الموقف الكبير الذي سطره علماء هذه البلاد بعد الحادث الإرهابي الذي طال أهلنا في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، وتنديدهم ورفضهم لهذه الأعمال الإرهابية وتجريم مرتكبيها وتحريمها وتحريم الاعتداء على النفس بغير حق، كل ذلك يؤكد هذه الجريمة النكراء مرفوضة بكل المقاييس ومن نفذها وساعد عليها هم مجرمون إرهابيون وأشرار يريدون بهذه الأمة السوء والكيد. وندد بيان هيئة كبار العلماء بهذه الجريمة الإرهابية وبين خطرها على الدين والوطن، وطالبت الهيئة بالاقتصاص من مرتكبيها، وهو ما تم ولله الحمد في أقل من عشر ساعات تقريباً بجهود أمنية موفقة، ويمثل هذا البيان الموقف الشرعي من هذه العمليات التي تريد ضرب الدين والأمن والوحدة الوطنية. كما كان أيضا لاستنكار عدد من علماء ومشايخ محافظتي القطيفوالأحساء للعمل الإجرامي الجبان الذي أودى بحياة مواطنين في قرية الدالوة، أثره الكبير في الوقوف بوجه كل الأعمال التي تنال من وحدتنا الوطنية وأمننا وتنميتنا، مؤكدين أن توحيد الصف والالتفاف حول القيادة في هذه المرحلة من أوجب الأمور الشرعية، ومثمنين المواقف الشرعية والوطنية القوية لهيئة كبار العلماء من خلال البيان الذي أصدرته أمس الأول بعيد الحادث مباشرة، ووقع بيان العلماء والمشايخ كل من الشيخ عبدالله الخنيزي، الشيخ علي الخنيزي، الشيخ فيصل الكسار، الشيخ علي مدن آل محسن، الشيخ حلمي عبدالرؤوف السنان، الشيخ غالب حسن آل حماد، الشيخ ميثم منصور الخنيزي، الشيخ حسين علي البيات، الشيخ جعفر محمد الربح، الشيخ محمد مهدي آل عصفور، الشيخ منصور السلمان، الشيخ حسين علي الخنيزي، الشيخ فيصل الكسار، وجاء في البيان «بقلوبٍ يملؤها الأسى ويعتصرها الحزن، نقف بكل مشاعر الأخوة والإيمان مواسين ومعزين المجتمع الأحسائي كافة وأسر ضحايا الاعتداء الآثم خاصة الذي أودى بحياة خمسة من المواطنين الأبرياء وطال آخرين من الجرحى، حيث امتدت لهم يد الغدر والخيانة والوحشية التي لا ترقب في مؤمن ولا تراعي حرمة المسلمين ولا تملك مبادئ تردعها عن القيام بمثل هذه الجرائم الوحشية النكراء.. ولا تضمر غير الشر والكراهية والبغضاء لهذا المجتمع المتلاحم والمتجانس والمتعايش منذ فجر الإسلام الأول». وأضاف البيان أن المسؤولية الشرعية والاجتماعية تحتم علينا صيانة المجتمع ووحدته والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وعدم المساس بأمنه ووحدته وتلاحمه، كما نقف مثمنين ومؤيدين المواقف الشرعية والوطنية المسؤولة الصادرة عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وعلى رأسهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي نثمن مواقفه الحكيمة والمسؤولة عالياً ومن كافة الأجهزة الأمنية التي بادرت بمحاصرة الجناة وتعقبهم حرصاً على إطفاء شرارة الفتنة والعبث بأمن واستقرار الوطن والمواطنين. وقال العلماء «إن الأثر الكبير لمثل هذا الاصطفاف الوطني في وجه كل المحاولات الإرهابية والإجرامية التي تريد النيل من وطننا ووحدتنا وأمننا هو أثر عظيم وحجرة عثر أمام جهد كل عدو يريدنا بشر والوطن ينتظر منا جميعا موقفاً موحداً وجبهة واحدة قوية تقف سداً منيعاً بوجه مخططات الأعداء وكل هذا بتوفيق الله عزوجل أولا ثم بما توفره القيادة الرشيدة من جهد كبير في حماية الوطن وأمنه ونمائه».