأمر السهل ولا يستطيع الوليد بن طلال أو غيره أن يقوم بتلك المهمة، والأمر يحتاج إلى فريق عمل يضم خبراء اقتصاديين سعوديين ورجال دولة وأشخاص يثق فيهم خادم الحرمين الشريفين، على أن يدار الصندوق بطريقة صحيحة ومهنية عالية ويعود على المملكة بإيرادات لا تقل عن 8%.
انخفاض أسعار النفط
أصدقكم القول -سمو الأمير- في خطابكم الموجه لوزير البترول على خلفية تراجع أسعار النفط مؤخرا، شعرت بأن الأمير الوليد بن طلال نظر بعين التاجر الذي ينظر للنفط كسلعة اقتصادية وأغمض عين رجل الدولة الذي ينظر للنفط بمنظار آخر.. كيف تفسرون ذلك؟
- النفط الآن لم يستخدم كآلة حرب بل أصبح آلة انتحار، والأمر خطير جدا فميزانية المملكة تعتمد على البترول بنسبة 90 % وإذا لم تخفض الدولة مصاريفها، مع تراجع أسعار النفط، فسيكون هناك عجز كبير في ميزانية الدولة، بل إن استمرار الصرف على الميزانية كما هو الحال في الوقت الراهن، سيؤدي إلى الاستمرار في السحب من الاحتياطيات وسيستنزف الاحتياطي وبعد ذلك سيتم الاقتراض محليا وعالميا مثلما تم قبل عقد من الزمان، ولذلك لا بد من تنويع مصادر الدخل وتفعيل الصندوق السيادي سريعا.
خدمة الشعب
كيف هي علاقتكم بالوزراء في المملكة؟
- أغلب الوزراء تربطني بهم علاقة صداقة، ولكني أطالبهم بالمزيد لخدمة المواطن السعودي، ولا بد أن يتخذوا من والد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز قدوة حسنة، فالملك -يحفظه الله- رفض الكثير من الألقاب، وقال أنا خادم الحرمين الشريفين وخادم الشعب السعودي ولذلك لا بد أن يدرك كل وزير بأنه عين في هذا المنصب من قبل الملك -يحفظه الله- لخدمة هذا الشعب الوفي.
وهل يرى سموكم بأن بعض الوزراء يتعاملون بفوقية مع الوظيفة؟
- للأسف بعض الوزراء يتعاملون بفوقية، ويتبادر إلى ذهني الآن مشهد لأحد الوزراء السعوديين وهو يعبر عن احتجاجه على سؤال أحد الإعلاميين في إحدى القنوات الفضائية وينفخ في المايكروفون بطريقة غريبة ويقول للمذيع «اذهب إلى الجحيم»، وهذا لا يليق بالمملكة ولا يليق به كمسؤول، ولكن في الجانب الآخر هناك وزراء مميزون في التعامل والعمل أيضا.
وكيف ينظر سموكم للمواطن السعودي؟
- أنا أعشق المواطن السعودي وأنحاز له وأضعه «فوق رأسي»، ومنذ خمس سنوات لم يتم توظيف أي شخص غير سعودي في الشركات التابعة لنا في المملكة، بل إن الموظفين العاملين في منزلي الخاص هم من السعوديين والسعوديات بنسبة تقترب من 100%.
في أحد المقاطع التي شاهدها الملايين عبر شبكة اليوتيوب، خاطب سموكم أحد المواطنين.. قائلا: «أنا مواطن سعودي مثلكم ما في فرق .. لا تقول أمير»، فما هو اللقب الأقرب إلى نفس الأمير الوليد بن طلال؟
- لأني أؤمن ببيت الشعر القائل:
لا تقل أصلي وفصلي أبدا ..... إنما أصل الفتى ما قد حصل
وأنا أعتز بلقب الإمارة وأحمد الله عز وجل على تلك الهبة، ولكني أنظر للمواطن السعودي كأخ وأشعر بالراحة عندما أمشي في الشارع ويناديني المواطن بدون حواجز. ويقول: «يا بو خالد».
