تسبب غياب مراكز متخصصة لمصابي متلازمة داون، في معاناة للمرضى وأسرهم والذين يجدون أنفسهم ضحية هذا الغياب، في ظل اضطرارهم لتكبد عناء السفر إلى خارج الباحة من أجل متابعة حالات أطفالهم (المنغوليين). وطالب عدد من أهالي منطقة الباحة في السراة وتهامة والبادية وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة بافتتاح المراكز المتخصصة لهذه الفئة، لتوفير الوقت والجهد عليهم، خاصة أنهم من الفئات التي يجب الاهتمام بها كثيرا. وتؤكد ميمونة الغامدي أن الدولة وفقها الله تولي عناية كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة والباحة لا يوجد بها مركز متخصص واحد لرعاية طفلتي وغيرها كثير من الأطفال كونهم بحاجة إلى العناية وتوجيه النصح والإرشاد لأسرهم إذ ان بعض الآباء والأمهات لا يجيدون التعامل الحالات ما يستدعي توفر مرشدين ومعالجين ومؤهلين نفسيا ومهاريا. ويرى والد أحد المصابين بمتلازمة داون أن ابنه يحتاج الرعاية والاهتمام، ولا يوجد مركز متخصص في الباحة، مؤملا أن تكون هناك مراكز متخصصة لمثل هذه الحالات. وأضاف: كنت أراجع بابني البالغ من العمر 7 سنوات في عيادة طبية تعنى بمثل هذه الحالات وكان يرتادها أكثر من 10 أشخاص مصابين بنفس المرض إلا أنها أغلقت بحجة أنها غير مرخصة، ولم يتوفر البديل، مؤكدا أن ابنه استفاد كثيرا من العيادة. من جهته أكد المنسق للبرنامج الوطني لاضطرابات النمو والسلوك «نمو» بالباحة ماجد سرور الغامدي أن منطقة الباحة لا يوجد فيها مركز أو مبنى لأطفال التوحد علما بأن الحالات تجاوزت 90 حالة. وأشار إلى أن برنامج الطبيب الزائر لصالح عيادة البرنامج الوطني لاضطرابات النمو والسلوك «نمو» في منطقة الباحة حظي بالرعاية والاهتمام الكبير من قبل إدارات عدة وجهود متعددة حتى ساهمت في نجاح هذه التجربة الأولى والمهمة خلال شهر كامل قدمت عيادة الطبيب الزائر «نمو» بمستشفى بلجرشي العام خدماتها المتعددة التي لم تقتصر فقط على التشخيص والعلاج بل امتدت إلى التدريب والتثقيف والتوعية والمساهمة في صناعة وصياغة الخدمات المجتمعية التي تساهم في رعاية مصالح أطفال اضطرابات النمو والسلوك. وأضاف: قدمت العيادة جهودا ملموسة في بناء علاقة متكاملة وعملية على تكامل الجهود بين جهات إدارية وخدمية متعددة مثل إدارة التربية والتعليم (إدارة التربية الخاصة) إدارة الشؤون الاجتماعية بالباحة، إدارة التأهيل الشامل بالباحة، وإدارة التعليم الفني والتدريب المهني بالباحة، وكل هذا التضافر يهدف إلى تركيز الجهود وتوحيدها بما يخدم مصالح أطفال التوحد وأسرهم، مثمنا الجهود الكبيرة التي قدمت من مستشفى بلجرشي العام والتي كان لها الأثر الواضح والجلي في نجاح هذه التجربة التي تعتبر الأولى على مستوى المملكة والمقدمة لصالح أطفال التوحد وبرنامج «نمو» كما أن الرعاية العلمية التي قدمتها الإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية والممثلة في البرنامج الوطني لاضطرابات النمو والسلوك كان لها الأثر البارز في تصدر هذه العيادة وخدماتها للكثير من العناوين الإعلامية والتغطيات الصحية التي حظي بها هذا البرنامج. وعن أهداف برنامج الطبيب الزائر لعيادة «نمو» المساهمة الفاعلة في تشخيص حالات اضطرابات النمو والسلوك لابناء الباحة، قال: العمل جار على تقديم التدخلات العلاجية المناسبة والمعتمدة وذات المعايير العلمية وتقديم التدريب والتأهيل العلاجي لأسر وأمهات الأطفال وفق المعايير العلمية والمساهمة في تدريب الأخصائيين النفسيين على التشخيص والعلاج وفق المعايير العلمية والمساهمة في التوعية والتثقيف المجتمعي بما يخدم مصالح أطفال الاضطرابات النمائية السلوكية، المساهمة في إبراز مشكلات أطفال. وعن الاضطرابات النمو والسلوك في منطقة الباحة، قال: نعد إحصائية أولية لنسبة هذه المشكلة في المنطقة وتصنيفها حسب المعايير العلمية والدقيقة ومن ثم عرضها على الجهات المعنية، مؤكدا أن العيادة على قراءة واضحة وعملية للأهداف الموضوعة والعمل الجاد على تحقيقها ومن ثم تسيير البرامج المناسبة واضعة نصب العين حدود وامكانيات المكان والزمان والعمل ضمن ذلك. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لصحة الباحة أحمد معيض أن صحة الباحة وافقت على افتتاح عيادة في مستشفى بلجرشي لمصابي متلازمة داون ونقلها من مستشفى الصحة النفسية، مؤكدا أن المطالبة بمراكز متخصصة قائمة بالفعل كون المنطقة بحاجة ماسة إليها في ظل زيادة أعداد المصابين.