حمل إعلان رئيس الوزراء الهندي عن تشكيل حكومته الجديدة خبرا لافتا على صعيدنا المحلي، حيث أسند منصب وزير العدالة الاجتماعية للسيد (أفيجاي سامبالا) الذي كان يعمل سباكا بالمملكة العربية السعودية، وذكرت الصحف الهندية أن (أفيجاي) يبلغ من العمر 52 عاما وينحدر من عائلة فقيرة توفي والده عندما كان في 14 من عمره واضطر للعمل مبكرا وبعد حصوله على الشهادة الثانوية سارع بالسفر إلى السعودية، حيث عمل سباكا لفترة من الزمن تمكن خلالها من تحسين وضع أسرته المادي قبل أن يعود إلى الهند وينخرط في العمل السياسي، حيث انضم إلى حزب (بهاراتيا جاناتا) عام 1998 ويصبح لاحقا عضوا في البرلمان الهندي. وبما أن معاليه عمل سباكا في السعودية فلا شك أنه يملك مهارات ذهنية خارقة يتمكن خلالها من (تسليك) ما لا يمكن (تسليكه)، ولديه موهبة خاصة في تتبع مسارات المياه وملاحقة انحرافاتها حتى تعود لمجاريها وللمجاري المجاورة لمجاريها. شبكات مياه متداخلة ومتفرقة.. وأنابيب وحنفيات وأكواع وأحواض.. كان هذا هو مسرح (أفيجاي)، حيث يتصالح يوميا مع البلل ومع نداء: (يا صديق)، لا شك أنه يعرف أن بعضا من بني جلدته عملوا بيننا بشهادات مزورة وأصبحوا مهندسين وأطباء و(سلكوا) أنفسهم لسنوات طويلة قبل أن يكتشف أمرمهم، ولكن معالي الصديق (أفيجاي) فضل أن يعمل ويكافح بصورة نزيهة كي يصنع وضعا أفضل لعائلته دون أن يتحايل على أنظمة البلد الذي يعيش فيه. من حنفياتنا المسدودة خرج هذا الوزير المكافح العصامي ليقود برامج العدالة الاجتماعية في دولة يفوق عدد سكانها المليار نسمة.. وهي مهمة لا يتمناها أي وزير في العالم ما لم يكن يتمتع بالعزيمة الكافية، من حنفياتنا المسدودة جاء هذا الوزير لا من أرقى جامعات العالم بالتأكيد وجد الهنود فيه ما يكفي من الخبرة والحيوية لتولي هذا المنصب الوزاري لأن العبرة الحقيقية في هكذا وزارات ليست بالشهادات بل بالفاعلية والعمل الدؤوب والقدرة على تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع يراها بسطاء الناس قبل أكابرهم.. رجل إنجازاته أكثر بكثير من تصريحات وحبذا لو كان سباكا.. لعله (يسلكها فتسلك) !.