أعاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. الأمل إلى الشعوب العربية بعد يأس شديد بأن يتحقق شيء من التلاحم والتفاهم والتضامن بين الدول العربية مجتمعة بعد تفرق وتمزق وشتات بمجرد أن تمكن بتعاون إخوانه وأشقائه ملوك وأمراء وقادة دول مجلس التعاون معه في الحفاظ على مجلس التعاون قويا، بل وتطويره في مرحلة قريبة قادمة إلى صيغة اتحادية جديدة. وعندما أقول بعد يأس شديد.. فإنني لا أبالغ كثيرا.. لأن ما أصاب الجسد الخليجي في الفترة القريبة الماضية.. بعد تدهور الوضع في المنطقة العربية ككل.. كان كافيا لتضخم الشعور لدى الناس بأن المنطقة باتت جاهزة للسقوط في الهاوية تماما.. ليس فقط باشتعال النيران بداخلها وإنما بظهور كائنات سامة أخرى مثل داعش والنصرة المجسدتين لفظاعات القاعدة بصورة أشد وأعنف.. كان وما زال الهدف منها هو إعادة المنطقة بكاملها إلى العصور السحيقة، وبالتالي القضاء على أحلام وتطلعات الأجيال القادمة في أن تعيش حياتها في النور.. وأن تحول بلدانها إلى حقول معرفة متطورة وأن تدير دفة الأمور في دولها وفقاً لأحدث الأنظمة السياسية.. بحيث تتحول إلى دول مؤسسات ومجتمعات مدنية بعيداً عن الظلام.. والتخلف.. والفقر الذي عانت منه الشعوب كثيراً على مدى الحقب الماضية والمتعاقبة. محاور هامة لعودة الاستقرار للمنطقة فما حدث في تونس ومصر وليبيا.. وسوريا والعراق وما يحدث الآن في اليمن تحديدا.. كان كفيلا بأن يقضي على أي أمل في خروج المنطقة من حالة «الاحتراب» التي دخلتها الشعوب مع بعضها البعض.. وهي الغاية التي أراد بها المخططون إسقاط الأنظمة السياسية القائمة.. لأن الحروب الأهلية المستعرة داخل كل بلد هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن للدول أن تقوم بعده ولا للأوطان أن تنهض من جديد. من هنا جاءت أهمية ما تحقق في قمة الرياض الاستثنائية التي جمعت قادة مجلس التعاون بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهدف إغلاق ملف الخلافات الخليجية الخليجية (أولا) ثم معالجة الملف العربي بكل ما آتاه الله من حكمة وبعد نظر ورغبة صادقة في تسوية خلافات العرب مع بعضهم البعض وتجسير الفجوات القائمة بينهم. ومن هنا جاءت أيضا أهمية بيان الديوان الملكي الممثل لتصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. والذي ركز على: الحرص على أن يكون اتفاق الرياض منهيا لكافة أسباب الخلافات الطارئة، وأن يكون إيذانا لبدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك ليس لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فحسب، بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية. أن مصالح هذه الأمة العليا تقتضي أن تكون وسائل الإعلام معينة لها لتحقيق الخير ودافعة للشر.. الحرص على وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف في مواجهة التحديات التي تعترض أمتنا العربية والإسلامية. حرصنا في هذا الاتفاق وأكدنا على وقوفنا جميعا إلى جانب مصر وتطلعنا إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء. مناشدة مصر شعبا وقيادة