أدى أكثر من نصف مليون مصل من الزوار وضيوف الرحمن أمس صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة وفرتها الجهات الحكومية بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة. وبلغ عدد الحجاج المتواجدين في المدينة أكثر من 145 ألف حاج فيما المتبقي في المملكة منهم أكثر من 700 ألف حاج، وذلك حسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الحج، فيما تتواصل مراحل القدوم للحجاج إلى طيبة الطيبة وينتظر أن تكون الذروة يومي 27 و28 من الشهر الجاري، ويتوقع أن يكون عدد الواصلين أكثر من 230 ألف حاج، ووصول آخر فوج من الحجاج إلى المدينة 5 محرم المقبل. دروس ونشرات توعوية وأوضح مدير العلاقات العامة في وكالة المسجد النبوي الشريف عبدالواحد حطاب أن وكالة شؤون المسجد النبوي كثفت أعمالها في الموسم الثاني وفق الخطة التشغلية ورفعت عدد الدروس العلمية إلى أكثر من 180 درسا إضافة لتوزيع النشرات والكتب التي تعنى بآداب الزيارة وأمور العبادة، ورفع قدرة المكتبة الصوتية بزيادة مواد التسجيل لدروس المسجد النبوي وخطبه وتلاوات أئمته، وتخصيص حلقات للزائرات غير الناطقات باللغة العربية، وزيادة عدد المصاحف في أروقة المسجد وترجمات معاني القرآن. وفيما يخص الخدمات المباشرة أوضح أن الخطة تضمنت توفير 15 ألف حافظة لمياه زمزم مع الكاسات النظيفة وتوزيعها في أنحاء المسجد، ومضاعفة ما ينقل من مياه زمزم من مكةالمكرمة ليصل إلى 300 طن، وزيادة عدد برادات الماء في ساحات المسجد إلى 40 خزانا مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد، إضافة ل20 موقعا للمشارب بها 385 نافورة شرب. وأوضح ل«عكاظ» مدير عام فرع وزارة الحج بالمنطقة محمد بن عبدالرحمن البيجاوي، أن الفرع يواصل تقديم خدماته مع زيادة أعداد الحجاج الواصلين إلى المدينةالمنورة، مشيرا إلى أن الأعمال التشغيلية للموسم الثاني تتواصل بشكل ناجح بعد أن حقق الموسم الأول نجاحا متميزا. وبين أن الخطة التشغيلية للفرع تسعى للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والحرص على توفيرها على مدار الساعة في جميع مواقع الخدمة بفرع وزارة الحج ومراكز الاستقبال والتفويج، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، ولجان المتابعة والمراقبة والطوارئ والسلامة وإدارة شؤون الإسكان، وإدارة خدمات الحجاج، وفي كافة المواقع التي يقصدونها خلال فترة وجودهم في المدينةالمنورة، مع رفع مستوى التنسيق والتعاون وتيسير تبادل البيانات والمؤشرات الإحصائية والبلاغات الميدانية بين أقسام ولجان الوزارة والجهات التي يشرف عليها الفرع من جهة والجهات الحكومية ذات العلاقة من جهة أخرى. كما تتضمن الخطة تفعيل برنامج مراقبة الحافلات المغادرة عبر مراكز التفويج للتحقق من نظاميتها والتأكد من سلامتها وجاهزيتها، والحرص على توفر كافة متطلبات السلامة للحجاج في مساكنهم ومختلف أماكن تواجدهم من خلال التحقق من التدابير اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ وفقا للخطط المعدة لذلك من قبل الجهات المعنية، إضافة لبرنامج مراقبة عمليات التفويج للحجاج المغادرين إلى بلادهم عبر المطارات الدولية بموجب البرنامج الآلي لرحلات الطيران والذي يربط بين وزارة الحج والطيران المدني، ويتم تفويج الحجاج من قبل مؤسسات الطوافة والأدلاء وفق مواعيد محددة تضمن وصولهم للمطارات ومغادرتهم بانسيابية دون أي تكدس. وكثفت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي خدماتها مع تزايد توافد الزوار، وذلك في إطار خطتها التي يتولى تنفيذها خمسة آلاف كادر من الموظفين والموظفات الرسميين والموسميين. وأوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح، أن الخطة تأتي في ضوء توجيهات القيادة