يخاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز علماء الأمة ومفكريها، اليوم، في افتتاح مؤتمر مكةالمكرمة ال15 «الثقافة الإسلامية.. الأصالة والمعاصرة»، بكلمة يلقيها بالنيابة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، بمشاركة 500 شخصية من أنحاء العالم، في مقدمتهم مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. ويقرأ المؤتمر، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، كلمات خادم الحرمين الشريفين وأثرها في بناء الثقافة الواعية، يقرأها الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس (الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي)، الذي يرأس الجلسة الأولى، بعد مغرب اليوم، ويتحدث فيها: الدكتور عبدالرحمن زيد الزنيدي «رؤى في تأصيل الثقافة»، والدكتور عارف علي «مقومات الثقافة الإسلامية»، والدكتور محمد الأمين سيد المختار «نحو عولمة الثقافة الإسلامية». ويدرس المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام 16 بحثا من خلال خمسة محاور؛ الأول: الثقافة الإسلامية.. المفهوم والخصائص (رؤى تأصيل الثقافة، مقومات الثقافة الإسلامية، نحو عولمة الثقافة الإسلامية)، الثاني: الثقافة الإسلامية.. الواقع والتحديات (الغزو الثقافي والهزيمة النفسية، الفرقة والصراع والتعصب، الجهل والتخلف وغياب المرجعية)، الثالث: الثقافة الإسلامية ومتغيرات العصر (معايير قبول المتغيرات الثقافية، العلاقة بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى، الإعلام والأزمة الثقافية)، الرابع: نحو ثقافة واعية (قراءة في كلمات خادم الحرمين الشريفين وأثرها في بناء الثقافة الواعية، الاتصال الثقافي بين الشعوب والمجتمعات الإسلامية، التنوع الثقافي ووحدة الأمة الإسلامية، كيف نبني ثقافة واعية؟)، الخامس: قضايا في الثقافة الإسلامية (التوجهات الثقافية في العالم الإسلامي، الحوار الثقافي العالمي ومآلاته، الثقافة وتكنولوجيا الاتصال الحديثة). من جانبه، أوضح الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن موضوع المؤتمر استشعار من الرابطة بأهمية الثقافة الإسلامية في الحفاظ على هوية الأمة المسلمة، مبينا أن المؤتمر يجلي بموضوعية مفهوم الثقافة الإسلامية، ويبحث واقعها وتحدياتها، ويعرض لمتغيراتها، ويناقش أهم قضاياها. واعتبر الدكتور التركي أن الثقافة الإسلامية أعظم ثقافة وحضارة في تاريخ البشرية، تلك الثقافة التي مرجعها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ثقافة وازنت بين العقل والوجدان، واعتمدت على النقل الصحيح من مصادره الثابتة، فكانت ثقافة بذلك ثقافة إنسانية داعية إلى التعايش والحوار والتفاهم. وأكد التركي أن الثقافة الإسلامية في حقيقتها هي الصورة الحية للأمة المسلمة؛ فهي التي تحدد ملامح شخصيتها، وهي التي تضبط سيرها في الحياة وتحدد اتجاهها فيها، وهي تعبر عن عقيدة الأمة المسلمة ومبادئها، وهي تعنى تراث الأمة التي تخشى عليه من الضياع والاندثار، وفكرها الذي تحب له الذيوع والانتشار، مبينا أن الثقافة الإسلامية ومقوماتها ومعالمها وخصائصها أهمية قصوى في حياة المسلم وشخصيته، إذ بها يربط المسلم بين ماضيه الزاهر، وحاضره القلق، ومستقبله المنشود. ويهدف المؤتمر إلى: تعميق انتماء المسلم للثقافة الإسلامية واعتزازه بها، وتجديد ثقافة المسلم، وإعادة بنائها على أصول الإسلام ومبادئه الخالدة بعيدا عن الخرافات والأساطير والتقاليد الجاهلية بعيدا عن الثقافات المهجنة اللقيطة التي لا جذور لها ولا قيود ولا حدود ولا ثوابت، وإيجاد المجتمع الإسلامي المثالي الواقعي، وتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة، وإيجاد الهوية المميزة للأمة الإسلامية التي تجمع أفرادها بمصير تضامني إسلامي واحد يقوم على مبادئ الإسلام وهديه، وتجديد صلة المسلمين بالإسلام بترجمة أفكاره وتعاليمه إلى قانون عملي وواقع سلوكي وأخلاقي، وتوفير مناخ إسلامي متشبع بآداب الإسلام وتعاليمه السمحة، بحيث تعم الثقافة الإسلامية الصالحة بكل قيمها وآدابها وأفكارها جميع مجالات الحياة، وتكوين المسلم الواعي الذي يمتلك التوفيق بين حقائق العلم وحقائق الدين ويكشف عن توافق الحقائق الكونية مع الحقائق القرآنية، لترشيد العلوم الإسلامية نحو عمارة الأرض وصلاحها، وتمكين المسلم من المقارنة والموازنة والنقد والفهم السليم للآراء والاتجاهات الفكرية المعاصرة، وتنمية روح التجديد في الصحيح منها، والتعريف ببعض مستجدات الثقافة الإسلامية وقضاياها المعاصرة، والتعريف ببعض التحديات التي تواجه الثقافة الإسلامية وبيان كيفية مواجهتها، وتنمية شعور الولاء للأمة الإسلامية، والمحافظة على شخصيتها وتوثيق الصلة بين حاضرها وماضيها ومستقبلها.