الإنتاجية تتحسن إذا أزلنا المعوقات.. مثل تأثير عنصر الازدحام المروري ومعوق نقص توفر المواقف عليها. والحل هو أن نعطي الأمانات والشؤون البلدية صلاحيات أكبر، ويجب فرض رسوم جبرية انتقائية تفرض على أصحاب العمائر والمحلات والأسواق والسيارات وكل مسبب للزحام بشرط استخدام هذه الرسوم لتحسين الوضع، ومنها اشتراط مواقف أكثر في البنايات الجديدة، وربط الرسوم بالاستخدامات، والتحكم في التراخيص التجارية وربطها بتوفر المواقف المناسبة للنشاط، وتنشيط قسم تجاري في الأمانات للقيام بالدراسات المرورية فعليا في الأحياء بمعزل عن طالب الترخيص التجاري.. فنشهد قفزة نوعية في الوضع المروري وننمي التفكير التجاري في حل مشاكل المدن. وعند نجاح أحد المحلات يدرس الوضع المروري في المنطقة ويفرض عليه رسوم تحسين الوضع المروري، فلا يمكن أن تسمح لبائع جملة يعيق الحركة بالتحميل والتنزيل بدون مقابل، ويشترط النظام أن يصرف كل المبلغ المحصل على ذلك، ومن أسوأ ما رأيت شركة تأجير سيارات استأجرت مكتبا من غرفتين في مبنى ومن ثم استعملت الشوارع المحيطة كمواقف، وعند إحصاء عدد سيارات ذلك المكتب كانت قرابة المائة.. ومثال حي آخر في منطقة تجارية وتكون في النهار مليئة بالسيارات ويضطر الزائر أو العامل في المنطقة البحث على الأقل لربع ساعة إضافية لإيجاد موقف.. هذه الساعات الضائعة من العمل أو الوقت المنتج يضيع من الاقتصاد ويقلل الإنتاجية. أما النقل فيقع في قلب موضوع الإنتاجية، وكذلك تخطيط المدن وصلاحيات الأمانات كذلك في صلبه، ويجب إعادة صياغة استراتيجيات التخطيط لتشمل عناصر تمثل متغيرات جوهرية في تركيبة المجتمع وعاداته وطريقة معيشته.. وتغيير حقيقي في ما نراه اليوم من أساليب مكلفة وغير فعالة للنقل. يوجد في المملكة حسب الإدارة العامة للمرور ثمانية ملايين سيارة. تزداد سنويا بنسبة 9.5 % بينما ينمو السكان بنسبة 3.5 %، أي الزيادة تقريبا أكثر من الضعفين. واردات السيارات تبلغ 13 % من مجموع الواردات.. تقريبا 80 مليار ريال، السبب الأول الشباب بين عمر 16-25 الذين يشكلون 25 % من السكان. السبب الثاني نمو الخدمات بشكل اضطرادي مثل قطاعات التغذية والنقل والتوزيع وغيرها، والسبب الثالث رخص الوقود ودعمه من الدولة، وطبعا هنالك أسباب تحسن الدخل والإنفاق الحكومي العالي وارتفاع ثقة المستهلك في الاقتصاد المحلي، كل هذا يدفعه لشراء سيارات إضافية وجديدة. ونختم بأسلوب يستخدمونه في البرازيل، بحيث يخففون عن المساجين فترة السجن بعرض أن يولدوا الطاقة باستخدام دراجات ثابتة بعداد.. وكلما أنتجوا كمية محددة من الطاقة يتم تخفيف مدة السجن ليوم واحد. طبعا يحققون أربعة أهداف من الفكرة. أولها توليد الطاقة وهذا تحسين في الإنتاجية. والثاني تحقيق هدف تحسين اللياقة البدنية للسجين وهذا تحسين إنتاجيته الشخصية بطريقة غير مباشرة، والثالثة تخفيض الوقت الذي يقضيه في السجن، وأخيرا وهذا الأفضل هو تحفيز السجين نفسيا وإعطاؤه الأمل وإعطاء قيمة للوقت.