وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتكفل وزارة الشؤون الاجتماعية دفع تكاليف الأشخاص ذوي الإعاقة من المواطنين المترتبة على مراجعتهم مراكز التأهيل الأهلية. أوضح ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في تصريح صحفي أمس خلال المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل بفندق الريتز كاريلتون بالرياض البارحة، والذي شرف برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الرئيس الأعلى لمركز وجمعية الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة، حيث سلم سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة. ولدى وصول سمو ولي العهد إلى مقر الحفل كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ثم عزف السلام الملكي والتقى سمو ولي العهد أعضاء المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة الذي حقق لقب بطولة كأس العالم للإعاقة الذهنية للمرة الثالثة في تاريخه. وأدلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتصريح عقب المؤتمر قال فيه: «يسرني في هذه الليلة المباركة أني أُنبت عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في رعاية هذا الحفل الخيري، الحفل الذي يعني اهتمام ملكنا ودولتنا ومؤسساتنا الخيرية بالمحتاجين من أبناء بلدنا، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى، والحمد لله على ما نرى في بلادنا من اهتمام بكل فئات المجتمع والحمد لله رب العالمين». وعبر سمو ولي العهد عن اعتزازه وفخره بما حققه أعضاء المنتخب من إنجاز عالمي يعد إضافة نوعية في مجال الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما أبدى أعضاء المنتخب شكرهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على ما وجدوه من اهتمام ورعاية أسهما في نيلهم اللقب العالمي للمرة الثالثة. ثم التقطت الصور التذكارية لسمو ولي العهد وأعضاء المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة، بعدها التقى سمو ولي العهد عددا من ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب المواهب الذين حققوا إنجازات مهمة، مبديا سموه اعتزازه وفخره بما حققوه من إنجازات ونجاحات. وبعد أن أخذ سمو ولي العهد مكانه في قاعة الحفل، بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم شاهد سمو ولي العهد والحضور عرضا مرئيا عن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أوضح فيه أهم الإنجازات للمركز على مدى «20» عاما منذ تأسيسه. وتفضل سمو ولي العهد بتسليم جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في دورتها الأولى للفائزين، وكرم سموه الداعمين للمؤتمر. كما حضر الحفل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة وكبار المسؤولين والمهتمون بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة. من جهته، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الأمناء لجمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة رئيس اللجنة الإشرافية المنظمة للمؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل كلمة رفع في بدايتها الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على رعايته للمؤتمر والامتنان لسمو ولي العهد على افتتاح المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين. وأكد سموه أن تضافر جهود عشر جهات متخصصة ومتميزة في خدماتها واهتماماتها في تنظيم المؤتمر يأتي تجسيدا واقعيا لتفاعل مجتمعي مع قضية الإعاقة والمعوقين في المملكة، وتأكيدا على روح الشراكة التي تميز قطاعات المجتمع السعودي وحرص الأطراف كافة على أداء مسؤولياتها الاجتماعية في أرقى صورة، ومن هنا ندرك تناغم الأداء في مواجهة هذه القضية. وتطرق سموه إلى ما حققه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بفضل الله من إنجازات منذ تأسيسه في خدمة قضية الإعاقة تحت شعار (علم ينفع الناس) والدور الحيوي الذي يقوم به في سد ثغرة الأبحاث المتخصصة في مجال الإعاقة، كما تبنى العديد من المبادرات الوطنية في مجال الإعاقة والبرامج المتخصصة ضمن استراتيجية المركز. واستكمل سموه دور المركز في تبني برنامج الصحة وضغوط الحياة بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجامعة الملك سعود، وجامعة هارفارد، بالإضافة إلى تنفيذ المركز مشروع نظام متكامل لتقييم مراكز الرعاية النهارية لرفع كفاءة تلك المراكز ومواجهة المعوقات التي تعترض أداءها، وذلك بالتعاون مع أكاديمية