دخلت أندية الظل في المنطقة الجنوبية منزلقا حادا وعميقا أحبط تطلعات المسؤولين والانصار على حد سواء، بعد أن أضحت في وضع لا يليق بها ولا يواكب التقدم الرياضي الذي تعيشه بقية الاندية من نواح مختلفة، حتى أنها ومنذ أكثر من 6 أعوام عادت الأندية للخلف ولم تتقدم في الدرجات التي تلعب لها. وأرجع عدد من المتابعين ذلك لعدة أسباب جوهرية تمحورت حول غياب التخطيط الجيد من قبل الإدارات التي تعاقبت عليها، على الرغم من الموارد المالية الجيدة التي لم تستثمر أو توظف بطريقة تخدم أندية منطقة عسير منذ تأسيسها، إضافة لغياب البطولات الدولية التي كانت تقام بالمنطقة وتحفز الرياضيين على تقديم إنتاج جديد ومميز لأنديتهم. وتعاني 10 أندية في المنطقة هي أبها وضمك والنخيل والسروات والشهيد والعرين وجرش والزيتون والفرسان والمصيف، سوء البنية التحتية من ملاعب وإمكانيات يمكن لها أن تؤهل لاستقطاب المواهب والنجوم، إذ ما استثني نادي المصيف في المسقي والشهيد في محايل اللذان أنشئ لهما ملعبان يمثلان الحد الادني من المأمول. 10 أندية وملعب واحد وتتدرب أبرز أندية عسير بفرقها الأولى لكرة القدم على ملعب الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمحالة بسبب عدم وجود ملاعب حالية أو مقرات، فعلى سبيل المثال لا يوجد لدى نادي أبها الذي يلعب في الدرجة الاولى وسبق له التواجد في دوري المحترفين، أي ملعب أو مقر في الوقت الحالي يمارس عليه التدريبات كما هو الحال في نادي ضمك، فضلا عن المعاناة التي تعانيها الأندية الأخرى. وتتهم الجمعيات العمومية في الأندية والقائمين عليها بإنتاج إدارات لا تحمل مشاريع رياضية حقيقة وغير مؤهلة، الأمر الذي أعاد رياضة عسير للخلف بعد سنوات ازدهار شهدتها المنطقة قبل 15 عاما من الآن تتمثل في صعود أبها وضمك لدوري الدرجة الأولى ثم صعود أبها للممتاز وصعود النخيل والزيتون للثانية، لكن ما لبثت أن عادت الأندية سريعا للخلف بعد سلسلة متسارعة من تغيير الإدارات وحدوث مشكلات وانشقاقات واسعة في تلك الأندية جعلتها تتأرجح وتفقد توازنها. غياب البطولات وساهمت دورة الصداقة الدولية من نسختها الأولى وحتى الأخيرة في تطور الرياضة في عسير واحتكاك واسع للرياضيين بالأندية الأمر الذي خلق الكثير من الحماس ووصول شخصيات بارزة لرئاسة الأندية الأمر الذي طور الأعمال الإدارية والفنية وجعل أبها وضمك والنخيل والزيتون يصعدون إلى مصاف أندية الدرجتين الأولى والثانية بل إن أبها صعد مرتين للدوري الممتاز وعاد سريعا بسبب الخلافات الإدارية. وعاشت أندية عسير في تلك البطولات الصيفية الودية أفضل عصورها، ويعتبر العصر الذهبي لأندية عسير بعد الاستفادة الشاملة من بناء العلاقات مع الرياضيين والصحفيين والمدربين وإبرام الصفقات ومشاركة فريق من المنطقة كل عام وغير ذلك من أسباب معنوية وإدارية وفنية وإعلامية ومالية. ثم دب الجمود في منطقة عسير وغادرت إدارات وجاءت إدارات أخرى غير مؤهلة، فقد عاد النخيل قبل عام للثالثة ثم الزيتون الذي كان عبارة عن استراحة لفرق الثانية نظرا للهزائم الثقيلة التي مني بها، كما عاد ضمك قبل عامين بعد أن كان مؤهلا للصعود للدوري الممتاز إلى الثانية، في حين ظل أبها في الأولى وبقي متأرجحا هناك ما بين المركز الثامن وصولا للحادي عشر حيث يعتبر عميد اندية دوري ركاء نظرا لكونه اقدمها تواجدا دون صعود وغيرها من أندية لم تستطع العودة للأمام، وعودة هذه الفرق للخلف في لعبة كرة القدم يقابلها فشل ذريع على مستوى الفئات السنية لكافة الأندية التي لا تهتم على الإطلاق بالفئات السنية إضافة للألعاب الأخرى.