يثار من آن لآخر الكثير من الاتهامات تجاه الأندية الأدبية في المناطق وغياب دورها الحيوي سواء على مستوى الشباب أو تغييب المرأة، وإذا كانت مدن العمق تشهد مثل هذا الغياب، فما بالنا بالمدن الطرفية، ورغم أن نجران تعد أحد المدن الجنوبية، إلا أن الأديب صلاح بن حمود الرشيدي نائب رئيس مجلس إدارة نادي نجران الأدبي الثقافي، يعتبر حراكها الثقافي وبرامجها، مرضيين للغاية، خاصة أنها تقدم الكثير للمجتمع. «عكاظ» وضعت الاستفهامات على طاولته للتعرف على دور النادي على كافة الأصعدة في مجتمع المنطقة. هل أنت راض عن مستوى أداء الأندية الأدبية؟ تعمل الأندية الأدبية ضمن لجان فنية مختلفة – شعرية، وسردية، ومنبرية، ونسائية، وإعلامية - تضع خططها ثم تعرض على أعضاء مجلس الإدارة المكون من عشرة أعضاء منتخبين من الوسط الثقافي في المنطقة ويقر ما يراه مناسبا حسب التصويت ويتم العمل به، وبالنسبة لمدى رضا المجتمع فالمعلوم لدي أن جميع الأندية تسعى لتقديم ما يرضي الجميع من خلال المهرجانات والمعارض الثقافية والأدبية والمسابقات وبرامج تدريبية لجميع الشرائح من الجنسين ومختلف الفئات العمرية، ويبقى العمل البشري يعتريه النقص، ورضا الجميع مستحيل ولكن نقدم ما يرضي الله عز وجل ثم ذواتنا. وإلى أي مدى تهتمون ببرامج للشباب؟ الشباب هو أغلى ما نملك في هذا الوطن الغالي، لا بد من احتوائه وحمايته فكريا واجتماعيا وخاصة مع تسارع الأحداث وزحمة الأفكار، توجد برامج مختلفة لتوجيه الشباب التوجيه السليم وتنمية مهاراتهم في (الشعر، الرواية، البحث العلمي، الدراسات، المهارات الحياتية...)، كما أن الأدب يلعب دورا هاما في توجيه أفكار الشباب وانفتاحها على الأفكار البناءة والبعد عن الأفكار المتشددة والمتطرفة، وبعض الأندية الأدبية لم تقتصر على المحيط المجاور للنادي بل أسست لجانا ثقافية في القرى والمحافظات التابعة لها للوصول إلى الشباب والمثقفين وكان لها صدى جيدا في المجتمع. هل ترون فائدة من مهرجان قس بن ساعدة في منطقة نجران؟ لم نجن فائدة واحدة بل فوائد جمة ليس على المستوى الشخصي أو النادي بل على خريطة الثقافة والمثقفين بالمملكة بل تجاوزت إلى العالمية من خلال مشاركات مختلفة من الدول العربية والأوربية مما أكسبنا ثقة المسؤولين على رأسهم أمير منطقة نجران سابقا الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، حيث كان ولازال الداعم الأول للمهرجان ماديا ومعنويا وكذلك وزارة الثقافة والإعلام تدعم سنويا بمقدار 500 ألف ريال، وكذلك الجهات الحكومية من الأمانة والتعليم، فلهم منا جزيل الشكر والعرفان ولا أنسى مايسترو المهرجان وصاحب الفكرة صالح زمانان والمدير المتميز صالح آل سدران والمبدع الأديب المشرف العام رئيس النادي الأدبي بنجران سعيد آل مرضمة. وهناك العديد من الدول المشاركة منها فرنسا، قبرص، تونس، مصر، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، لبنان، اليمن، المغرب، الجزائر، من خلال المشاركة في المعارض التصويرية ومعرض الكتاب الذي استمر لمدة أسبوع والأفلام المعروضة والأمسيات الشعرية والأدبية والندوات العلمية. ما سبب غياب شعراء نجران عن الشعر الفصيح؟ لم يصل إلى حد الغياب، يوجد شعراء لهم دواوين مطبوعة بالشعر الفصيح ولهم مشاركات في النادي، ولكن بقليل وليس على مستوى نجران بل أغلب المناطق يغلب الشعر النبطي – الشعبي – على الشعر الفصيح ويعود ذلك لأسباب عدة منها الجمهور الكبير للشعر النبطي وقلة متذوقي الشعر الفصيح، ووجود قنوات فضائية مهتمة بالشعر النبطي والاحتفالات والمناسبات التي يغلب على المشاركات النبطية ويند فيها الفصيح، وكثرة المسابقات وتنوعها للشعر النبطي مما أدى إلى انتشاره بشكل كبير، ولكل نوع له محبينه ومتذوقيه. أين مثقفات نجران عن الحراك الثقافي؟ رغم أن العنصر النسائي يغيب عن مجلس الإدارة، إلا أنه ليس بعائق أمام المشهد الأدبي والإبداعي للمثقفات بالمنطقة بحيث أنه تم طباعة نتاجهن الأدبي للمشاركة في إثراء الساحة الأدبية وكذلك مشاركتهن المنبرية والأديبة على مختلف الأصعدة وتقديم الدعوات لهن لحضور الملتقيات الأدبية ولدينا لجنة نسائية متميزة ومبادرة ومشاركة في جميع المحافل (مهرجان قس بن ساعدة، اليوم الوطني، والمشاركات الفنية والأدبية) برئاسة رفعة القشانين، بحيث تقوم اللجنة بالتواصل مع المثقفات بالمنطقة واللاتي يشكلن رافدا قويا للساحة الأدبية ولم يؤثر خلو مجلس الإدارة من الأسماء النسائية على الحراك الثقافي النسائي وتم منح المثقفة حقها الإبداعي في المشاركة وفي تولي المسؤولية.