رغم أن قرار توصيل التيار الكهربائي للمنازل التي بدون صكوك أو مسوغات ملكية، فتح باب الأمل لكثير من الأهالي الذين أجبرتهم ظروفهم واحتياجاتهم على اللجوء إلى أطراف المدن وفي القرى للعيش تحت سقف يؤويهم وأبناءهم، إلا أن التخوفات التي لاحقت القرار جعلت المستفيدين من القرار يتخوفون أيضا مما اعتبروه عراقيل تمنع عنهم سحابة الأمل في أن ينعموا بالضوء. وتساءل عدد من المستفيدين من القرار، عن أسباب التخوفات الرسمية، خاصة أن القرار كان واضحا في أن توصيل التيار لا يعني ملكية للأرض أو العقار، مشيرين إلى أن الكثيرين يبحثون في الوقت الراهن عن الضوء، ثم يأتي لاحقا أمر استحقاقهم للتملك. أكد عدد من المستفيدين من القرار أن توصيل التيار الكهربائي بمثابة الشمعة التي تنير لهم ولأبنائهم المستقبل، مشيرين إلى أنهم يعلمون أن الكهرباء لا تعني الملكية للعقار، لكنهم كانوا يعيشون في ظلام دامس، لذا فإن التيار في حد ذاته بوابة الأمل في العيش في النور. وقال عيسى العليان من الأحساء، إن مثل هذا القرار يساعد أهل العشوائيات على التعايش بحكم الحاجة الكبرى للكهرباء في هذا الزمن، موضحا أهمية هذا القرار بالنسبة لسكان هذه المنازل والمدن وهذا يسهم في حل مشكلتهم، منوها إلى أن من يملك أرضا منذ سنوات حتى لو بدون صك له حق المواطن بأن يحصل على كهرباء وهذا حق من حقوقهم كمواطنين. وأضاف بدر العويض أن مثل هذا القرار يفيد طبقة من الناس الذين لا يستطيعون أن يمتلكوا منازل في المدن، وأن من الممكن أن يسهم هذا القرار في انخفاض أسعار الأراضي داخل المدن فائدة للأحياء الجديدة وفي مكةالمكرمة اعتبر الكثيرون أن القرار يمتد لفائدة أحياء نشأت حديثا وظهرت للأسواق العقارية بعد أعمال الهدم والإزالة التي شهدتها مكةالمكرمة لصالح حزمة من المشاريع التطويرية والتنموية، مؤكدين أن القرار يخدم المواطن بالدرجة الأولى، ناهيك عن تحرك وتيرة أسواق مواد البناء في قبلة الدنيا وتحقيق لأحلام البسطاء في إيجاد مسكن تستظل فيه أسرهم، خاصة من نزعت عقاراتهم في المنطقة المركزية والأحياء العشوائية كالطندباوي وشارع المنصور وجبل غراب وشارع جرهم وجرول والبيبان وحارة السادة وجبل الكعبة وحي أم الجود والعمرة وغيرها ويشير محمد الشنبري من سكان حي شارع المنصور الى أنه من سكان جبل غراب بمكةالمكرمة وقبل نحو سنة تمت إزالة منزل العائلة لصالح مشروع الطريق الموازي، وقال عشنا قصة طويلة بكل ألوان العناء والتعب للبحث عن قطعة أرض تأوي أسرتي، حتى استقر الاختيار على حي الغزالة (شمال مكةالمكرمة) في أحد المخططات العشوائية بها حيث لا تتوفر به خدمة الكهرباء ولا الماء ناهيك عن البعد عن وسط البلد، لذا فإن القرار يخدم شريحة كبيرة من البسطاء ممن هم في مثل حالته، ويدعم التوسع العمراني خارج حدود مكةالمكرمة حيث إن كثيرا من هذه المخططات تفتقر للخدمات الأساسية ومع ذلك استقر فيها أناس كثيرون بسبب محدودية الأراضي المتاحة في مكةالمكرمة والتهاب الأسعار مقارنة بأطراف مكةالمكرمة خاصة لذوي الدخل المحدود. وأوضح إبراهيم صالح من سكان حي الشميسي بعد أن أستقر به الحال في منزل شعبي خارج حدود مكةالمكرمة أن نعمة التيار الكهرباء لا تعادلها أي خدمة فهي سبب نمو الأحياء العشوائية واكتظاظها بالسكان، والقرار خطوة هامة واستجابة من ولاة الأمر حفظهم الله لتوفير كل أسباب مقومات الحياة وتطويع مكتسبات الوطن في رفاهية المواطن وتقدير منهم لأهمية إيصال التيار الكهربائي في كل ناحية وقرية. وأضاف إبراهيم أن أهمية الكهرباء لا تقل عن الماء في حياة الإنسان، متوقعا أن تشهد المنطقة توسعا عمرانيا في كل الاتجاهات خاصة الأطراف. ويشير عبدالإله اللحياني إلى الفرحة التي غمرته بالقرار، مبينا أنه مراسم زواجه تأجلت بسبب غياب الكهرباء عن منزله. وأبان محمد عبدالله هوساوي أنه في ظل ارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية في داخل مكةالمكرمة والتي تراوح ما بين 18 ألفا و35 ألف ريال لم يكن لدى الكثير من الشباب سوى التوجه نحو أطراف مكةالمكرمة وشراء الأراضي بأسعار تشجع على بناء منزل الأحلام على قدر الاستطاعة والهروب من غلاء الإيجارات المبالغ فيها، مشيرا إلى أن الطرق الدائرية لعبت دورا هاما في ربط أطراف العاصمة المقدسة بعضها ببعض، وأن مكةالمكرمة ستشهد توسعا في النطاق العمراني لم تشهده من قبل، مخلفا انخفاضا في أسعار الشقق وبشكل واضح. وأكد كل من محمد علي، وسالم سعود من تبوك أن القرار يصب في مصلحة المواطنين وسكان المناطق العشوائية البسطاء وسيؤدي إلى إعادة تنظيم تلك الأحياء، وبينا أن سبب سكن الكثير من الأهالي في تلك الأحياء العشوائية يعود للمغالاة الكبيرة من قبل عدد كبير من تجار العقار في الأحياء المنظمة.