دبت حياة المشاريع في جنبات المسجد الحرام أمس من جديد، بعد انتشار مئات من عمال الصيانة من مهندسين وفنيين، توافدوا منذ الصباح الباكر لإنجاز أعمال إزالة المصابيح والأدوات الكهربائية والبلاط في المرحلة الثالثة استعدادا لإزالة الجزء الأخير من المسجد الحرام من الصفا إلى باب الملك عبدالعزيز. وعلمت (عكاظ) أنه بنهاية عام 1436ه تكون كافة الأسوار المؤقتة في المطاف قد أزيلت بالكامل، مع اكتمال أعمال مشروع خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف وتجهيزه لاستقبال ضيوف الرحمن، ليصبح عدد الطائفين في الحرم المكي الشريف بدون المطاف المؤقت 105 آلاف طائف في الساعة، ما يعني مضاعفة أعداد الطائفين والطاقة الاستيعابية. وبدا المسجد الحرام أمس في مشهد مختلف، حيث تواجد عمال شركات الصيانة في كل موقع، بدءا من منارتي باب الملك عبدالعزيز إلى سطح المسجد الحرام، عقب مغادرة أكثر من مليوني حاج بعد أداء الفريضة، وبددت أصوات الرافعات والمعدات الثقيلة الصمت الذي خيم على هذه البقاع خلال شهرين توقفت خلالهما المشاريع، وبدأت أمس أعمال رفع ساعات ومصابيح من المسجد الحرام تحت إشراف مهندسين وفنيين تمهيدا لإزالة الموقع لبدء أعمال المرحلة الثالثة من مشروع خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف وتجهيزه لاستقبال ضيوف الرحمن. (عكاظ) كانت هناك ترصد عودة إيقاع الخطوات الأولى في المرحلة الثالثة والنهائية لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف ليصل الى أكثر من 105 آلاف طائف في الساعة، من أجل خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أداء الفريضة. المرحلة الأولى للمشروع أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي غرة محرم 1434ه مشروع توسعة صحن المطاف لرفع طاقته الاستيعابية تحت رعاية وإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وبدأت الشركة المنفذة لتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصحن المطاف في ذلك الوقت في إغلاق أول 1600 م2 في المبنى التاريخي، من خلال تشييد السقالات لبدء أعمال التوسعة، وتم فصل التيار عن هذا الجزء تمهيدا لبدء إزالة الأدوات الكهربائية تحت إشراف مباشر من المهندسين الكهربائيين، تبعت ذلك أعمال الهدم وإزالة الأعمدة الخرسانية داخل المربع، فيما يتبع ذلك التوسع في المربعات بالتوالي، بعد تقسيم العمل فيها. وفي هذه المرحلة تمت إزالة الجزء الأول من مباني الحرم وتنفيذ الأعمال الإنشائية المطلوبة للتوسعة، وتم استكمال تركيب الدور العلوي من المطاف المؤقت وربطه بالتوسعة السعودية الأولى عبر الدور الأول في شهر رمضان الماضي لخدمة الطائفين وذوي الاحتياجات الخاصة ومستخدمي العربات، وستتم إعادة تركيب الأسوار المؤقتة وإكمال بناء دور السطح، مع تركيب الدور السفلي للمطاف المعلق المؤقت بعرض 10 أمتار وربطه بالدور الأرضى للحرم، وفي منتصف ربيع الآخر الماضي بدأت الشركة المنفذة للمشروع في تسليح أول صف أعمدة مع القواعد في الجزء الشمالي من المرحلة الأولى، مع إزالة منارتي باب الفتح، وفي السابع من جمادى الأولى الماضي بدأ صب أول قاعدة للمشروع بمساحة 700م2 وخرسانة تصل إلى 2295م3. وفي منتصف جمادى الآخرة أعلن ل(عكاظ) نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم البدء في تنفيذ المشروع في صحن الطواف بالحرم المكي للتقليل من الازدحام في رمضان وموسم الحج، وأبان أن المطاف المعلق في ميزانين الدور الأول، سيخصص لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، ويربط بمنظومة من المصاعد والمنحدرات التي تكفي لاستيعاب حركة الدخول والخروج منه وإليه، ويهدف لتسهيل حركتهم وعدم تقاطعه مع مسارات الحركة الأخرى داخل الصحن. وبين أن إدارة المشاريع والدراسات في الرئاسة قررت حينها، ربط جسر المطاف المعلق بمسار سعي للمعوقين في ميزانين الدور الأرضى، وتخصيص الدور الأول لطواف المعوقين، كما قررت استمرار العمل بجسر المطاف المعلق طيلة مدة تنفيذ المشروع. أما في 16 من شهر رمضان فأطلق الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إشارة البدء التجريبي للمطاف المعلق، وتولى السديس بنفسه دفع أول عربية لذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة على المطاف المعلق. المرحلة الثانية 1435ه وفي بداية عام 1435ه غرة محرم تم استئناف العمل بعد موسم الحج بإزالة الجزء الثاني من مبنى الحرم القديم ضمن المرحلة الثانية من المشروع وانتقال حركة الطواف إلى الجزء المتاح من صحن المطاف المؤقت بدوريه الأول والثاني، وبدأت الأعمال الإنشائية لهذه المرحلة بعد تركيب الأسوار العازلة لمنطقة العمل مع الإبقاء على بعض الأسوار الجزئية في المرحلة الأولى لأعمال التشطيب النهائية، وفي الثاني من رجب دشن صاحب السمو الملكى الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة، الدور السفلي من المطاف المؤقت ليضيف 2618 مترا مربعا إلى المطاف، ويرتفع عدد الطائفين إلى خمسة آلاف شخص في الساعة، وأطلق سموه إشارة البدء الفعلي للدور السفلي من المطاف المؤقت الذي خصص لكبار السن والعائلات والنساء، خلال احتفال الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتدشين عدد من المشاريع تحت رعايته، مفتتحا مشاريع العربات الكهربائية، الشاشات الإلكترونية، أجهزة الصوت الحديثة والمجلة المحكمة، بالدور السفلي من المطاف. المرحلة الثالثة 1436ه بدأت أمس أعمال المرحلة الثالثة من المشروع بتركيب أسوار العزل المؤقتة والخاصة بمنطقة العمل للمشروع في أعمال الإزالة والإنشاء مع الإبقاء على جزء من أسوار المرحلتين الثانية والأولى حتى الانتهاء من أعمال التشطيب النهائية التى تستمر إلى نهاية شعبان المقبل، وبنهاية عام 1436ه تكون كافة الأسوار المؤقتة قد أزيلت بالكامل مع المطاف المعلق المؤقت، حيث تكون أعمال مشروع التوسعة قد اكتملت ليصبح عدد الطائفين في الحرم المكي الشريف بدون المطاف المؤقت 105 آلاف طائف في الساعة، ما يعني مضاعفة أعداد الطائفين والطاقة الاستيعابية في الساعة.