مجلس الشورى قرر أن تكون الموضوعات التي يدرجها في أعمال الجلسة التي يعقدها قبل إجازة الحج موضوعات تحتاج للمناقشة ولا تحتاج للتصويت، ويرجع السبب في ذلك إلى حرص المجلس لعدم التعرض للإحراج في حال عدم اكتمال النصاب عند التصويت على أي قرار في تلك الجلسة. وما قرره مجلس الشورى يمثل اعترافا منه بتوقع تغيب الأعضاء عن الجلسة التي تسبق الإجازة مثلما يحدث في المدارس حينما يتواطأ الطلاب والطالبات على التغيب في الأسبوع الأخير السابق للإجازة حتى بات ذلك الأسبوع يعرف بالأسبوع الميت، وكأنما نحن أمام جلسة ميتة في مجلس الشورى من المتوقع أن تصل فيها نسبة الغياب حدا لا يكتمل معه النصاب في حال التصويت على أي قرار من القرارات، وفات على المجلس أن الجلسة التي لا يكتمل النصاب فيها لاتخاذ قرار لا يكتمل النصاب فيها لمناقشة أي شأن عام من شؤون الوطن إلا إذا كان المجلس قد قرر أن يبقي باب النقاش مفتوحا، مؤكدا في ختام جلسته « خلاص خلينا نشوف ايش راي زملائنا الكرام اللي غابوا اليوم لما نرجع من الإجازة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». الخبر الذي يؤكد أن الجلسة الأخيرة من جلسات مجلس الشورى قد أصبحت جلسة (ميتة) يؤكد ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط من تقرير قبل خمس سنوات تقريبا، يتعلق بتفشي ظاهرة الغياب بين أعضاء مجلس الشورى بلغ حد أن أحد أعضاء المجلس تغيب عن حضور 31 جلسة من أصل 42 جلسة، وأن 31 عضوا فقط من مجمل عدد أعضاء المجلس هم من بلغت نسبة حرصهم على الحضور 100% ، وكان ذلك التقرير الذي أصدره مجلس الشورى نفسه ونشرته الصحيفة قد كشف عن (تسجيل 819 حالة غياب جزئي أو كلي عن حضور جلسات مجلس الشورى أوضحت الإحصائيات الأخيرة، أن نسبة تواجد الأعضاء في الجلسات يصل إلى 85 في المئة، بينما وصل عدد الإجازات الاضطرارية إلى 108، والمرضية إلى 14، والمهام الرسمية إلى 116، والاعتذار إلى 524، وعدم الحضور إلى 43 حالة). وإذا كان نشر ذلك التقرير آنذاك قد أثار سخط بعض الأعضاء فطالبوا بحجب مثل ذلك التقرير عن الإعلام فإن استمرار ظاهرة الغياب حتى بلغت حد توقع (جلسة ميتة) تسبق إجازة الحج يعني أن أعضاء المجلس اكتفوا بإبداء استيائهم من نشر تقرير الغياب دون أن يسئهم الغياب نفسه، ويعملوا على معالجته. [email protected]