السلطة الرابعة
نعلم بأنكم تملكون استثمارات تقدر (بالمليارات) في شركات صناعة الإعلام في العالم ومنها نيوز كورب الأمريكية، وقنوات روتانا، وقناة الرسالة، وقناة العرب التي سيبدأ بثها قريباً، فضلا عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق.. ما هو الدافع الحقيقي للاستثمار في حقل الإعلام؟
- الإعلام هو السلطة الرابعة، والجميع يدرك أهميته وتأثيره، ونحن جميعا نتذكر قضية ووترجيت والرئيس الأمريكي نيكسون وكيف استطاع صحفيان من صحيفة واشنطن بوست تصعيد القضية والإطاحة بالرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، لذلك أنا أؤمن بدور الإعلام واعتبره سلاحا لكل الدول، ولكني لا أحب الإعلام المنافق وأنحاز للإعلام الصريح والمسؤول الذي يؤدي دوره ويوازن بين متطلبات أمن الدولة ومتطلبات المجتمع مع الالتزام بالصدق والصراحة وهذه معادلة صعبة ولكنا نحرص دائما على تحقيقها بشكل احترافي ومدروس.
في الآونة الأخيرة اتجه الأمير الوليد للاستثمار في الإعلام الجديد وأصبح سموكم أحد الملاك لشركة تويتر الأمريكية و JD.COM الصينية.. فكيف تنظرون للإعلام الجديد وهل ترون بأن الاستثمار فيه مجد؟
- بالتأكيد الإعلام الجديد مهم ومؤثر جدا من الناحية الإعلامية والاستثمارية أيضا، وأود أن أشير إلى أن أي خطوة نقوم بها لا بد أن تكون واضحة المعالم ومربحة وقد دخلنا في تويتر وسعر السهم 14 دولاراً والآن سعر السهم تضاعف ثلاثة مرات تقريبا.
استقطب حسابكم في تويتر 2.5 مليون متابع خلال 15 شهرا، كما تصدر الأمير الوليد قائمة أقوى 100 شخصية تأثيراً في الشبكات الاجتماعية السعودية لعام 2014م بحسب المرصد السعودي للإعلام الاجتماعي، فكيف تتعاملون مع هذا المنبر المهم والمؤثر.. وكيف تستفيدون منه في تعزيز مشاريعكم ؟
- نحن ندرك أهمية تويتر وتأثيره، لذلك أتعامل معه بجدية وحذر في نفس الوقت ولو نظرت إلى تغريداتي ستجدها محدودة جدا ولا تتجاوز حتى الآن 126 تغريدة، وهناك لجنة استشارية تعرض عليها بعض تغريداتي ويتم مناقشتها قبل نشرها عبر حسابي.
هل سموكم يغرد في تويتر شخصيا؟ أم أن لديكم فريقا أو إدارة تقوم بتلك المهام؟
- أنا أغرد في تويتر بشكل مباشر وأتولى مهمة الإشراف على حسابي الشخصي، ولكني أؤمن بالاستشارة والنقاش والحوار في بعض التغريدات، كما أن أي تغريدة تخضع للدراسة من قبل اللجنة الاستشارية ويتم اختيار التوقيت المناسب الذي تطرح فيه أيضا.
قناة العرب
هناك من يرى بأن قناة العرب لن تقدم جديدا وستكون نسخة مكررة من القنوات الإخبارية الأخرى؟
- سيبدأ بث القناة 1 فبراير 2015 وستعتمد منهج الصراحة والشفافية وعدم النفاق وإتاحة المجال للرأي والرأي الآخر، ولن تكون كالببغاء تردد ما تتداوله القنوات الأخرى، وليس من المعقول أن نصرف مئات الملايين لنقدم مشروعا مشوها لا يرى فيه المشاهدون شيئا جديدا، ولعل أبرز ما يميز القناة أنها لا تدين بالولاء لأي جهة خارجية وسيكون ولاء القناة للأمة العربية، كما أننا لم نقبل التمويل من أي جهة، في حين أن جميع القنوات الإخبارية المعروفة -بلا استثناء- تخضع للتمويل الخارجي سواء من أفراد أو حكومات وهذا يؤثر في تعاطيها الإعلامي مع الأحداث ويؤدي إلى عدم استقلاليتها وبالتالي عدم مصداقيتها.
مع أن المنامة لا تعد ضمن مراكز صناعة الإعلام الشهيرة عربيا كالقاهرة ودبي وبيروت، فيما يرى سموكم بأن البحرين هي الموقع المناسب لمقر القناة؟
- قبل تحديد مقر القناة قمنا بدراسة معمقة ل 6 عواصم عربية ووجدنا أن البحرين هي الأنسب من حيث مساحة الحرية والاستقرار في ظل حكم الملك العادل حمد بن عيسى آل خليفة الذي تربطني مع جلالته علاقة أخوة وصداقة، كما أن البحرين متقدمة ثقافيا وفكريا، ووجدنا من خلال الدراسة أن البحرين أكثر بيئة حاضنة للوافدين بل إنها الدولة الأولى عربيا وخليجيا والرابعة عالميا من حيث قدرتها على جذب العمالة، ولا ننسى قربها من المملكة وسرعة التنقل بين البلدين من خلال جسر الملك فهد، ونظرا لكل هذه المميزات قررنا بأن يكون مقر القناة بالمنامة.
في خطوة مفاجئة للبعض قرر الأمير الوليد إطلاق قناة الرسالة الإسلامية، فما هو الهدف من تأسيس هذه القناة؟ وهل حققت رؤيتكم وطموحاتكم؟
- للأسف فإن الإسلام مختطف هذه الأيام من شرذمة باغية من القاعدة، داعش، النصرة، بوكو حرام، وبعض الحركات الإرهابية الأخرى، وقد شوهت تلك الجماعات صورة الإسلام في الغرب، وكنا نهدف من قناة الرسالة إلى التماشي مع رؤية الملك عبدالله -يحفظه الله- في تكريس الوسطية وتحسين صورة الإسلام، ومواجهة تلك الجماعات فكريا.
أعلن مدير قناة الرسالة الإسلامية السابق الدكتور طارق السويدان بأنه «إخواني» فجاء ردكم سريعا بإقالته من منصبه.. ما هي ملابسات تلك الإقالة، وكيف تنظرون إلى مشروع الإخوان المسلمين؟
- قبل أن يتم تعيين الدكتور السويدان مديرا للقناة سألته ثلاث مرات «هل أنت إخواني»، وكان في كل مرة يجيبني «حاشا لله» وفي بدايات انطلاق القناة لم نلحظ أي توجه من هذا النوع لدى السويدان، ولكن حين أعلن أنه أحد قادة الإخوان تم إنهاء خدماته من القناة خلال خمس دقائق من خلال تغريدة عبر تويتر، وهذا يعود لموقفنا الصريح من جماعة الإخوان والذي لم يأت فقط لمجرد أن المملكة والإمارات ومصر تقف ضد هذه الجماعة، بل لأننا نرفض تسييس الإسلام، والإخوان هم ذروة تسييس الإسلام وقد شوهوا وجه الإسلام ولكنهم ولله الحمد انهزموا واندحروا في مصر وسيندحرون في ليبيا وبقية الدول.
الثورات العربية
كيف تنظر لمصر بعد تولي عبدالفتاح السيسي مهام الرئاسة ؟
- تربطني بالرئيس المصري الأخ عبدالفتاح السيسي علاقة صداقة وأخوة وقد قابلت الصديق المشير السيسي قبل إنتخابات الرئاسة المصرية ب 72 ساعة، ولا شك أن انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي يعتبر الضربة القاصمة لتنظيم الإخوان وكذلك الضربة القاصمة والأخيرة بإذن الله لما يسمى بالثورات العربية التي أثبتت إخفاقها في جميع الدول التي قامت فيها.