للسعي معنا في إنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي. كما عهدناها دائما عونا وداعمة لجهود العمل العربي المشترك. الثقة بأن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه. أن الظروف والتحديات الراهنة تحتم على الأشقاء جميعا أن يقفوا صفا واحدا نابذين أي خلاف طارئ. وبهذا يكون الملك عبدالله قد لخص الموقف بدقة متناهية في أهمية قيام تفاهم خليجي يقود إلى تضامن عربي يباركه ويدعمه ويعزز أركانه إعلام نظيف يساهم في تحقيق اللحمة وتعزيز عملية البناء من جديد ويستبعد كل ما من شأنه تعكير الأجواء في المرحلة القادمة. قمة خليجية وأخرى عربية قادمة وما نتوقعه الآن.. كنتيجة طبيعية لهذا النداء الصادق.. الذي لم تمض على انطلاقه من الرياض سوى ساعة واحدة حتى جاءت الاستجابة له من القاهرة سريعة وقوية.. ما نتوقعه الآن هو التالي: * أولا: عقد القمة الخليجية «القادمة» في قطر يوم الثلاثاء 17/2/1436ه (الموافق 9/12/2014م) لدفع مسيرة دول مجلس التعاون الخليجية الست أماما.. تجاوبا مع الدعوة التي أطلقها الملك في قمة الرياض الخليجية بتاريخ 24/1/1433ه (الموافق 19/12/2011م) والتي طالب فيها بتطوير الصيغة الحالية والانتقال بها إلى صيغة اتحادية تحقيقاً للأهداف الأساسية للمجلس. * ثانيا: الإعداد في هذه القمة لتعاون شامل وموسع مع جمهورية مصر العربية.. وتحسين المناخات الحالية بينها وبين الشقيقة قطر في ضوء ما جرى الاتفاق عليه مؤخرا من دعم خليجي كامل لمسيرتها الراهنة كخطوة أساسية في إعادة اللحمة العربية إلى الوضع الطبيعي الذي يمهد لعودة الاستقرار الشامل إلى المنطقة. وقد يتم في هذا الصدد اجتماع موسع في الرياض لهذا الغرض في فترة قريبة جدا تحقيقا لما جاء في دعوة الملك عبدالله لمصر شعبا وقيادة بالتجاوب مع هذا التوجه وتجاوب مصر السريع والقوي معها. * ثالثا: بدء العمل العربي المشترك والمكثف لعقد قمة عربية في القاهرة في الفترة القريبة القادمة تشارك فيها معظم الدول العربية، وفي مقدمتها دول الخليج العربية الست لبلورة موقف عربي موحد ومتين نحو إعادة اللحمة إلى هذه الأمة.. وإحياء دور الجامعة العربية بفعالية.. والشروع بعد ذلك في مواجهة الواقع العربي بجدية أكبر والبحث له عن حلول عملية من داخل النظام العربي وليس من خارجه، وفي مقدمة تلك القضايا: الوضع في سوريا وليبيا واليمن. التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة. الإرهاب ومواجهته بعمل عربي مشترك وفعال وفي مرحلة قادمة سوف تتم مناقشة وضع الجامعة العربية وإعادة صياغة ميثاقها ومؤسساتها ووظائفها وأدوارها على نحو جديد وفعال. التأسيس لمرحلة قادمة راسخة الأركان لكن الأكثر إلحاحا للتعجيل به الآن من كل ذلك هو: سعي دول مجلس التعاون، وفي مقدمتها المملكة، الحريصة كل الحرص على تفعيل ما نص عليه اتفاق الرياض التكميلي بخطوات عملية تقود إلى التهيئة لإنجاح قمة الدوحة وتغطيتها لجميع المحاور التي تمت معالجتها في الفترة الماضية.. وتهيئة الأرضية الملائمة للانتقال إلى مرحلة ما بعد التوافق حول المسائل الأساسية والجوهرية التي كانت