فيما انطلقت أمس ورش عمل المؤتمر الدولي الخامس لجراحة التجميل والحروق الذي تنظمه الجمعية العلمية السعودية لجراحة التجميل والحروق بالتعاون مع مستشفى جامعه الملك عبدالعزيز بجدة، كشفت ل(عكاظ) رئيسة الجمعية البروفيسورة صباح صالح مشرف، عن أحدث ما تم التوصل إليه في مجال جراحة التجميل والحروق، وهي الجراحات التجديدية للأنسجة باستخدام الدهون الذاتية الدقيقة ومتناهية الصغر وما تحتويه من خلايا جذعية في إصلاح التشوهات وفقدان الأنسجة الناتج من الإصابات والحروق والضمور والعيوب الخلقية، وكذلك تستخدم لإعادة النضارة والشباب للوجه واليدين وعلاج الندبات وعلاج التهاب المفاصل المزمن بحقن الدهون بالمفاصل لتجديد غضاريفها، إضافة للخاصية التشحيمية للدهون لتسهيل حركة المفصل. وأوضحت أن المؤتمر الذي تدشن فعالياته بمشاركة أساتذة وعلماء متخصصين في جراحات التجميل من دول العالم والمملكة، يبحث العديد من أوراق العمل الهامة التي تهدف الى تبادل الخبرات ومواكبة التطورات التي تشهدها الساحة الطبية في مجال طب وجراحة التجميل والحروق. من جانبه كشف ل(عكاظ) رئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور ياسر صالح جمال، عن استخدام الدهون الذاتية المستخلصة من جسم الفرد نفسه في عمليات تصحيح الجنس، مبينا أن الهدف من إعطاء الدهون الذاتية سواء للذكور أو الإناث، هو المحافظة على الوضع الطبيعي بما يفيد النضارة وتكوين الأنسجة، مضيفا أن حالات تصحيح الجنس تحتاج الى كميات بسيطة من الدهون لتعديل بعض المناطق في الجهاز التناسلي. تقليل التدخل الجراحي وتوقع الدكتور أحمد بخش رئيس إحدى الجلسات واستشاري جراحات التجميل والترميم والحروق في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة، أن تشهد المرحلة المقبلة ثورة كبيرة في استخدام الدهون واستخلاص الخلايا الجذعية منها واستخراج البلازما من دم المريض نفسه وحقنها في أماكن تحتاج إليها، مثلا في عمليات الإصابات الناتجة عن الحروق والحوادث والعيوب الخلقية وذلك ضمن منظومة علمية بحتة لتقليل التدخل الجراحي العادي المعروف بالعمليات التقليدية. وأشار الى ان المؤتمر يعد فرصة لبحث مستجدات استخدام الخلايا الجذعية وإمكانية الاستفادة منها في إعادة بناء وترميم ما أفسدته عوامل الحوادث والإصابات، مبينا ان المؤتمر يحتضن نخبة من الأطباء من المملكة وخارجها يبحثون آخر ما توصل إليه العلم في جراحة التجميل عامة وفي بناء الأنسجة خاصة، فكما هو معروف أن العالم بدأ بجنون في بناء الأنسجة والخلايا الجذعية، وبالنسبة لنا في التجميل يهمنا جانب بناء وإعادة ترميم الجسم في بعض الأمراض مثل السرطان. وأكد أن جزءا كبيرا من هذه التقنيات أصبح متاحا والأخرى ما زالت قيد البحث والدراسة، ولكن لا بد أن نعلم أن هناك الأخلاقيات الطبية التي تحكمنا وبالتالي لا نستطيع الركض وراء الثورة إلا بضوابط شرعية واعتمادات وموافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وفي المملكة وأتوقع في القريب العاجل دخول هذه التقنيات لدينا. الأكياس الدهنية ويقدم نائب رئيس المؤتمر ورئيس إحدى الجلسات الدكتور محمود فقيها ورقة عمل عن الحالات النادرة عن الأكياس الدهنية أو الأورام النادرة التي تحدث في اليد وتسبب ضغطا على الأعصاب وتشخيصها ليس بالسهل، مبينا أنه لا توجد أي إحصائية في المملكة عن انتشار الحالات ولكنها تعتبر نادرة ، ولا بد من إجراء الرنين المغناطيسي الذي يبين هذه النوعية من الأورام ودراسة أعصاب اليد لكشف الحالة بدقة. وأكد ان العلاج جراحي بالدرجة الأولى، لأن مثل هذه الأورام تصل الى 5 سم في اليد، واستئصالها مهم لأن لديها قابلية أن تتحول الى أورام خبيثة، بجانب تحليل الورم في المعمل وتحليل الأنسجة للتأكد من أن الورم حميد. وفي سياق متصل أكد البروفيسور هاكان بروسون من السويد على أهمية المؤتمر في تبادل أحدث الأبحاث التي تتناول طرق بناء الأنسجة والدهون في عمليات التجميل، داعيا أن يخرج اللقاء بتوصيات تثري الساحة الطبية.