هناك من يعتبر ذلك وقوفا ضد المطالب المشروعة للشعوب في تلك الدول؟ فماذا تقولون وهل ترون أن المواطن العربي غير قادر على إدارة تلك الثورات في الاتجاه الصحيح؟
- أنا لست ضد مطالب الشعوب بل أعتبر مطالبها حق، ولكني ضد الطريقة التي أديرت بها تلك الثورات وضد تدخل بعض الجماعات وفرض سطوتها على مجريات الأحداث، لذلك فإن تلك الثورات لم تحقق أهدافها ونحن نرى ونلمس انحدار الوضع السياسي والمعيشي في كثير من تلك الدول، لقد قالت الشعوب العربية كلمتها في عدد من الدول، وخلعت نظام الحكم في كل من تونس ومصر وليبيا، وساهمت بتغيير الحكم في اليمن، وأنا لم أقل خلعت نظام الحكم في اليمن لأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح مازال موجودا على الساحة وله تأثيره القوي بحسب ما أثبتته الأحداث الأخيرة في اليمن، أما الوضع في سوريا فأعتبره حربا ضد الشعب السوري، وبقراءة سريعة لجميع تلك الثورات نجد أنها لم تكن مثمرة ولم يكن لديها أي خطة عمل بديلة للحكم السابق.
برج جدة
لفت انتباهي عدم إعلانكم الارتفاع النهائي لبرج جدة واكتفيتم بالقول إنه 1000 متر قابلة للزيادة، فهل هذا تكتيك لزيادة الارتفاع في حال ظهر في أي دولة من العالم برج يزيد عنه في الارتفاع؟
- بصراحة نعم، أنا حريص على أن يكون هذا البرج رقم واحد في العالم وأنا أعشق هذا الرقم ويكفي أن هذا البرج سيضع اسم المملكة على الخارطة العقارية العالمية.
هل اكتملت البنية التحتية لهذا المشروع ؟ وما مدى رضاكم عما تقدمه الوزارات المختلفة لهذا المشروع؟
- جميع الوزارات أبدت تجاوبها، وأنا اجتمعت بالأمير منصور بن متعب، وزير الشؤون البلدية والقروية وأبدى دعمه للمشروع وتوفير جميع التسهيلات المطلوبة وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة، والمشروع -كما يعلم الجميع- مشروع تحويلي وحيوي ولا يقتصر على البرج فقط بل إنه يعتبر مدينة متكاملة تقوم على 5.5 مليون متر مربع، والبرج يقوم على 100 ألف متر ولا يمثل سوى 2 % من المشروع الذي يحتوى بالإضافة إلى البرج عمائر سكنية، فنادق، مدارس، جامعات، مستشفيات، حدائق وغيرها، وعند اكتمال المشروع سيتسع لأكثر من 100 ألف مواطن، وسيصبح بكل اختصار نواة لمدينة جدة الجديدة.
مشاريع الإسكان
كيف تنظرون إلى مشاريع وزارة الإسكان؟
- وزارة الإسكان لم تلب حتى الآن حاجة المواطن الماسة للسكن، فالدولة رصدت 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية ووفرت للوزارة الأراضي ومنحتها الكثير من الامتيازات والتسهيلات ولكن العمل مازال يسير بشكل بطيء لا يرقى للتطلعات.
بالمقابل ماذا قدمت مؤسسة الأمير الوليد بن طلال للإسكان الخيري؟
- مؤسسة الوليد للإسكان الخيري قامت ببناء 1562 وحدة سكنية في جميع مناطق المملكة واستفاد من هذا المشروع 10061 شخصا، وسنعلن خلال الأسابيع المقبلة عن توفير عشرة آلاف وحدة سكنية جديدة، وسيتم تغيير استراتيجيتنا من التحرك الأفقي المتمثل في توفير الفلل إلى الاتجاه العمودي المتمثل في توفير الشقق، حيث كنا في السابق نحصل على الأراضي من الدولة والآن في ظل إسناد المهمة لوزارة الإسكان وعدم توفر الأراضي للمؤسسة سنلجأ لهذه الاستراتيجية الجديدة والتي تضمن توفير الوحدات السكنية بشكل أسرع.