محور نقاش طويل ومستفيض وبناء، وانتهت بحمد الله إلى انعقاد إرادة الجميع، ليس فقط من أجل تنقية الأجواء بين دول المجلس فحسب، وإنما إلى الاتفاق على خطوات عملية تقود إلى التضامن مع جمهورية مصر.. وصولا إلى تضامن عربي إسلامي كامل. *** ومن هنا نستطيع القول.. إن قمة الرياض (أولا)، ثم تجاوب الأشقاء المصريين السريع مع مناشدة خادم الحرمين الشريفين للانخراط في مسيرة العمل العربي التضامنية الجديدة (ثانياً)، كان مفاجأة سارة لدولنا وشعوبنا في الخليج وفي العالمين العربي والإسلامي.. وغير متوقعة عند كثير من المراقبين الذين راهنوا على انهيار المنطقة بكاملها بعد ما آلت إليه الأوضاع أخيرا في كل من ليبيا.. وسوريا.. والعراق.. ولبنان.. واليمن.. كما أنه كان مفاجئا أشد المفاجأة لدول أخرى في الإقليم وفي خارج الإقليم كانت تعمل وبقوة على انهيار دول المنطقة دولة بعد الأخرى.. واشتعال شرارة الحرب الأهلية بين الشعوب داخل كل بلد إشاعة للفتنة وتمزيقا لأواصر الجميع.. وتهيئة لإسقاط هذه الأمة بالكامل. هذه الدول وتلك الأطراف سوف لن تتقبل هذا الوضع بسهولة.. ولذلك فإنها لن تدخر جهدا نحو توسيع دوائر عملها للحيلولة دون تحقيق ما اتفق عليه قادة الخليج الستة (أولا)، ثم قادة الدول العربية المتجانسة في الرؤى والاتجاهات وفي السياسات والمواقف وفي مقدمتها مصر.. والأردن.. والمغرب.. والجزائر.. وتونس.. والسودان.. والعراق.. واليمن.. وموريتانيا.. وجزر القمر.. ولبنان.. والصومال.. وجيبوتي.. وفلسطين.. بالرغم من أن بعضها ما زال يعاني من الداخل بفعل سياسة المحاور والتكتلات التي زرعتها الأطراف الساعية إلى تدمير المنطقة وإضعاف دولها واستلاب إرادة شعوبها. مواجهة ردة الفعل الحاقدة.. كيف؟ وهذا يعني أن دول مجلس التعاون بدرجة أساسية مع دول عربية بعينها.. ستعمل في الفترة القادمة على رسم خارطة المستقبل الجديد وفي ذهنها أن حالة الحرب المعلنة عليها من خارجها سوف لن تتوقف إن هي لم تستعر أكثر.. وبالتالي فإن عليها أن تضع من الخطط والإجراءات ما يكفل تصديها القوي لتلك المحاولات المتوقعة بأكثر من صورة. كما يعني هذا أن دولنا وشعوبنا بحاجة إلى مزيد من اليقظة والانتباه لكل الأعمال والتصرفات المشبوهة التي ستسعى تلك الأطراف إلى تفجيرها في العديد من دولنا.. وداخل أوطاننا.. كرد فعل لما تم تحقيقه حتى الآن من تقارب.. وأن تلك الأعمال الحاقدة قد تراوح بين تنشيط العمليات الإرهابية.. وبين التشويش الإعلامي على المسيرة الجديدة عن طريق استخدام أدوات جاهزة لإثارة البلبلة والتشكيك في إمكانية استمرار حالة التقارب هذه والعمل على إفساد الأجواء الأخوية التي سادت حتى الآن، والتي تؤذن بمزيد من التعاون والعمل المشترك، بدءا من الدائرة الخليجية، ووصولا إلى الدائرة العربية، ومن ثم باتجاه الدائرة الإسلامية التي ستشمل دولا أخرى مثل باكستان وإندونيسيا وماليزيا وتركيا بعد جهود إضافية يتم الإعداد لها الآن بشكل جيد لإعادة التفاهم بين أنقرة وبين إخوانها العرب بعد معالجة أسباب الاختلاف، ولا سيما بين القاهرةوأنقرة توسيعا لدوائر التعاون بين