لا يكاد يخلو بيت من خادمة أو سائق، وبات من الصعب الاستغناء عنهما، وفي المقابل أصبح الاعتماد عليهما عند بعض العائلات نوعا من التفاخر والمباهاة، فكم من أسر تحتفظ بخادمتين أو أكثر دونما حاجة. تركي الظفيري يشرح واجبات وحقوق الخادمة وضروراتها، خيراتها ومساوئها، فقد استقدمت من بيئة مختلفة في العادات والتقاليد ويجب الإحسان لها والحذر منها في ذات الوقت. وفي رأي زياد العيد فإن ربة المنزل هي المخولة بأداء كل الواجبات في خدمة بيتها وزوجها وأطفالها إلا إذا منعها مانع عن ذلك مثل أن تكون ربة المنزل كبيرة في السن أو موظفة، والمطلوب منها في كل الأحوال مراقبة خادمتها وألا تسمح لها برعاية الأطفال، وفي المقابل فإن الخادمة تحتاج إلى معاملة إنسانية وثقة مشروطة ونتذكر أنها تغربت عن أسرتها من أجل الرزق الحلال. بنات كسولات ينتقد عبدالمجيد الغيثي العائلات التي لا تدرب بناتها على أداء الواجبات المنزلية اعتمادا على الخادمات، والمطلوب هنا هو تبدل المفاهيم، فيما يعتبر فهد ناصر استخدام الخادمات والسائقين والمربيات مخاطر اجتماعية لا فكاك منها، حيث اختلفت مصادر الاستقدام، فالأرقام المتداولة تبين أن أعدادها داخل الأسرة قد تجاوزت الحد المعقول ما يعني أن هنالك أسرا تجلب العمالة المنزلية للتباهي. من جانبه، يرى هاني الملق أن غياب الرقابة هو النتيجة الحتمية لتلاعب مكاتب الاستقدام والخلاف الذي يقع بين العاملة والأسرة مستغربا من عدم تأثير جرائم الخادمات على عدد العاملات المستقدمات من الخارج. ويقول محمد الشمري إن خادمات من جنسيات بعينها يهربن من ذات المطارات التي استقدمن بها ولا توجد حماية للمواطنين برغم أن قيمة الاستقدام تزيد أحيانا على 14 ألف ريال مع عدم وجود ضمانات للكفيل. الحل في الساعة سلمى الجهني تحكي قصتها لتقول إنها استقدمت عاملة منزلية إفريقية وهربت بعد نصف عام ما دفعها للبحث عن بديلة عن طريق الإيجار اليومي وهي مضطرة إلى ذلك كونها موظفة وأطفالها في حاجة إلى رعاية. وتضيف أنها عثرت على خادمة بواسطة صديقاتها وتتقاضى في اليوم الواحد أكثر من مائتي ريال وتدفع مضطرة في ظل عدم وجود بدائل ثابتة وآمنة. أم ثامر تنتقد بشدة ارتفاع أجور الخادمات وتقول إنها وصلت إلى أرقام فلكية في ظل قلة العرض وزيادة الطلب وجشع مكاتب الاستقدام، وتقول إنها مجبرة للسداد بسبب ظروفها العملية التي تضطرها إلى التأخر في العودة إلى بيتها وأحيانا تستخدم خادمة بنظام الساعة بمبلغ 100 ريال للساعة الواحدة. أم محمد التي تعمل وسيطة في تأجير الخادمات تذكر أن إيجار الخادمات يختلف حسب العمل وساعاته وطبيعة المهام والمبلغ يتفاوت طبقا لحجم أفراد الأسرة وطبيعة الخدمة مثل تنظيف المنزل والطبخ فإن كان الطلب على الخادمة بنظام الساعات فإن الأجر يتراوح من 200 إلى 300 ريال في اليوم وهو أمر مناسب.