أكد وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه أنه من الواجب على كل الاندية الادبية الثقافية ان تكرم رموزها، مطالبا الاندية بالبحث عن الرموز التي خدمت الأدب والثقافة في نطاقها، مشيرا إلى ان هؤلاء ليسوا رموز منطقة او مدينة معينة فحسب بل يمثلون في النهاية رموزا وطنية للمملكة بشكل عام. جاء ذلك خلال رعايته الاحتفال الذي اقامه نادي مكة الثقافي الادبي مساء أمس لتكريم الاديب الكبير أحمد عبدالغفور عطار بقاعة جراند كورال بمكةالمكرمة، وأضاف الخوجه أن العطار رمز من رموز مكة ويمثل المملكة، فكل ابناء هذا البلد يمثلون هذا الكيان الكبير الذي هبط فيه الوحي وبه قبلة المسلمين ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب أن نفتخر بذلك بكافة مناطقنا، ففي هذه الارض الطاهرة بزغت ونبتت الثمار الطيبة ومن الواجب علينا ان نكرم هذه الأعلام الكبيرة. وأضاف الخوجه بقوله، إن العطار هو احد المدافعين عن العربية وعن تاريخها فقد نوع فيها بما اطمأنت اليه نفسه ولم يثبت على حال، حيث كتب في الشعر والقصة والنقد الادبي والمسرح وحقق المخطوطات والتراجم، ولم ينس نصيبه من الصحافة حيث اسس صحيفة «عكاظ». فهذا الاديب الذي نبت من مكة لا يذكر الا ويقفز في الاذهان مقدمة الصحاح التي تعتبر اول مقدمة من نوعها على المستوى العربي. وأضاف الخوجه ان هذا التكريم الذي يقيمه نادي مكة الثقافي الادبي مشكورا ياتي بعد مرور 100 عام على ولادة هذا الاديب الفذ، وكاننا نعيد امام جيل هذا اليوم اول ناد انشأه هؤلاء الرموز في مكةالمكرمة عندما كانوا يجتمع طلبة المعهد العلمي والفلاحون ونخبة من الحجازيين يتدارسون الادب والشعر في ذلك الوقت. وقال خوجه إننا نحتفل في هذه الليلة بتكريم رائد من رواد الادب في وطننا الغالي ونحن نستعد للاحتفال باليوم الوطني خلال ايام قليلة، وهذه الذكرى الغالية التي تمر علينا ونحن نعيش تحت راية التوحيد وفي امن وامان متوحدين في وطن واحد تحت قيادة حكيمة ذات رؤية وبصيرة نافذة. وكان وزير الثقافة والاعلام قد استبق حضور الاحتفال بزيارة لمقر نادي مكة الثقافي الادبي الجديد والذي يقام على الطريق الدائري الثالث بجوار المحكمة العامة، وتفقد سير العمل فيه وكان في استقباله رئيس نادي مكة الثقافي الادبي الدكتور حامد الربيعي واعضاء مجلس ادارة النادي. ثم توجه لمقر حفل التكريم وقام بافتتاح المعرض المقام على هامش الحفل والذي ضم مقتنيات للاديب احمد عطار وبعض اصدارات النادي. بعد ذلك اقيم الحفل الخطابي، والذي رحب فيه رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي بالحضور، مشيرا إلى شسيبان النادي يختار شخصية ادبية ويقوم بتكريمها كل عام من خلال اجتماعات مجلس ادارته، مشيرا إلى ان الاختيار لم يكن عشوائيا بل كان مقننا وان النادي سيستمر على ذلك. ثم تحدث الدكتور حسن باجودة عن بعض الجوانب الادبية في حياة العطار وخاصة الابداع والجانب اللغوي الذي اولاه العطار جل اهتمامه ونافح في كل الاتجاهات. وفي نهاية الحفل قام وزير الثقافة بتكريم المشاركين واللجان العاملة في الحفل.