عالم الرياضة
سمو الأمير ننتقل إلى الوسط الأكثر تعصبا وإثارة وهو الوسط الرياضي، كيف ترون وضع الرياضة السعودية حاليا؟
- الرياضة للأسف تمر بوضع صعب وحرج، وأنا لا أتكلم عن كرة القدم فقط بل أتكلم عن جهة يفترض أن ترعى الشباب والرياضة، وأنا دائما أركز على الشباب قبل كل شيء، كما أن الرياضات الأخرى غير كرة القدم لا تجد الدعم والاهتمام بشكل عام وهذا التقصير تعكسه النتائج الضعيفة والسلبية للمنتخبات بدءا من نتائج منتخبنا في بطولة الخليج وصولا إلى عدد الميداليات القليلة جدا في ألعاب القوى والألعاب الأخرى ولو استحضرنا بطولة أسياد كوريا 2014 لوجدنا أن المملكة قد حققت 7 ميداليات فقط بينما دولة شقيقة لا يتعدى سكانها المليون كمملكة البحرين، استطاعت أن تحصد 17 ميدالية منها 8 ميداليات ذهبية وكذلك دولة قطر الشقيقة حققت 14 ميدالية منها 9 ذهبيات، وهذه المقارنة البسيطة تجسد واقع الرياضة السعودية المتراجع، وأنا هنا أهنئ قيادات الرياضة في البلدين الشقيقين البحرين وقطر وأقول لقياداتنا الرياضية: «أرجوكم تحركوا.. فالرياضة السعودية تحتضر والمواطنون يحتاجون إلى نتائج ملموسة»، وأعتقد أن الخصخصة والدمج بين الأندية الرياضية تمثل أحد الحلول الناجعة والمهمة لتعديل مسار الرياضة السعودية وإيجاد روح المنافسة والندية بين الأندية السعودية.
في حال موافقة الجهات المعنية على خصخصة الأندية، هل سيستثمر الأمير الوليد في هذا المجال، وهل سيسعى سموكم لامتلاك نادي الهلال بدافع ميولكم المعلنة للزعيم؟
- كل خطوة استثمارية تحتاج إلى دراسة متأنية وعميقة، وأما بالنسبة لسؤالك الآخر، فأنا أشجع المنتخب السعودي وأحب جميع الأندية السعودية بلا انحياز لأي منها.
هل نعتبر هذا الجواب الدبلوماسي تنصلا من ميولكم المعلنة لنادي الهلال السعودي؟
- لا.. لن أتنصل من ميولي لنادي الهلال ولكني أحب كل الأندية وأدعمها وخذ على سبيل المثال عندما فاز نادي النصر ببطولة الدوري وهو المنافس التقليدي لنادي الهلال لم أتأخر عن دعم النصر لأنه يستحق ذلك، وأنا أرى بأنه واجب وطني لابد أن أقوم به فأنا أنحاز إلى المنتخب كما أسلفت وأعتبر كل الأندية هي الأذرع المساندة لتشكيل منتخب قوي يمثل المملكة بكل شموخ، وأتمنى أن يكون ذلك التوجه أنموذجا وقدوة للخروج من موجة التعصب الرياضي التي بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة.
دخلتم على خط المنافسة مع قنوات ال MBC للفوز بحقوق نقل الدوري السعودي ولكن النتائج لم تأت في صالح روتانا .. ما تعليقكم؟
- بصراحة لم تكن هناك مناقصة رسمية وفي رأيي كانت طريقة ترسية حقوق النقل على ال MBC لمدة عشر سنوات، مخالفة لقوانين الفيفا.
الحياة الأسرية
تربطكم بوزير المالية الدكتور إبراهيم العساف علاقة مصاهرة تتمثل في زواج ابنكم الأمير خالد بن الوليد من ابنة العساف، فهل لنا أن نتعرف أكثر على طبيعة هذه القرابة وأبرز النقاشات والآراء التي تدور بينكما في جلساتكما الخاصة؟
- علاقتنا الأسرية قوية جدا وأكن لمعالي وزير المالية كل المحبة والتقدير، وكذلك على الصعيد العملي أكن لمعاليه كل الاحترام وكثيرا ما أدخل معه في نقاشات ومواجهات قوية، لأنني أرى أن الوطن فوق أي أمر، لذلك أناقش معه بعض الموضوعات التي أرى بأنها تصب في صالح الوطن كموضوع الصندوق السيادي، لأن هذا موضوع عام وليس خاصا وأكثرية الخبراء الاقتصاديين يؤيدون رأيي في هذا الموضوع، ولكن رغم كل النقاشات فإن الاختلاف لا يفسد للود قضية ويبقى معالي الوزير في عيني رجلا نزيها يعمل بوطنية وصدق وأمانة.