تطوير التعليم بالولايات المتحدةالأمريكية ووزارة الشؤون الاجتماعية. ونوه سموه بعمل المركز على تهيئة المجموعات المتخصصة من الكوادر العلمية الوطنية التي تعمل على تحويل البحث العلمي إلى علاج وتأهيل، إلى جانب تنظيم المركز أكثر من مائتي فاعلية علمية متخصصة، ووقع أكثر من (64) اتفاقية استراتيجية محلية وإقليمية ودولية، داعيا المشاركين في المؤتمر إلى استشراف المستقبل بطموح وعزيمة والتأكيد على الحرص والاهتمام في المواجهة الجادة لقضايا الإعاقة وفق أسس تقوم على الأبحاث العلمية المتقدمة، مهنئا الفائزين والفائزات بجائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في دورتها الأولى، متمنيا للجميع التوفيق والسداد والاستمرار في العطاء لخدمة قضايا الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة، ولضيوف المؤتمر طيب الإقامة والتوفيق والنجاح للجميع. من جهتهم، عبر أعضاء المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة الفائز ببطولة كأس العالم في كلمة لهم خلال الحفل عن الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة على ما يحظون به من رعاية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في توفير جميع الإمكانيات والسبل الكفيلة لتحقيقهم اللقب العالمي. إلى ذلك، قدم رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور قاسم القصبي في كلمته شرحا موجزا عن المؤتمر وإحصائيات المشاركات العلمية المقدمة في هذا الحدث، مبتدئا بما توليه حكومة المملكة من جهود كبيرة لدعم البحث العلمي المتقدم لذوي الاحتياجات الخاصة بوصفه نشاطا موازيا لما تقدم من خدمات صحية تأهيلية وتعليمية لهذه الفئة الغالية علينا جميعا. ونوه بمناقشة المؤتمر ل(6) محاور رئيسة تشمل الأبحاث الطبية، والمجالات التربوية والتعليمية، والمحور الاجتماعي والنفسي، وتدريب وتأهيل وتوظيف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والتشريعات والحقوق المتعلقة بهم، علاوة على المحور التثقيفي والإعلامي. وقد اعتمدت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية حضور المؤتمر ب(21) ساعة تعليم طبي مستمر. وعن جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أكد الدكتور قاسم القصبي أن الجائزة تبرهن حرص المملكة على دعم الأبحاث العلمية في مجالات الإعاقة، وذلك للاسهام في رفع مستوى الخدمات المقدمة بجميع أنواعها الطبية، والتأهيلية، والتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة. بعد ذلك ألقى رئيس هيئة جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة قال فيها: لقد شهدت الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية تطورا ملحوظا في جميع المجالات بفضل الله ثم الدعم المتواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، والجهود المخلصة للعاملين في هذا المجال الإنساني، حيث صدر نظام رعاية المعاقين الذي رسم سياسات رعاية المعاقين. وقد توصلت لجان الاختيار إلى فوز التالية أسماؤهم بالجائزة في دورتها الأولى وهم: الأستاذ الدكتور فوزان بن سامي الكريع (سعودي الجنسية) في موضوع «العلوم الصحية والطبية في مجال أبحاث الإعاقة»، والأستاذة الدكتورة آن بي ترمبل، (أمريكية الجنسية) ، والأستاذ الدكتور إتش رثرفورد ترمبل (أمريكي الجنسية) في موضوع (العلوم التربوية والتعليمية في مجال أبحاث الإعاقة)، الأستاذ الدكتور هيو إم هر (أمريكي الجنسية)، والأستاذة الدكتورة مارجريت جي ستاينمان (أمريكية الجنسية) في موضوع (العلوم التأهيلية والاجتماعية في مجال أبحاث الإعاقة). كما عبر الفائزون بالجائزة في كلمة ألقتها البروفيسورة آن بي ترمبل عن شكرهم وتقديرهم لجهد القائمين على الجائزة، مشيرين إلى اعتزازهم وفخرهم بنيل الجوائز، منوهين بأثرها في تشجيع المختصين والباحثين من العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية المتخصصة في مجال الإعاقة، مؤكدين أن الجائزة تعد تقديرا لإنجازاتهم، ما يبرهن أهمية الجائزة وما ستحققه من مكانة عالمية. إلى ذلك، أوضح نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل أمين عام المؤتمر مستشار اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور محسن بن علي فارس الحازمي أن المؤتمر الذي يشارك به 110 متحدثين من 24 دولة حظي بتفاعل جيد من المشاركين والحضور الذين تواجدوا بكثافة داخل قاعة المؤتمر، مؤكدا أن المؤتمر حظي في اليوم الأول بحضور 6800 مشارك ومشاركة، مبينا أن المادة العلمية المقدمة تستحق الاهتمام.