يجسد العم أسامة سيد الكامل الذي ناهز عمره 70 عاما نموذجا للإرادة والتصميم والإقبال على كتاب الله، إذ تمكن من حفظ القرآن الكريم خلال ثلاث سنوات، بعزيمة وإصرار الشباب، ليعلمه لأبنائه وأحفاده، وروى الكامل حكايته مع حفظ كتاب الله قائلا: بدأت مسيرتي مع القرآن قبل ثلاث سنوات، فبعد أن فرغت من الصلاة في أحد الأيام شاهدت حلقات الكبار التي تقيمها جمعية خيركم في جدة بجامع التقوى المسائي في حي النزلة الشرقية في جدة، فقلت «لن أفوت هذه الفرصة أبدا» لافتا إلى أنه التقى مشرف الحلقات سفيان والذي شجعه لأن يلتحق بالحلقات فبدأ منذ ذلك اليوم بهمة عالية لينال الخيرية التي وعد بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وبين العم أسامة أنه لم يتوقع أن يتوج العام الماضي بلقب أكبر حافظ للقرآن الكريم، معتبرا ذلك كرما من الله سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أنه في يوم ختمه للقرآن صادف أن اتصل به أحد أبنائه وهو طبيب جراح بمصر ليخبره أنه حصل على شهادة الماجستير مما جعل فرحته فرحتين. في حين علم أن احفاده اتموا حفظ جزء عم وذلك تأثرا به حيث اخبروا والدهم انهم يريدون ان يصبحوا حفظة للقرآن مثل جدهم. ويسعى الشيخ أسامة الان إلى تعلم وحفظ التفسير وقد بدأ ذلك فور انتهائه من اختبار كامل القرآن، حيث أشار إلى أنه يسعى لاكمال حياته كلها مع كتاب الله وتعلم علومه، بينما تقرر تكريم العم أسامة في ال25 من محرم الجاري ضمن 1000 حافظ وحافظة تحتفل بهم الجمعية في حفل يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة. بدوره، قال معلمه نصر الدين العوض: أكثر ما شدني للعم أسامة هو مواظبته على الحلقات فهو لم يتغيب أبدا رغم عمله محاسبا وكثرة انشغالاته إلا أنه كان يحضر قبل موعد الحلقة ويغادر آخر الطلاب ولديه سرعة بديهة تنم عن مدى حبه ورغبته في حفظ كتاب الله. بينما، اعتبر الشيخ عبدالله الزهراني مدير مجمع التقوى المسائي العم أسامة قدوة لجميع طلاب حلقات القرآن بالجامع حيث إن العديد منهم باتوا أكثر حرصا على حفظ القرآن بعد أن شاهدوا عزيمته الكبيرة التي أحرجت صغار السن ممن كانوا يتقاعسون عن الحفظ.