بتقديم الرعاية وأفضل الخدمات لضيوف الرحمن وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم ليؤدوا عباداتهم في راحة واطمئنان، وبين أنه تمت زيادة الطاقة التشغيلية والخدمية في موسم الحج بما يتناسب مع عدد الزوار والمصلين، وزيادة الآليات والتجهيزات، وتعيين عدد كاف من المراقبين والمراقبات لتقديم خدمات التوجيه والإرشاد وتنظيم حركة الدخول والخروج للمسجد وساحاته والإشراف على نظافته ومرافقه وحراسة أبوابه وأعمال التشغيل والصيانة. من جهتها، واصلت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة تنفيذ خطتها التشغيلية للموسم الثاني، بهدف تقديم خدماتها العلاجية والطبية للحجاج والزوار، وحددت المديرية 7 مستشفيات بسعة 1000 سرير، منها 135 سريرا للعناية المركزة، تم تجهيزها بأفضل الإمكانات العلاجية والوقائية لخدمة الزوار، وهيأت صحة المنطقة 20 مركزا صحيا مستداما وموسميا حول المسجد النبوي ومناطق سكن الحجاج في المدينة. 5 نقاط أمنية وأوضح مدير مرور المدينة اللواء محمد بن عجلان الشنبري أن الإدارة استحدثت خمس نقاط أمنية لفرز ونقل الحافلات إلى المدينةالمنورة ومدينة حجاج الجو والبحر عبر جميع المنافذ البرية مع بداية موسم الحج، لافتا إلى اشتراك 1344 فردا وضابطا لتنفيذ الخطة المرورية خلال حج هذا العام. التوعية بمخاطر الحريق وكثفت مديرية الدفاع المدني بالمنطقة من أعمالها بما يتناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار، وأوضح مدير الدفاع المدني بالمنطقة العقيد خالد العتيبي، أن الخطة تتضمن دعم قدرة الوحدات والفرق الميدانية لأداء مهامها على الوجه الأكمل، مواصلة الكشف الوقائي على المباني التي يقطنها الزوار، تكثيف أعمال التوعية من مخاطر الحرائق وحالات الطوارئ، مواصلة عمل المراكز الموسمية في جميع الطرق المؤدية للمدينة المنورة، وفي المنطقة المركزية إضافة لاستمرار عمل الفرق الموسمية ووحدات السلالم والتدخل السريع المدعمة بوحدات الإسناد الآلي والبشري والمعدات الثقيلة والفرق المخصصة كفرق التدخل في حوادث المواد الخطرة وحوادث المصاعد، إضافة للفرق الإسعافية للتعامل مع كافة الحوادث والبلاغات لتأمين سلامة زوار المسجد النبوي، وإزالة كافة أشكال المخالفات. وأوضح المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر بالمنطقة خالد السهلي أن الهيئة كثفت الخدمة خلال الموسم الثاني بزيادة الفرق الإسعافية في نقاط محددة وزيادة ساعات عملها الميداني من خلال الفرق الإسعافية المجهزة بالآليات والأجهزة الطبية المتقدمة. من جهة أخرى، رافقت عدسة (عكاظ) طائرة طيران الأمن أثناء أداء الحجاج لصلاة الجمعة بالمسجد النبوي، ورصدت دخول المصلين للمسجد النبوي والخروج منه بعد أداء الصلاة بانسيابية وتنظيم من قبل كافة الجهات الأمنية. وأوضح ل(عكاظ) المقدم طيار فهد الطلحي قائد وحدة طيران الأمن في المدينة، أن طيران الأمن يواصل مهامه لتنفيذ المرحلة الرابعة من خطة مشاركته في مهمة حج هذا العام، وبدأت بتحرك الحجيج بعد أدائهم مناسك الحج بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وعودتهم مرة أخرى إلى المدينةالمنورة، وبين أن الطائرات تواصل مهامها بالمتابعة اليومية بطلعات مستمرة وإجراء مسح جوي لطريق (المدينةالمنورة - جدة) السريع، ومداخل منطقة المدينةالمنورة من جميع الجهات والطرق المؤدية إليها، ومراقبة حركة الحجاج والزوار، ورصد وتحليل جميع الظواهر الأمنية والمرورية، وإرسال التقارير الفورية لغرف العمليات، والتعاون مع جميع الأجهزة الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن في منطقة المدينةالمنورة، مؤكدا أن مهام طيران الأمن إجراء المسح الجوي والإخلاء الطبي وبث الصور المباشرة لغرف العمليات.