أي، والله، إنه لمبلغ أقل من القليل حين يفرض على الطبيب الذي وقع في خطأ طبي حرم امرأة سعودية من الإنجاب! وأسوأ من ذلك أن يتمكن الطبيب من السفر. فقد روت السيدة نوف العنزي ل«الاقتصادية» قصتها بقولها: «تمت إحالتي من مستشفى الشملي غرب حائل 170 كم إلى مستشفى حائل العام، وبعد قيام الطبيب بفحصي أكد لي أن لدي أكياسا دهنية ولا تؤثر على الحمل مستقبلا، وسيجري عملية استكشافية بفتح البطن، وبالفعل أجرى العملية، وبعد ثلاثة أيام من العملية فاجأني بأنه أزال المبيضين. وسبق أن أنجبت نوف طفلة وأسقطت حملا، وتضيف: حرمني الطبيب نعمة الأولاد وتضررت نفسيا من ذلك؛ لذا أطالب بمجازاة الطبيب بما يستحق شرعا ونظاما. ووصفت حكم المحكمة الطبية الشرعية ب150 ألف ريال ب(القليلة جدا مقابل حرماني من نعمة الأولاد)، مؤكدة أن الطبيب اعترض على الحكم وسمح له بالسفر إلى خارج البلاد، وأنها تنتظر تنفيذ الحكم، مؤكدة أن الشؤون الصحية في حائل رفضت تنفيذ الحكم لحين الرد على الاعتراض». إنه العجب العجاب أن يكون الحكم بمبلغ هو أقل من القليل 150 ألف ريال بالنسبة للخطأ الذي ارتكبه الطبيب، وأعجب من ذلك قبول اعتراض الطبيب على الحكم، ثم السماح له بالسفر بكفالة كفيله قبل استيفاء الحكم الذي نشرته «الاقتصادية» بعدد الخميس 1/12/1435ه بالنص التالي: «حكمت المحكمة الطبية الشرعية في القصيم على استشاري نساء وولادة (سوري الجنسية) في مستشفى حائل العام ب150 ألف ريال، بعد أن حرم امرأة 26 عاما من الأنجاب مدى الحياة، حين قام باستئصال المبيضين منها في عملية جراحية (استكشافية). كما أكدت اللجنة الطبية الشرعية في قرارها رقم 190/1435 تحتفظ الاقتصادية بنسخة منه أن الطبيب أخطأ في اتخاذ قراره واستئصال المبيضين وهو قرار خطير ومصيري، ويترتب عليه حرمان المرأة من الإنجاب، وهذا ما حدث بالفعل، وكان يستلزم اتخاذه نظاما بتشكيل لجنة طبية واستدعاء استشاري آخر واختصاصي ثالث لمناظرة الحالة واتخاذ قرار بالإجماع على الاستئصال». وأعجب من هذا، وذاك.. وغير ذاك أن وزارة الصحة ترفض تنفيذ الحكم حتى يرد رد من الطبيب المسافر هربا في الوقت الذي كان يجب منعه من السفر حتى تنتهي القضية ويصدر الحكم ويتم تنفيذه.. أليس هذا هو النظام؟ والحماية للمريضة التي حرمت من الإنجاب بالخطأ الذي ارتكبه الطبيب الذي سافر بكفالة كفيله الذي عليه أن يتحمل دفع المبلغ المحكوم به على مكفوله الذي سفره ليحميه من تنفيذ الحكم.. ويا أسفاه!! السطر الأخير: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة.