فند خبير في الهزات الأرضية ما يجرى تداوله بين الحين والآخر من أن جدة ستتعرض إلى هزة أرضية، لافتا إلى أن كل ما يتردد حول هذا الموضوع مجرد شائعات. وبين البروفيسور طلال علي مختار رئيس قسم الجيوفيزياء بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا والمستشار بالمركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية أنه ينبغي على المختصين توضيح حقيقة الوضع الزلزالي والبعد عن التضخيم الإعلامي الذي ربما تنتج عنه شائعات تزيد من حدة الخوف لدى سكان عروس البحر الأحمر، لافتا إلى أن الهزة الأرضية التي حدثت في 26 أكتوبر المنصرم في البحر الأحمر جنوبي جدة كان مقدارها 3.1 درجة على مقياس ريختر، مؤكدا أن تلك الهزة ترتبط بالمظاهر الجيولوجية الموجودة في المناطق الغربية، ك الحرات وبعض الصدوع النشطة في منطقة جازان وبالقرب من خليج العقبة، وحتى في هذه المناطق فإن النشاط الزلزالي لا يمكن أن يزيد عن المتوسط، وذلك بسبب عدم تواجد الظروف الجيولوجية لدينا التي تؤدي الى حدوث كوارث زلزالية، مثل تلك التي حدثت في اليابان وفي إندونيسيا أو حتى في مناطق أخرى من العالم، مثل إيران وتركيا. واستطرد البروفيسور مختار أن المملكة تتميز بانخفاض ملحوظ في نشاطها الزلزالي مقارنة بالدول المحيطة بها، حيث يعتبر الدرع العربي من أكثر المناطق الجيولوجية ثباتا في العالم مثله في ذلك مثل الدرع الكندي والدرع الهندي. وحول النشاط الزلزالي في منطقة مكةالمكرمةوالبحر الأحمر قال: بالاطلاع على سجلات الزلازل في منطقة مكةالمكرمة فإن الإحصائيات تكشف أن أكبر درجة لها منذ العام 1904م وحتى العام 2011م كانت 4 درجات على مقياس ريختر، ومن هذا يتضح أن منطقة مكةالمكرمة تخلو تماما من حدوث زلازل أكبر من 4 خلال هذه الفترة، وأن معظم الزلازل في المنطقة تتركز في منطقة تقع في وسط البحر الأحمر على مسافة أكثر من 200 كم الى الجنوب من مدينة جدة وبلغ أعلى مقدار لها 5.6 ريختر، وهي تحدث عند منخفض سواكن المقابل لمدينة بورسودان الساحلية في السودان وهي إحدى البحيرات العميقة الغنية بالمحاليل الملحية الساخنة والموجودة في وسط البحر الأحمر مثل بحيرتي اتلانتيس وديسكفري. وبين أن تسجيل 1000 زلزال في فترة 10 أيام يدل على أن منخفض سواكن القريب من سواحل المملكة نشط زلزاليا، ولكننا نلاحظ عدم حدوث آثار لهذه الزلازل على التجمعات السكانية الواقعة على ساحل البحر الأحمر وبالتحديد مدينة جدة القريبة منها، بل ان الإحساس بهذا النشاط يكاد يكون منعدما، والسبب في ذلك يعود الى ان هذه الزلازل تعتبر ضعيفة الى متوسطة، كما ان طبيعة مسار الموجات الزلزالية من بؤر هذه الزلازل الى مدينة جدة يمر عبر المواد المنصهرة المتواجدة بالقرب من السطح تحت منطقة وسط البحر الأحمر والتي تعيق وتضعف هذه الموجات.