ابنكم الأمير خالد بن الوليد وابنتكم الأميرة ريم اختفيا عن الإعلام، فهل كان لنجوميتكم الطاغية دور في غيابهما عن المنابر الإعلامية؟
- لا أعتقد ذلك، فالأمير خالد يعمل في مجال التجارة بشكل مستقل وحقق نجاحات جيدة، والأميرة ريم تعيش حياة هنيئة مع زوجها وبناتها الثلاث وليس لها نشاط تجاري وهذا قرارها وأحترمه.
هل لكم أن تحدثونا عن حياتكم الاجتماعية وطبيعة علاقة سموكم بأبنائكم؟ وهل يجد سموكم الوقت الكافي للالتقاء بهما؟
- هناك يومان في الأسبوع «الأربعاء والسبت» تم تخصيصهما للالتقاء بخالد وريم والحفيدات الخمس، فيوم الأربعاء نلتقي في المنتجع، ويوم السبت نلتقي في القصر، أما طلعات البر الأسبوعية فإنهم يأتون دوريا بحسب فراغهم.
المتتبع لكم جيدا يلحظ غياب الأميرة أميرة الطويل عن زياراتكم وجولاتكم الأخيرة.. فهل هذا يعني غيابها عن حياة الأمير الوليد بن طلال؟
- نعم أعلنها من خلال «عكاظ» لأول مرة، أنا انفصلت رسميا عن الأميرة أميرة الطويل ولكنها تبقى الإنسانة التي أكن لها كل التقدير والاحترام، فقد مثلت المرأة السعودية خير تمثيل من خلال مشاركاتها المختلفة محليا وإقليميا وعالميا وكانت خير سفيرة للمرأة السعودية، وأذكر عندما تزوجت أميرة قلت لها بأني شخصية عامة وطلبت منها أن تكون معي في كل زياراتي وجولاتي لأني أشجع المرأة السعودية على المشاركة، وحتى لا يأتي من يقول إن الوليد يشجع المرأة على الظهور ولكنه لا يطبق هذه القناعة على نفسه، وفعلا تفهمت ذلك وكانت تلازمني في كل رحلاتي، وكانت بكل صراحة وجها مشرفا للمرأة من خلال ثقافتها ومشاركاتها الفاعلة، وأتمنى لها كل النجاح في حياتها.
هل مازال سموكم يقدم لها الدعم بعد انفصالكما؟
- الأميرة أميرة اتجهت للأعمال الإنسانية والخيرية، وإذا احتاجت أي دعم في هذا المجال فأنا على أتم الاستعداد لتعميد مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية للتعاون مع سموها.
كيف تنظر إلى المرأة السعودية العاملة؟
- المرأة السعودية متمكنة ومبدعة، وأطالب المجتمع بإعطائها الفرصة في كافة المجالات، كما أطالب المجتمع أن يبتعد عن ثقافة الممانعة التي لا تستند على دليل شرعي فيما يخص قيادة المرأة السعودية للسيارة، ولو نظرنا للموضوع من ناحية دينية سنجد أنه من الأفضل السماح للمرأة بقيادة السيارة لتجنب الاختلاط مع السائقين الأجانب، ومن الناحية الاقتصادية فإنه يخفف الأعباء على الأسر السعودية، وقد أخبرني رئيس شركة ماكنزي الأولى عالميا في مجال الاستشارات، بأن مليون سائق سيغادر المملكة في حال تم السماح للمرأة بقيادة السيارة وهذا يعني أن الأسر السعودية ستوفر أكثر من 1.5 مليار ريال شهريا أي 18 مليار ريال سنويا على اعتبار أن راتب السائق 1500 ريال، كما أن السماح للمرأة بقيادة السيارة سيخفض البطالة في الأوساط النسائية وسيمنح المواطن السعودي فرصة الاستعانة بسائقة0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.