أنا أيقونة الحب تكتب الشعر بدوام كامل.. وبين الحين والحين أمارس بعض عبث الأعمال لأكسر روتين حياة تتلبسني.. الشعر مهنة المفلسين يحاولون كسوته برداء الغواية في محاولة بائسة للاقتيات... مثلي تعيش الشعر، وتصنع كل يوم قصيدتها الخاصة وترقص حافية على بلاط مرمري لا يقبل سوى وطء أقدامها.. يرقبها فارسها الخارج من تلافيف الظلمة بعدما ينام المساء على مخادع الضوء.. وبعد أن تأوي كروانات الفتنة إلى أعشاشها.. أنا ابنة الشتاء والريح المزمجرة وبلورات المطر.. دمي الشاحب في المرايا يقرأ تعاويذ تأتي بك.. وفي خاصرة الحب أسكب مصل العمر، ليهدي الحياة إكسيرها.. نصفي من الشمس، ونصفي الآخر من القمر، وأتوجس البياض لكي أضفي فوق السواد صلابة الصبر الذي يرفض الاحتضار.. في جلال الصحراء كل ليلة أشهر سيفي كي أبقى سيدة على القلب على جسد النخلة الشامخة التي تلمس السماء وتعانق الريح المنبعثة من صلب الأرض.. لا تزال فراشتي محلقة حتى تكتمل أسطورتي.. وحين أجد الضوء الذي يغري غروري.. سأحترق بحب يضيء عتمة الفجر الذي سكن أيامي.. عندها تزهر البيادر وتنبث الخزامى وتختال أنثاي بمرابع الشموخ... ويصبح الليل كوكبا يملؤه أنين الشوق ويزهر الحنين.. إلى ذاك الذي سألني من أنت.. وإلى ذلك الذي يستوطنني.. وإلى هذا الذي جعل قلبه لي سكنا..