لا يكاد خادم الحرمين الشريفين يجد فرصة إلا ويوصي الوزراء بالاهتمام بالمواطنين وتسهيل أمورهم وبكل الوسائل، ودائما كان يذكرهم بأنهم إنما وضعوا لخدمة المواطنين وأن عليهم أن يتذكروا تلك المهمة دائما. ومثله كان يفعل سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فعندما اجتمع بسفراء المملكة وذلك بمناسبة انعقاد اجتماعهم الثالث في الرياض أكد عليهم ضرورة خدمة المواطنين ومساعدتهم ومراعاة ظروفهم، وذكرهم بكلمة الملك للوزراء بهذا الخصوص وأنها يجب أن تكون نصب أعينهم دائما. هذه التوصيات تجد أذنا صاغية عند البعض لكن آخرين لا يفعلون للمواطنين مايجب عليهم فعله!! وإذا كنت أعتقد أن القيام بالمسؤولية على أحسن وجه هي واجب ديني وأخلاقي وأن طبيعة القبول بالوظيفة أيا كانت تستلزم القبول بكل واجباتها فإني أرى أن على كل مسؤول فعل ذلك تلقائيا فكيف إذا كانت توجيهات خادم الحرمين تصب في ذلك الاتجاه وبقوة ؟! فهنا لا أجد لأي مسؤول عذرا إذا لم يقم بواجبه على خير وجه فكيف إذا لم يقم به أصلا أو قصر فيه بدرجة كبيرة ؟!!. الأربعاء الماضي مررت بوزارة التعليم العالي للإيضاح ليس لي علاقة بها مطلقا فوجدت أنها تغيرت للأفضل بصورة كبيرة جدا!! يستطيع المراجع أن يعرف كل مايريده وهو في بيته وذلك من خلال موقع الوزارة، والأحسن أنه يستطيع إنهاء معاملته وهو في بيته أيضا!! ذهبت للوزارة لمعادلة شهادة الدكتوراه لزوجتي وكنت أعرف سابقا أن المعادلة تستغرق حوالى السنة أو قريبا منها، وكانت هناك لجان لهذا الغرض، أما الآن فقد قيل لي إنني أستطيع إنهاء إجراءات المعادلة وأن أحصل على شهادة المعادلة وأنا في منزلي وذلك من خلال الدخول على موقع الوزارة ولا شيء آخر!. بطبيعة الحال هذا التقدم الجيد سمعت مثله من آخرين وفي موضوعات تتعلق بكل قضايا الطلاب!!. وهنا أقول : قد يكون هناك سلبيات رآها غيري ولكنني أتحدث عن تجربتي وانطباعي عنها. في اليوم نفسه دخلت وزارة أخرى لا أحب ذكرها إلا إذا طلبتها نزاهة وسألتهم عن معاملة مكثت في أحد الأقسام سبعة أشهر فوجدتها لاتزال ترقد في مكانها!! ولكن موظفا طمأنني أنهم سيحركونها إلى قسم آخر وأنها ربما تنتهي بعد سنة!! ولما أبديت عتابا رقيقا على هذا التأخير غضب الموظف من قلة أدبي فمثله يجب أن لا يسأل عما يفعل!! هذه الوزارة لايمكنك معرفة ماتريد إلا إذا ذهبت إليها أو إلى أحد فروعها التي تبعد عنك آلاف الكيلومترات، وليس مرة واحدة بل عدة مرات فليس أسهل عندهم من قول : الموظف لم يحضر اليوم أو حضر وخرج!! وهنا إما عليك أن تنتظر أياما حتى تسعد برؤياه أو تعود إلى بلدك لترجع إليه مرة أخرى وقد يتكرر المسلسل نفسه أكثر من مرة، وهذا حصل معي أكثر من مرة !!. نعرف جميعا أن هناك فسادا هنا وهناك، ومن أجل ذلك أمر خادم الحرمين بإنشاء (نزاهة) ونعرف أيضا أن الفساد يتفاوت مابين جهة وأخرى، ولكن المعرفة وحدها ليست كافية للقضاء على الفساد، وهنا لابد من قيام (نزاهة) بواجبها بصورة جيدة وسريعة ولا بد أن يعرف المواطن حقيقة ماتقوم به قبل أن يفقد ثقته فيها هذه الثقة بدأت تقل فعلا ومع نزاهة لا بد من تعاون المواطن بالإبلاغ عن كل ألوان الفساد ماصغر منها وما كبر!!، وعلينا أن ندرك أن الفساد سيؤخر تقدم بلادنا وأنه عدو لنا جميعا وفي أي مكان كان!!. الفساد من ألد أعداء المجتمع وهو الذي يقود للتفكك الاجتماعي كما يؤثر على أمن الوطن وتلاحم أبنائه، فلنتعاهد على حربه.