الجميع وتضييقا للخناق على الدول التي تبحث لها عن دور في المنطقة على حساب الجميع وفي مقدمتها «إيران» عن طريق أدواتها القديمة أو الجديدة في داخل منطقتنا. نحن، إذن، في حالة مواجهة مستديمة مع أخطار كبيرة وتحديات لا يمكن الاستهانة بها.. لأن محركيها موجودون على الأرض ولأن أدواتهم نشطة بدرجة كبيرة بعد أن استفادت من حالة التضعضع التي عاشتها المنطقة في الآونة الأخيرة وأدت إلى اختلاط الكثير من الأوراق.. وبالذات بعد دخول حزب الله سوريا لمناصرة نظام الأسد ضد شعبه، وتحرك الحوثيين بدعم قوي ومباشر من إيران لإسقاط الدولة اليمنية والاستيلاء على مقدرات الشعب اليمني وسوقه إلى حكم طائفي بغيض.. وتحويل اليمن إلى بؤرة مواجهة مع العالم كل العالم وليس مع بعض دول الإقليم فقط.. لأن المؤامرة كما بدت على المنطقة والعالم بأسرهما وليس على اليمن فقط. حرب إعلامية شرسة لزعزعة الثقة بيننا ليس هذا فحسب.. بل إن هذه المواجهة كما نتوقع سوف تتخذ أشكالا عدة.. ولن تقتصر على التصدي للتصعيد الذي ستمارسه هذه الأدوات بما فيها التنظيمات الإرهابية الجديدة داعش والنصرة والإخوان المسلمين فحسب.. ولكنها ستكون أيضا مع الحروب الإعلامية المتوقعة من الداخل والخارج لإدراك تلك الأطراف بأن الإعلام سلاح قوي ومطلوب في المرحلة القادمة، وأن استخدامه للإبقاء على جذوة الخلاف المشتعلة كفيل بأن يعطل أي عمل عربي يهدف إلى تعزيز مسيرة التضامن بين الجميع. ولإدراك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذه الحقيقة وقراءته البعيدة المدى لكافة الاحتمالات، فقد وجه رسالتين إلى الإعلام العربي في بيانه الذي أعلنه الديوان الملكي. خطاب الملك القوي لوسائل الإعلام جاء في الأولى قوله «إن مصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية العليا تقتضي أن تكون وسائل الإعلام معينة لها لتحقيق الخير ودافعة للشر». كما تضمنت الرسالة الثانية قوله «وإني لعلى ثقة بإذن الله أن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه بحول الله إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه، فالحكمة ضالة المؤمن». * هاتان الرسالتان المهمتان للغاية ضمنهما الملك عبدالله خطابه للأمة.. لأنه يدرك ببصيرته الثاقبة أن الحرب القادمة لن تقتصر على توسيع دوائر العنف.. وبث المزيد من الفرقة بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية بين بعضنا البعض، وإنما في افتعال حروب ضارية تجند لها أقلام وأصوات حاقدة تتسلل إلى كل وسيلة إعلامية لتنفث من خلالها سمومها القاتلة.. وتبقي على حالة البلبلة والتشتت والاختلاف في أعلى درجاتها لإعطاء الانطباع بأن الأوضاع لا تزال على ما هي عليه حتى الآن.. وأن دولنا ما تزال مختلفة على أمور أساسية وجوهرية وأن كل ما تم هو تهدئة للأوضاع.. وتكتم على الحقائق التي لا تزال مستعرة في ما بيننا. هذه النغمة الإعلامية الحاقدة ستكون سلاح قوى الشر التي حذر منها الملك.. ولا نعتقد أنها ستستسلم بسهولة إن هي لم تصعد حملتها في الاتجاه الذي يعمل من جديد على تقويض كل ما بنيناه.. وأسسنا له من جديد. قمة خاصة بالإعلام لمواجهة حروبه القادمة فما الذي يجب علينا أن نفعله إذا حدث هذا؟ هذا السؤال.. يجب أن تتصدى له المؤسسات الإعلامية القوية في العالم العربي.. بخطط علمية.. وبحجج قوية.. وبالتعاون الوثيق بينها وبين مصادر صنع القرار في دولنا العربية والإسلامية المتضامنة مع بعضها البعض للرد على تلك الحملات المرتقبة بقوة.. وبموضوعية.. بهدف تحصين شعوبنا وتأمين سلامة دولنا وأوطاننا من الداخل. وليس لدي أدنى شك في أن الأقلام والأصوات الأمينة والصادقة تملك من القدرة.. والإقناع.. والدوافع ما يمكنها من التصدي للحملات الشرسة التي ستجسد كل صور العمالة لصالح قوى إقليمية وخارجية تحاول أن تجند أكبر عدد ممكن من المرتزقة وأصحاب المواقف المؤدلجة والمصالح الذاتية الضيقة للدخول معها في حروب ضارية لا يجب التسامح معها.. أو التمكين لها من مؤسساتنا الإعلامية بأي حال من الأحوال. وقد يتطلب هذا اتخاذ قرارات قوية.. وحازمة.. وباترة لإسكات تلك الأصوات وتحصين دولنا وعقول شعوبنا ضد ما سوف تثيره أو تنشره من أعمال مدمرة لكل ما بنيناه ونبنيه الآن.. استردادا للاستقرار المفقود في منطقتنا. وقد يكون من المناسب أن نطالب بعقد قمة عربية مصغرة تضم أكثر دولنا العربية تجانسا.. وتركز على مناقشة الشأن الإعلامي في المرحلة القادمة وتضع خطوطا عريضة تهتدي بها المؤسسات الإعلامية كل المؤسسات الإعلامية ويتمخض عنها اجتماع عاجل لوزراء الثقافة والإعلام بالنخب الإعلامية والفكرية في الدول العربية والإسلامية لوضع ميثاق شرف موحد وتحديد آليات دقيقة وعملية للتعامل مع أي خروج على ما يكفل السلامة العربية ويساعد الأمة على استرداد تضامنها.. وإذا تأخر مثل هذا الإجراء.. فإن الخشية تظل كبيرة من سعي الأطراف المعادية لموجة التصالح والتضامن والتقارب والتلاحم إلى إفساد كل ما عملناه ونعمله في صالح توحدنا والالتفاف حول بعضنا البعض. عقوبات صارمة لتحصين الدول والشعوب ليس هذا فحسب.. بل إن المسؤولية الإعلامية في هذه المرحلة يجب أن تمتد إلى العمل على دعم وتشجيع كل عمل سياسي يقود دول المنطقة إلى استرداد حالة الأمان والاستقرار في أرجائها كما يحدث في تونس الشقيقة الآن.. وكما تتجه إليه دول أخرى بجهود مخلصة وحثيثة لأبنائها الذين أدركوا خطورة الأوضاع التي تتجه إليها بلدانهم.. وتؤدي في النهاية إلى القضاء على الجميع.. والإجهاز على هويتنا العربية والإسلامية.. وجعلنا مجرد أقطار ودويلات ومحافظات تابعة.. بعد أن تمكن منا الأعداء ودمروا كل مقومات القوة والقدرة على البقاء وصناعة المستقبل الأفضل. لكن ما أستطيع أن أقوله الآن بكل ثقة هو: أن كل من راهنوا على استحالة عودة الصفاء الكامل إلى سماء خليجنا العربي.. يعيشون الآن حالة صدمة.. لأن ما حدث لم يكن بالنسبة لهم متوقعا بعد أن اعتقدوا أنهم وضعوا مسمارا مسموما في نعش جاهز.. وتبين لهم الآن.. أن ما تمنوه لنا وسعوا إلى تحقيقه قد انتهى إلى الأبد.. وأن أبناء الخليج قد أثبتوا للعالم أنهم على قلب رجل واحد.. وأن مصيرهم المشترك أزلي.. وأن القادم أجمل وأجمل بإذن الله وحوله وقوته وعونه وتوفيقه.