شكلت قطاعات حكومية وخاصة بمنطقتي الغربية والشرقية اتحادا صحيا لمكافحة مرض سرطان الثدي، من خلال إطلاق فعاليات توعوية وتثقيفية تم تدشيها في بعض مناطق المملكة، مستهدفة مليون سيدة في حملتها بالمنطقتين التي انطلقت مطلع شهر أكتوبر الجاري، حيث يأتي هذا الاتحاد الصحي ضمن قافلة «المملكة وردية» التي ستجول كافة المناطق خلال عام للتوعية عن سرطان الثدي بتنظيم جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية. جاء ذلك خلال افتتاح الحملة في محافظة جدة بحضور الدكتور خالد باواكد مساعد مدير الشؤون الصحية للصحية العامة بمحافظة جدة، والشيخ عبدالعزيز التركي رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، والدكتور سامية العمودي، والدكتورة فاطمة الملحم رئيسة لجنة الكشف المبكر لحملة المملكة وردية ورئيس حملة الشرقية وردية. وأوضحت الدكتورة سامية العمودي المدير التنفيذي والمؤسسة لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في الرعاية الصحية لسرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز ومشرفة البرنامج في المنطقة الغربية، أن سرطان الثدي يعتبر أهم وأخطر سرطان يصيب السيدات وأكثرها شيوعا بينهن، ومن أهم مسببات الوفاة لديهن، مما استدعى العمل على اكتشافه مبكرا للحد من خطورته، مشيرة إلى أن امرأة واحدة من بين كل 8 سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي في فترة ما من حياتها، مبينة أن خطورة الوضع في المملكة تتمثل في أن العديد من الحالات تكتشف في مراحل متقدمة ما يقلل من نسبة الشفاء، لافتة إلى أن الاكتشاف المبكر يعتبر الوسيلة الأمثل لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، من خلال الفحص الذاتي كل شهر والفحص الإكلينيكي عند الطبيبة والأهم من كل ذلك فحص أشعة الماموجرام، ولفتت إلى أن لكلمة سرطان وقع مخيف يرتبط بدنو الأجل، ويمتد أثره إلى حياة المرأة العملية والاجتماعية والزوجية، ما يدفع كثيرا من النساء إلى عدم المراجعة والسكوت عن هذا المرض، مؤكدة أنها ظاهرة منتشرة بشكل كبير، مبينة أهمية النظر للأمر من منظور مختلف حيث يجب على كل سيدة إدراك حقيقة أهمية مواجهة المرض وكلما كان ذلك مبكرا كان يعطي فرصة أكبر لوجود حلول طبية تعطي نتائج إيجابية أكثر للوصول إلى الشفاء بإذن الله. وشددت العمودي على أن أهم نقطتين تحددان مستقبل المريضة، هما حجم الورم وكون الورم لا يزال منحصرا في نطاق الثدي، فحجم الورم الكبير أسوأ بكثير من حجم الورم الصغير المحصور داخل الثدي، إذ لو احتوت هذه الغدد على خلايا سرطانية بعد فحصها فهذا يدل أن الورم قد تعدى حدود الثدي وخرج إلى مناطق أخرى في الجسم وتكون هذه الغدد جزءا منها. ويظل التشخيص المبكر من أهم استراتيجيات الكشف المبكر عن المرض، لاسيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حيث تشح الموارد ولا يتم تشخيص المرض إلا في المراحل المتأخرة، وهناك بعض التقارير الطبية التي تشير إلى إمكانية إسهام هذه الاستراتيجية في تراجع زيادة نسبة حالات سرطان الثدي التي تكتشف في مراحلها المتأخرة من المرض وجعلها مراحل أكثر قابلية للشفاء عن طريق العلاج.