كالعادة، وفي مثل كل موسم هطول، رسبت العروس جدة في اختبارات الأمطار، ولم تصمد شوارعها ومصارفها أمام جريان الماء فأخرجت الحفريات أثقالها من مخلفات، وجرفت الأمطار حاويات النفايات فاختلط الصرف بالماء العذب وجاءت المستنقعات لتشكل خارطة لا تخطئها عين حتى في الشوارع الفخمة التي قاسمت الأحياء الشعبية المعاناة والطفح والبرك والحفريات والروائح والحشرات.. وصغرت المسافة تبعا لذلك بين الأحياء الشمالية الراقية والجنوبية العفوية.. المهندس المدني سليم المرجاني لم يتردد في تحميل المقاولين وشركاتهم مسؤولية ما حدث في جدة خلال اليومين الماضيين، واتهم هذه الجهات صراحة بالإهمال والتقصير وهدر المال العام لتنفيذها عمليات سفلتة الشوارع بطريقة سيئة مخالفة للمواصفات والجودة لدرجة أن هذه الطرق لم تصمد أمام أمطار الأسبوع الماضي وتداعياتها البسيطة التي لم تصل إلى مستوى فواجع السنوات الماضية. خلطات مضروبة يقول المرجاني إن بعض ما يتم تنفيذه سيئ للغاية ولا يتطابق أبدا مع المواصفات المعتمدة من الشؤون البلدية. وفي حالة كهذه مطلوب الاستعانة بمقاولين مؤهلين في أعمال السفلتة أو إعادة الأرصفة والردم والطمر والذي يحدث أن شركات المقاولات تستعين بعمالة بدائية لا تحتسب الميل والانحدار بطريقة سليمة، والميلان والانحدار يعملان كما هو معلوم على تصريف الأمطار وبسبب عدم الدقة تتجمع الأمطار كما هي الحال في شوارع جدة. الإشكالية ليست في تجمع المياه بعد هطول الأمطار بل فيما تخلفه من حفر وتشققات بسبب استخدام خلطات غير مطابقة للمواصفات وبسبب عدم الأخذ في الحسبان والاعتبار حالة التربة وصلابتها وطبيعة الطقس والحمولة المرورية للطريق، لافتا إلى ضرورة مراعاة عدد من المعطيات مثل تحمل الخلطة الإسفلتية لتحديات الطقس من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، فضلا عن مراعاة أوزان المركبات التي تستخدم الطريق سواء سيارات أو شاحنات، وطبيعة التربة ونسبة المياه الجوف، بالإضافة إلى المواصفات التقنية مثل حجم الطبقة الإسفلتية ونوعية المواد المستخدمة فيها. الدك بالرصاص يقترح المهندس المدني المرجاني لحل الإشكالية الماثلة ضرورة السفلتة بطريقة احترافية مع متابعة دقيقة من مهندسين ذوي خبرات عالية باستخدام المعدات الميكانيكية الحديثة ووضع الطبقة الإسفلتية بالسمك المطلوبة بحيث تكون أعمال السفلتة حسب الأصول الفنية ورش الموقع طبقة لاصقة من الإسفلت السائل سريع التجمد بالمعدل النظامي حسب مواصفات الأمانة وتفرد بعد ذلك طبقة من الخلطة الإسفلتية الساخنة المعتمدة وبالسماكات التي يزول معها هذا الهبوط والتجمع وثم يتم دك الطبقة الإسفلتية الساخنة بالرصاصات حتى الوصول إلى الكثافة المطلوبة حسب الأصول الفنية.