لم تكتمل فرحة سكان مركز مقزع التابع لمحافظة الريث بمنطقة جازان كثيرا عندما شرعت إدارة التربية والتعليم في صبيا ببناء مدرسة طالما كانت حلم يراودهم، بعدما وجدوا المشروع قيد التعثر من مقاول إلى آخر لازال قيد الدراسة. وتضاعفت معاناة أهالي المركز، خاصة أنه تغيب عنه الخدمات ولا تكاد ترى النور في عتمة الظلام بعد مغيب الشمس. أما المدرسة فكانت قاصمة الظهر بعد أن غابت عنهم الطرق والاتصالات والكهرباء والصحة فهم كما يقولون يعيشون خارج الخدمة واللجان التي تذهب كل مرة تغادر بحزمة مطالبات لا ينفذ منها شيء رغم الوعود المتكررة من قبل المسؤولين. حلم الأهالي في مدرسة جديدة تحتضن أبناء المركز ما زال معلقا بين التحقيق وعدمه منذ عشرة أعوام في التاريخ الذي توقف فيه العمل في مشروع مدرسة مقزع الابتدائية والمتوسطة الأمر الذي لم يبرر لأهالي المركز وبقي الحلم على مشارف التحقيق أو عدم صلاحية المدرسة بسبب مرور فترة طويلة على بنائها واستكمال أعمال «تشطيبها» التي أضحت في علم الغيب. وأعرب أهالي مركز مقزع عن استيائهم من توقف المشروع لفترة طويلة وهو في مراحله الأخيرة الأمر الذي حرم أبناءهم من الحصول على بيئة تعليمية مناسبة فهم مازالوا يتنقلون في المدارس المجاورة والمستأجرة مبدين مخاوفهم من تضرر المدرسة هندسيا بسبب الظروف المناخية والهزات الأرضية التي مرت بها المنطقة، محملين إدارة التربية والتعليم بصبيا مسؤولية التأخير بسحب المشروع من المقاول السابق وتأخير تسليمه لمقاول آخر. من ناحية أخرى أوضح عدد من السكان أن معاناتهم تتمثل في غياب أساسيات الحياة من كهرباء وطرق مسفلتة ومركز صحي ومدارس واتصالات. وقال جبار محمد الريثي إن غياب الاتصالات جعلهم في عزلة عن العالم مما دفع السكان للمبادرة بالاجتهاد بتركيب أبراج ولاقطات هوائية، مشيرا إلى أنهم عاشوا معاناة حقيقية في طلب برج هاتفي وبعد أن تم وضعه فوق الجبل ومكث شهران تقريبا في انتظاره ما بين مراجعات وغيرها إلا أن فرحتهم قتلت بتشغيله لفترة وانقطاعه. فيما لفت علي الريثي إلى معاناة السكان من قلة حاويات النفايات وتراكمها في الجبل، مضيفا سيارة البلدية حضورها قليل إلى المركز ونعاني كثيرا من تكدس النفايات. من جهة أخرى إدارة التربية والتعليم بصبيا أكدت على لسان ناطقها الإعلامي محمد عطيفة ل «عكاظ» أن مشروع المدرسة تم سحبه والآن في فحص العروض بالإدارة للترسية.