لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير فريق تشلسي الإنجليزي يتوقع أن يقدم الإسباني سيسك فابريغاس أوراق اعتماده «نجما» للبلوز من المباراة الاولى الرسمية التي يخوضها بقميص النادي اللندني لكنه اثبت انه صفقة الموسم حتى الان وصوابية المدير الفني جوزيه مورينيو الذي ضمه من برشلونة الاسباني كأفضل صفقة لفريقه هذا الصيف. لندن تعرف فابريغاس جيدا ابن الغريم التقليدي ارسنال ومديره الفني ارسين فينغر الذي احضره يافعا الى «الغنرز» عام 2003 وباعه نجما مرموقا الى برشلونة لكن تجربته مع الفريق الكاتالوني كانت سلبية حيث فشل في اثبات نفسه هناك بين مجموعة العباقرة فكان تشلسي حبل الخلاص للعودة الى محبوبته لندن. امام بيرنلي في المباراة الاولى للدوري الانجليزي سجل «سيسك» هدفا وصنع اثنين ثم لعب دورا في فوز الفريق على ليستر سيتي القادم الجديد الى اللعب بين العمالقة ثم كان مذهلا في المواجهة التي دك خلالها «البلوز» شباك ايفرتون بسداسية على استاد غوديسون بارك في مدينة ليفربول وها هو تشلسي يرفع رصيده الى 12 نقطة بعدما تعملق فابريغاس تمريرا ليلعب دورا في فوز «البلوز» برباعية على سوانسي. الملفت ان فتى اسبانيا حطم رقما قياسيا اذ صار اول لاعب في تاريخ «البريمييرليغ» الذي يمرر كرات حاسمة في 6 مباريات متتالية (بيرنلي وليستر سيتي وايفرتون وسوانسي) بقميص تشلسي وامام بولتون وتوتنهام في اخر مباراتين خاضهما بقميص ارسنال قبل رحيله الى برشلونة. اكثر السعداء بالطبع هو البرتغالي مورينيو الذي يتعامل مع فابريغاس على انه لاعب انكليزي نظرا الى نشأته في انكلترا والمامه بكل ما هو يتعلق في الدوري ببلاد الضباب مع العلم ان «السبيشال وان» كان مندهشا من قبول اللاعب للعرض الذي تقدم به تشلسي لضمه من برشلونة بسرعة قياسية. فابريغاس عانى الامرين هناك في «نو كامب» فلم يعط حقه كنجم مرموق وعاش في الظل لفترات طويلة وغاب عن العناوين الرئيسية فوصل به المطاف في نهاية الامر للحديث عن الحزن والغم الذي يعيشه ورغبته في التغيير. هو أتى الى «ستامفورد بريدج» في الوقت المناسب بعد ان ودعت جماهير النادي طفلها المدلل فرنك لامبارد الذي قضى اعواما من النجاح فجاء سيسك فابريغاس ليحل مكانه ,بالطبع هي ليست مهمة سهلة لكن ابن كاتالونيا سبق وان لعب مع «الأساطير» في ارسنال ثم برشلونة وقادر على ملء الفراغ والكل ينتظر الثنائية الملفتة بينه وبين الصربي نيمانيا ماتيتش الذي عاد بفضل مورينيو الى تشلسي ايضا. يعتقد مورينيو ان لاعبه الاسباني هو الحلقة القوية التي افتقدها فريقه في الموسم الماضي فكلفته الخروج خالي الوفاض من كل البطولات ولهذا يعتمد عليه كثيرا لاستعادة اللقب المفقود في انكلترا ومحاولة الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا من جديد هو لا يهدأ، ونادراً ما يتخلص من الكرة عشوائياً أو يتخذ قراراً خاطئاً كما هو قادر على أن يسرّع أو يبطئ اللعب تراه في كل مكان، ودائماً ضمن خطط المدرب ويلتزم بتعليماته. مع تألق «سيسك» وفي اول ثلاث مواجهات هناك من يشكك بقدرته على استعادة توهجه لكن مورينيو يعرف السبب القادر على اعادة الاسباني الى القمة ففي تشلسي لن يلعب فابريغاس الا في خط الوسط ولن يكون حقل تجارب كما حصل في برشلونة حيث اضطر الى اللعب في العديد من المراكز منها رأس الحربة المخفي. تشلسي دخل حقبة جديدة مع عودة ديدييه دروغبا وانضمام دييغو كوستا وفيليبي لويس وخليفة لامبارد فابريغاس لكن الاخير يريد ان يشكل هالته الخاصة لكن في قرارة نفسه سعيد بمقارنته مع لامبادر تاريخ تشلسي فيما المستقبل هو فابريغاس.