تحت هذا العنوان، أقامت المدرسة الابتدائية النموذحية في أبها مؤخرا مشروعا لتعزيز التحدث بالفصحى، يعم محافظات منطقة عسير، لحث الطلاب على التحدث باللغة العربية الفصحى في المدارس، واعتمادها لغة للخطاب، والتخاطب المدرسي، فضلا عن كونها لغة التعليم، وحسب المدير العام للتعليم في منطقة عسير (جلوي بن محمد آل كركمان) فإن المشروع «يعنى بتعويد الطلاب والطالبات، على التفاعل اللفظي، باللغة العربية الفصحى، والتعبير عما تجيش به صدورهم». *** تكاد تكون مدارس منطقة عسير الأولى في المناطق السعودية، التي دفعها حرصها على تعويد الطلاب على التحدث بالفصحى، وهو مشروع تربوي ثقافي رائد، يعيد كما قال مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة عسير للشؤون المدرسية (محمد عريدان) «الفصحى إلى مكانتها الطبيعية، ويعززها في أذهان أبنائنا وبناتنا في المدارس، لتكون المدارس معقلا لتعزيز الهوية اللغوية، ومصدر اعتزاز وافتخار، لأبنائنا في هذا الوطن». *** اليوم لم تعد العربية الفصحى كما كانت، عقها بعض أبنائها، وألقوا بها وراء ظهورهم، وأسهمت بعض الفضائيات وبعض الإذاعات العربية، على ألسنة بعض مذيعيها ومذيعاتها، في الإساءة للعربية الفصحى، بعد أن شابهم الفتور والتراخي، وعدم المتابعة، والتبلد، وهذا يؤدي إلى تحويل المجتمعات العربية، إلى أوصال ممزقة، مفككة، ومجزأة، يشتكي بعضها لبعض بالسهر والحمى. *** شكرا لإدارة التربية والتعليم بمنطقة عسير، وإن كان هذا واجبها، على هذا الاهتمام، وليس ثمة شك أن العمل به، من الصور الحسية الملموسة، للتخلص من التلوث اللغوي، والمسخ، والتشويه، والغرق في الرمل والتراب، والأصابع الملوثة، الهادفة مع الأسف الشديد إلى تلوث يأتي بقوة واندفاع، ألا بئس ما يصنعون.